الدراما
الالهية Theodramatic
فى كتابه الماتع يأخذنا MATTHEW W. BATES فى رحلة حول نشأة الثالوث،وفكرته
بعيدة كُل البُعد عن المنطق الزمنى(الأريوسية) بل يتحدث عن أزلية
الأقانيم،وكيف استخدم الكتاب المقدس طريقة "درامية Theodramatic"يقدر
القارئ من خلالها ان يعرف بعضِ من الأمور عن الله.[1]
يُمكنثنا ان نضع تعريف ل "الدراما الالهية Theodramatic" كونه أسلوب تفسير
يُقدمه لنا الكتاب المقدس،ليكشف لنا عن لمحات عن حياة interior divine life
"الذات الالهية الداخلية"بصورة بشرية،يقدر أن يفهمها القارىء،فى بعض
الأحيان تكون هذه الحوارات فى الأزل"مرحلة ما قبل التاريح"
لكن الله من حيث ان طبيعته بسيطة وفريدة غير مركبة ليس له أذن ولا أعضاء
يحدث بها صوتا بل ان جوهره الاوحد وغير المدرك لايتكون من اعضاء زأجزاء
ونفس الشىء ينطبق على الابن والروح القدس(ق.ديديموس الضرير)
فهو إذا لايستخدم إلا لغة الإنسان،والطريقة التى يفهما الانسان،لأنه لو
تحدث بلغة غير مادية عن اللامادى،فكيف إذا للإنسان ان يفهمها؟
لذلك فى نفس
المضمار نجد نسب الاعضاء البشرية الى الله مثل
[يد،رجل،يمين،عين،وأنف،قلب،يتكلم،يسمع...الخ] وهى ما تُعرف
بالأنسنةAnthropomorphous[2]،
يقول ق. "ديديموس الضرير" :- " لكن الله من حيث ان طبيعته بسيطة وفريدة غير
مركبة ليس له أذن ولا أعضاء يحدث بها صوتا بل ان جوهره الاوحد وغير المدرك
لايتكون من اعضاء وأجزاء ونفس الشىء ينطبق على الابن والروح القدس"
ونحن نعلم ان الله روح (يو 4: 24).لاجسد له،فحينما نقرا "قال الرب
لربى"لاينبغى أن نظن أن الاب له فم ولسان،والابن له اذن ليسمع بها،فلا
ينبغى أن نظن أن الاب يقول شئ جديد،لم يكن يعلمه الابن،والعكس ايضاً.
وكما يقول ٌ.ديديموس الضرير"
- فحينما يعلن الاب ارادته للابن(الحكمة
والحق)كما لو كان لا يعلمها الابن،لان كل ماينطق به الاب –التى فى جوهرها
حكمة وحق-يعرفها الابن..عندما يتكلم الاب ويسمع الابن او بالعكس[3]
فكل هذا أسلوب "درامى"يستخدمه الوحى لتوصيل فكرة ما،مثل أن هُناك تمايز بين
الاب والابن، فالحوار لاينفهم أن هذا يجرى على نحو مايحدث معنا عندما
نتحاور ونتحدث بين أنفسنا تباعا(واحد تلو الاخر)لكن بالشكل الذى يناسب
الطبائع غير المادية وخاصة فيما يخص الثالوث ...
عندما نتناول كبشر شيئا بالحديث فيما بيننا،فنحن اولا نتصور ما يدور فى
عقولنا قبل ان ننطق به،وعندما نريد ابلاغه لعقل شخص اخر،فنحن نستخدم اللسان
كعضو فى الحركة ونطرق به كأنه ريشة عازف على أوتار الأسنان،فنحدث نغمة
صوتية،وهكذا،فكما نتحكم نحن كيف نطرق بلساننا على الحنك(اعلى باطن
الفم)والاسنان ونتحكم فى زفيرنا ليخرج منطوقات متنوعة كى مانتواصل مع
الاخرين بما فى عقولنا،قبالمثل يكون من الضرورى أن ينصت المستمع بأذنه دون
أى عائق وأن يرهف السمع لما يقال حتى يستطيع أن يفهم ما قيل كما يريده
قائله أن يفهمه(ق.ديديموس الضرير)
فالله غير ذلك تماما ،وكما يقول فلاسفة المتكلمين،ماخطر ببالك فالله غير
ذلك، فالاب لايملك فم يتحدث به،والابن لايملك اذن ليسمع بها، بل هو أسلوب
درامى يكشف لنا بعداً لاهوتيا أبعد وأعمق من كونه" حوارات إلهية Divine
Dialogues"من ضم تلك الأبعاد هو التأكيد على تمايز الابن عن الابن عن الروح
القدوس،والتمايز هُنا تمايز أقنومى،وايضا يُعبر عن أزلية كُل منهم أثناء
تصويره عن حوار أزلى بينهم.
يُلخص ق.ديديموس الضرير تلك الفكرة قائلاً:- "عندما نقول ان هناك "حديث
وحوار"داخل الثالوث فعلينا ألا نفهم أن هذا يجرى هاة نحو مايحدث معنا عندما
نتحاور ونتحدث بين أتفسنا تباعا(واحد تلو الاخر)لكن بالشكل الذى يناسب
الطبائع غير المادية وخاصة فيما يخص الثالوث ...
[1] The Birth of the Trinity Jesus, God, and Spirit in New Testament and
Early Christian Interpretations of the Old Testament MATTHEW W. BATES
[2]مارك شريدن،لغة الله حسب التقليد الابائى/112-128
[3] ق.ديديموس الضرير،الروح القدس،154-158