- لقد مرت الكنيسة الكاثوليكية بمرحلة شديدة الصعوبة من تاريخُها,من أشكال عِدة من العنف المرتكب تحت اسم الإيمان,من حروب الدين ,ومحاكم التفتيش.والكثير من إنتهاكات لحقوق البشر[!]مما دفع البابا يوحنا بولس الثانى عام1994لتقديم إعتراف أو إعتزار عما مرت به الكنيسة من عصور مُظلمة.وأظن من هذا التاريخ بدأت الكنيسة فى روما فى الازدهار,ودخلت فى مرحلة عظيمة من مراحل تاريخها, والمطلع على تاريخ الكنيسة الكاثوليكية يرى إن هذه الكنيسةلم تصل إلى هذا النبوغ والتفوق فى ليلة وضحاها.بل قد أخذت فترة كبيرة.أخذت تتمخض مدة كبيرة.حتى ظهرت بهذه الصورة التى عليها اليوم..
- ولم تكُن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالتحديد فى هذا العصر أوفر حظاً من قرينتُها فى روما,فقد مرت الكنيسة القبطية بمرحلة شديدة لا من التعصب والعنف,بل فى إنعدام التعليم,وغياب تام لتعاليم الأباء.نُسميها نحن العصر المظلم فى تاريخ الكنيسة القبطية.وأخذ هذا العصر وقت طويل من جهل ,حتى ظهر الأستاذ حبيب جرجس وغيره.حتى بدأت الكنيسةفى عصر جديد ,وكانت الكنيسة على لقاء مع حقبة جديدة من تاريخُها,ربما نُسمى الفترة منذ حبيب جرجس حتى وقت كتابة هذا المقال إنها بداية الإنتقال من|وإلى.من عصور الظلمة والجهل إلى عصر بداية الإصلاح ونهضة التعليم.
- فلم تصل كنيستنا إلى ما وصلت إليه كنيسة روما من تقدم لاهوتى.وهذا شئ طبيعى ,لإن روما سبقتنا بسنونٍ كثيرة.ولكى نتوخى الدقة,فإننا نقصد إن كنيسة روما سبقتنا فى النهوض من رقاد الكسل.إلا إننا نأمل أن نصل إلى ما وصلت إليه من إنفتاح وتقدم وقبول أرارء الأخر,والإنفتاح على كتابات الأباء بغزارة.
- وحينما نقول إن كنيستناالقبطية قد بدأت مسيرة النهضة التعليمية والإصلاح.فهذا لا يُعنى إن هذه الفترة يجب أن تكون خالية من التعصب والجهل.من قبل البعض.فهذا شئ مرت به كنيسة روما,وها كنيستنا اليوم تمُر به.وهذا هو مخاض الكنيسة,وإن كان هذا شئ مُحزن عند البعض,وعندى أنا أيضاً,إلا إنه شئ صحى للغاية,فإن لم تتمخض الأم فكيف تُنجب إبن؟.هذا هو حال كنيستنا القبطية,إنها فى مرحلة المخاض,ونحن فى إنتظار مولودها.الذى نرجو فيه أن يُعيد لنا أمجاد كنيستنا,مولود يُظهر فينا سمات صليب المسيح ويُحى فينا قيامة المسيح.
- وفى عصر المخاض قد تنيح القس منيس عبد النور. ولستُ فى إحتياج لأكتُب كلمة مدح.أو أسجل تاريخه الحافل.فهذا كله مكشوف للجميع وظاهرلمن يُريد أن يرى.ولكنى أشاء التدقيق على عصر المخاض فحسب.وبعيداً عن هويته أو فكره أو أى شئ يصبو إليه.فهو شخص له تأثير كبير بكتاباته وأفكاره.ربما يختلف الكثير معى فى هذه النقطة ,و لكنى أُريد أن أركز فقط على المسيح الذى فى القس منيس عبد النور.لا القس مينس عبد النور بعينه.فإن كُنا نرى المسيح فلن نرى أى إختلاف أو خلاف مع الرجل,ولكن غياب المسيح عن عيون البعض جعلهم لم يروا سوى القس منيس بكل خلافه وإختلافه,وتغافل عن المسيح الذى فيه.
- وبعيداً عن القس منيس عبد النور بخلافاته وإختلافاته,لنعُود مرة أخرى إلى عصر مخاض كنيستُنا.فكما ذكرنا أنفاً إن هذاالعصر لابد أن يتسم بالتعصب .وهذا التعصب لن يدوم كثيراً,فلابد لمخاض الحامل أن ينتهى وتفرح بمولودها,وها نحن ننتظر عصر الفرح بمولودنا الجديد.وحتى إنتهاء المخاض,سيظل البعض بفكره وتعصبه وجهله حتى ظهور نور التقدم اللاهوتى والأبائى.
- ولأن القس منيس عبد النور قد ظهر فى هذه الحقبة,فكان حتماً أن يلّقىِ جزء من تعصب البعض وجهل البعض الأخر.فراح الكثير من جهلاء الكنيسة[المتعصبيين]فى نعت القس منيس بأصعب الكلمات,وأشد التعبيرات.حتى وقفتُ فى حالة من الزهول أمام هؤلاء الشتامين لهذاالرجل,فلستُ قادر على تحديد هوية هؤلاء.فهل هُم حقاً أرثوذكس؟أم مسيحيين؟هل هُم أبناء لكنيسة؟هل لهم كنيسة تأويهم؟وإن كان فأى شئ يتعلمون فى هذه الكنيسة؟حتى أيقنت إن هؤلاء لا كنيسة لهم,لإن لو كان لهم مكان يجتمعون فيه ,لوثقت إن هذا المكان على الأقل سيُعلمهم الصلاة,والمحبة التى غابت عن تدويناتهم وعن قلمهم.
- فغياب المحبة وظهور التعصب كما قلنا ما هيا إلا مرحلة من التاريخ لابد أن تجتاز فيه كنيستنا,حتى نصل إلى ما نبتغيه.إلا إننى فى غاية الأسف من وصفى لهذه المرحلة بإنها غياب للمحبة,فأسفى هو نابع من حزنى.حزنى على أناس كُنا نتسم فيهم القليل من الحب.وحُمرة حياء المسيح.ولكن للأسف لن نجد[!],فبدل من دفن رؤسنا فى الرمال,فضلنا أن ننتقد أنفسناقبل توجيه النقد للأخر,ونُسجل للتاريخ أحداث هذه المرحلة,لعلى أحفاد هذاالجيل يطلعون عليه ,نُسجل أحداثه المؤسفة لعلى يأتى في المُستقبل بطريرك مثل البابا يوحنا بولس الثانى يعتزر على هذه المرحلة بكل ما فيها من أحداث وتعصب.
- فإن كُنا نصف تاريخُنا السابق بإنه عصور مظلمة وجهل بالتعليم الأبائى وها نحن فى بداية المعرفة,فربما ما أقوله يكون مقبول عن جهلنا بتعاليم الأباء ,ولكن ماذا عن الجهل بتعاليم المسيح؟فهل هيا أيضاً مفقودة لدى البعض ومازالت تائه[!].أتمنى أن يكتفى هؤلاء السبابين العانين بما قالوه ,وأتمنى أن يعتزر كل منهم.فلا هذه أرثوذكسية ولا هى مسيحية. فمن السهل أن يكون الإنسان أرثوذكسى,وما أكثرهم,ولكن من العسير أن يكون هذا الإنسان مسيحى أرثوذكسى,أو أرثوذكسى مسيحى.
- فإن غابت تعاليم الأباء وتعاليم المسيح,فعلى الأقل لنتعلم ممن هُم حولنا,فهناك مناظرات عدة لبارت إيرمن[شخص لاأدرى]مع الكثير من العلماء المسيحيين.فى هذه المناظرات نجد رُقى الحوار.وأدابٍ,وخُلّْقٍ .لم نجده فى هؤلاء المُنتسبين للأرثوذكسية وللمسيحية.فإن كُنا قد وصلنا إلى هذا الإنحطاط الخُلقى فليتعلم هؤلاء ممن فى تعداد اللا أدريين,فليتعلموا[!].وكيف يتعلموا وها تعاليم المسيح أمامهم ولم ينحنوا لتنفيذها[!].
- ولستُ أدرى هل خلافهم مع القس منيس عبد النور يسمح لهم أن يكيلوا له السباب والشتائم .التى وصلت إلى حد التكفير.وما الفرق بين هؤلاء وبين داعش؟.فإن كُنتَ لا تُحب تعاليمه فلا تتبعها,وإن كُنت لا تُحب شخصه فأرجوا أن تُصلى ,لكى يمحى الرب ما فى قلبك من بغضة.فالرجل قد توفى وهو فى يد الرب يسوع.هو من سيُدين وهو من يُبرر.من أنت لتحكم إنه كافر,ومكانه النار وبأسم المصير؟.فإن لم يعرف فمك وقلبك كيف تترحم على الموتى,فعلى الأقل لا تذكُرهم بالسوء.
- وعلى جانبٍ أخر ألا يدرى هؤلاء إن لهذاالرجل أسرة وأبناء؟وما شعورهم حينما يجدون سباب وشتائم لأبيهم؟.لكن هؤلاء السبابيين لا مكان بينهم ولا فى حسابتهم أى إهتمام لمشاعر أسرة الرجل,أو رعيته ولا مكان بينهم لأى شئ,وأصبحت أخشى أن يكون فى نيتهم أكثر من السب والتكفير,فأرى فى أعينهم رغبة فى نبش القبور وإخراج جثمانه وتقطيعه ثم حرقه.فإن تمكن هؤلاء فلن يتأخروا عن فعل ذلك[!].و لما كل هذا الكم من الحقد والبغضة؟هل هيا بغضة فى الله؟واى إله يتبع هؤلاء؟فلم نجد فى تعاليم المسيح أى كراهية وبغضة .فإن كانت النية من وراء ذلك هيا المسيح,فالمسيح لم يُريد ذلك.وإن كانت النية هيا الأرثوذكسية.فما قيمة الأرثوذكسية بعيداً عن المسيح وتعاليمه؟إلا يدرى هؤلاء إن قيمة الأرثوذكسية فى كونها مسيحية.قيمتها فى المسيح .فما الغرض من هذا الحقد والبغضة؟.كُنت أتمنى أن يكف هؤلاء عن الإساءة للرجل.ولآنهم لن يعتزروا .فأعتزر أنا عما قيل فى حقه.كم كُنت أطمح أن يكون الخلاف بينهم وبين القس على المحبة,ويتسابق كلاهما لإظهار محبة المسيح.ولكن.......
النعمة معكم
مينا فوزى
مينا فوزى
17\9\2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق