2015/04/05

ليس دوما يكون هُناك المسيح؟؟




-فى يوم حفلة العيد,وانا على مقربة من باب الكنيسة,اخذت السماء تمطر,وكان هُناك رجل جالس حافى القدمين,يرتجف من البرد,تكاد موجة البرد ان تسحقه مساويةً اياه بالارض..وما كان مني سوى ان اتجاهل هذا الرجل الذى قام يجرى من على رصيف الكنيسة الى اى شجرة يختبئ تحتها,او اى مكان يجده مأوً لجسده الشبه عارى,وفى ذلك اليوم انا الخادم كنت ارتدى "بالطو "و"كوفية",ووقت ما قام هذا الجسد العارى ليبحث له عن مكان يختبئ فيه كِدت ان اصطدم به لانى انا ايضا هممت بتسريع خطوات قدماى...لكى اصل الى الكنيسة وانجو من مطر الشتاء.ولم اعبأ بهذا العُريان,ولم اُفكر فيه كم من الايام مرت عليه وبطنه تتألم جوعاَ...

-وما ان دخلت الى الكنيسة فتوجهت مُباشرةَ متجهاَ الى المذبح وسِتر الهيكل لاقبلهما واصلى,يا لشقاوتى!!!تركت المسيح فى الخارج ودخلت ابحث عنه فى الداخل,تركته يرتجف من الثلج والبرودة وذهبت ابحث عنه فى تلك الكنيسة مغلقة النوافذ الدافئة,كُنت اظن اننى على لقاء مع المسيح عند السِتر...ولكنه كان ينتظرنى فى الخارج..على مشرفة الكنيسة. .وهو واقف على باب الكنيسة وكأنه يُريد ان يقول لى لن انتظرك فى الدفء بالداخل ,ولكنى سأنتظرك فى خارج الكنيسة فى الصقيع لاننى اشعر بك(اش 63: 9)
انك نازل من بيتك(بجانب الكنيسة) اثناء الثلج لكى تاتى الى وتخدمنى فكيف لى و أنا ابوك الذي يحبك ان اتركك تتالم وحدك فى هذا الجو؟؟انه صليب,ولابد ان اكون أنا أبوك من يحمل الصليب معك اولاَ,اُشاركك فى متاعبك...انه شعور جميل من ابويا السماوى,وكأن نزولى من البيت اثناء البرد والشتاء عمل عظيم هو يُكافئنى عليه!..ولكنه هو الذى ينظر الى اعمال ضعفنا على انها عمل عظيم,فلأنه عظيم وجميل فينظر الى تسكُعنا ويراه جميل..امام تعب دقائق معدودة من البرد يشاء ان يتحمله معى؟؟ويقول عليه صليب؟؟وماذا يكون صليبى امام صليب العار ؟؟ما هو صليب البرد الذى يراه الرب انى احمله؟؟؟انه شعور نبيل حقاَ ولكنى ولأجل خِسَّتى تركته يحمله كاملاَ واحده...وكأنى لا اعرفه..وبدل من ان اُقدم شُكرى له تجاوزته ولم يهمُنى"راسه المُمتلئه من الطل وقصصه من ندى الليل"(نش2:5),

-وما يجرحُ قلبى اننى اثناء دخولى ووقوفى امام المذبح تذكرت قول الرب لى"اترك قربانك قدام المذبح"(مت24:5),كأنه يقول لى اترك صلاتك واذهب افعل خير..قُم الحق بهذا الجوال العُريان وساعده...نعم انه يسوع لا يُحب الصلاة بقدر ما يعشق ان تكون المحبة فى داخلى,تذكرته وهو واقف على الجبل ينصح ويُرشدنى قائلاَ"لا تاتى لتصلى وانت قلبك يخلو من المحبة,فكيف تصلى واخوك فى الخارج يموت فى جلده؟؟وربما الذى وجدته خارج الكنيسة ليس اخاك بل ربما أكون أنا,فتركتنى وذهبت تبحث عنى فى الدفء ...

-يا لجهالتى!!مررت به ولم اعرفه,اة يا ربى من حواسى الغير مُدربة,ضارباَ بقول بولس الرسول عرض الحائط(عب14:5),اين انا من قول المسيح"عُرياناَ فكسوتمونى"تلك الايه التى اكاد اُجزم انى قرئتها مئات بل آلاف المرات,ولكن لشقاوتى,مررت بها كما مررت ب"اخو المسيح الصغير الجالس على الباب"اقصد المسيح نفسه الذى كان ينتظرنى". -وما ان استيقظت من غيبوبتى الروحية,فهممت لكى اُصحح خطأى,وقفزت مُسرعاَ خارج الكنيسة لكى ما اعُطيه "مالاَ"او شىء من" ملابسى",ولكن!؟حبيبى تحول عنى وعبر"(نش6:5), -مررت بالمسيح,وتجاوزته وكأننى لم اعرفه,ولست ادرى انه هو من مرِ بى( حز 16 : 8 ),كأنه بلا قيمة بالنسبة لى..فقير من ضمن كثيريين اراهم يومياَ واتجاوزهم بلا ادنى اهمية,او احساس بالمسؤلية,غير مُتذكر باننى خادم!!او كما اظن اننى خادم...ولم اُذكر نفسى يوماَ بان الخدمة بِذل وتضحية,وانا ماذا بذلت؟بماذا ضحيت؟؟لا شئ,انها التقوى الزائفة,التى اتصور بها,ولكنى للاسف من مُنكرى قوتها(2تيمو5:3),فما هو حساب وكالتى الذى ساُعطيه لصاحبه؟؟(لو2:16),ليتنى اجد أَكَمَةاو جبل استعطفه ان يسقط علٍىّ(لو30:23)يا لوعتى من الختم السادس وما يِخفيه لى!!فأن كان جبابرة الارض حالهم هكذا؟(رؤ16:6)فكم وكم يكون حاّلى؟؟ليتنى ارجع واتوب قبل يوم غضب الحمل العظيم..لان"مُخيف هو الوقوع فى يد الله الحى"(عب31:10)....


سرجيوس
mina fawzy

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق