2015/04/24

اللاهوتى ومفهوم الاستنارة(حواطر لاهوتية)ج2





الاستنارة ما هيا الا الصعود الى الجبل,والدخول فى الغِمام,وعندئذ ِترى الله كما فعل موسى, فنسمع اغريغوريوس اللاهوتى يقول:ـ عند صعود الجبل فلن تر سوى ما وراء الله(اى شُعاع مجد الله ),فلن تتاتى الاستنارة الا من خلال مجهود منك(صعود الجبل),فالله لا يُعطى الايدى المُرتخية,فقط عليك الصعود الى الجبل,فترى مجد الله كما حدث .


وتامل ان هؤلاء المدعويين يهود عن خروجهم للصلاة,كانو يُرنمون ترانيم تُسمى المصاعد,لانهم يرنمونها وهم صاعدون,فتامل يا اخى انت صاعد الى الجبل تُصلى ,وتدخل الى الغمام,وترى مجد الله,انه المفهوم الرقيق عن الاستنارة,فالاستنارة لا تتاتى الا بالصلاة والجهاد(صعود الجبل) الاستنارة هيا امتداد يد الله,او قول مع اشعياء"اشراق الهى"[اش1:60]


فيكون ذاك الانسان نِير العينين,ومن ثم فجسده كله يكون نيراً,لان العين هيا السراج,الذى ِنسير به,وان كُنت فى حالة استنارة,تحولت الى تلك الحالة عينها-اقصدالمُحاكاة الألهية-اى فى حالة صلاة دائمة.فلم يعُد هذا السراج يرى سوى الله,او قول لم يعد فى القلب رغبة لرؤية غيره.


فطوبى لمن يسمع الصوت الالهى, ] [قومي استنيري لانه قد جاء نورك ومجد الرب اشرق عليك.]انها دعوة,هيا قوم استنير,لان اِلهك(نورك)قد جاء,وهو من سيُنير لك طريقكك.


انها دعوة عظيمة من الله لنا لكى نستنِير,دعوة لكى نقوم من النوم(الخطية),وبولس سمع هذا الصوت ونادى به,فنسمعه يقول لنا:ـ [لذلك يقول استيقظ ايها النائم وقم من الاموات فيضيء لك المسيح] [Eph.5.14]


نعم يا اخوتى,لان الله هو نور العالم كما قال المسيح][ انا هو نور العالم.من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة.] [Jn.8.12].


فالاستنارة ليس كما يُعرفها الغرب والشرق,بانه انسان مثقف مُتفتِح العينين,او كما يقولون شخص مُتحضر,لا ليس هذا التعبير مقبول عندنا,فنحن نرفض تلك الاستنارة الارضية النفسانية,ولن نقبل بالاستنارة الالهية بديل,لهذا نقول دوما,ان الانسان اللاهوتى ليس من يُجالس الكتب بعينيه ليُدرك العلوم والمكتوب,بل اللاهوتى هو شخص –صِلى-لكي ما يرى الله,واستمر فى هذه الصلوات حتى استجاب له الله,فاجرى فى عينيه عمليه جراحية ليضع فى تلك العين,الخواص والمُميزات التى تسمح لها برؤية الشمس,ومن ثُم يقدر ان يُعاين النور.


انه يسيراً ان نُصلى بالاجبية ونقول"بنورك يا رب نُعاين النور"انها حقاً جُملة تبدو انها مُفتقدة الى كل المعانى,ولكن الانسان المُدقق يِعى تماماً ان بنور الله(اى استجابة الصلاة حيث طلبنا لرؤيته)نُعاين ونُدِرك الله(اى النور)


فنحن لا فضل لنا ولا منا,بل من الله، لانه استجاب فانار عينى,فاصبحت ارى,لا كما يرى العالم بل ارى ما لم يراه العالم ولا العين البشرية فانا ارى الله امامى فى كل حين,لعل المُرنم قال "انر عينى"لهذا الغرض الذى نجِمح اليه و عنه الان.


لعل قائل يقول انا من ابتداء بالصلاة,والله استجاب لى,فانا من ابتدى لا الله,نقول له لعلك لم تصل الى معنى الصلاة الحقيقية,فالصلاة ما هيا الا دعوة او نداء الهى,واستجابة بشرية,فالله يدعوك من خلال روحه القدوس,هيا يا فتى قوم تحدث معى


انها دعوة,تِبث فيك اشتياقات لا نهائية تجاه ذلك اللا نهائى,فانت تستجيب لهذا الحِث وتقوم تصلى,وكانها عمليه ديناميكية الله ياخذك من يدك (برغبتك)لتِجلس معاه,فيسمع منك ما تحتاجه,فيعطيك ما ترغبه.بل هيا دعوة الاهية لاستدراج الانسان من خلال طلبات الانسان لتتحول تلك العلاقة النفعية(الطلبات)الى علاقة حُب بين اثنين,قد وصلو الى درجة الكمال فى الحب الغير مشروط,او المِعنى باى من المصالح


فاذا استُنِيرت عينك فطوباك فانت اصبحت شخص لاهوتى,ومُختبِر ايضاًوهذا ما نرجوه,الاختبار وسر الشركة,انها يا اخوتى افضل من تلك المعرفة الجامدة عن الله,او قول المُتحجرة,لان معرفة الله افضل بكثيراًمن المعرفة عن الله
[صِلى..تستنيرعينك...ترى الله...تستمد معرفتك منه لا من غيره]


صلاة من الاجبية
أيها النور الحقيقي الذي يضئ لكل إنسان
آت إلى العالم، أتيت إلى العالم بمحبتك للبشر،
وكل الخليقة تهللت بمجيئك. خلصت أبانا آدم من
الغواية، وعتقت أمنا حواء من طلقات الموت،
وأعطيتنا روح البنوة، نسبحك ونباركك قائلين
(ذوكصابترى).




mina fawzy
ســرجــــــيوس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق