"سوف أمزق كنيستكم وألحق بها الأذى الدائم"
-وقف ماركيون(120-140م) ذات يوم فى الكنيسة مرددا هذه الكلمات، فى وجه قسوس وشيوخ كنيسة روما،على اثر صراعه معهم بشأن رؤيته للعهد القديم,غريب ان يقول شخص باحث ومتعلم وابن اسقف،غريب ان يقول هذه الكلمات نتيجة رفض الكنيسة لوجهة نظرة.
- وعلى النقيض ظهرت فى تلك الفترة او قبلها قليلا حركة التهودjudaizer،وهى على عكس ماركيون،كانت تُغالى فى تقديس التوراة وأعمال الناموس،والكنيسة رفضت التهود مثلما رفضت رؤية ماركيون.
- هذا الرفض لكلا الاتجاهين،يعطى لنا خلفية عن رؤية الكنيسة قديما،اذ كانت تنظر للكتاب المقدس بكل إجلال،حتى وان كان مفهوم سلطة وسلطان الكتاب المقدس حديث(بيان شيكاغو)الا ان مركزية الكتاب المقدس كانت دائما مبدأ فى اللاهوت المسيحى..
- تعتبرمكانة الكتاب المقدس وقيمته ،بل وسلطته ، امرا بديهيا, ان الحياة الليتورجية تقع فى لب مانسميه بالذهنية(phronema)الارثوذكسية الشرقية،لاشك ان الليتورجية هى حياة الكنيسة والطاقة النابضة التى تضع جسد الكنيسة كله فى حركة، يرتبطlex credenda(اللاهوت)بشكل طبيعى معlex orandi(الليتورجيا) والعبادة هما شقيقان توأمان فى ارتباط متبادل ودائم، اى صياغة عقائدية،واى نظرة الى القانونية الكتابية، ينبغى ان ينبع بشكل طبيعى من الخبرة الليتورجية للكنيسة،كما يقول بتروس فاسيليدس،تلقى المسيحيون الاوائل الكتاب المقدس فى الكنيسة بالارتباط مع الافخارستيا...يكمل "فاسيليدس" ان الاستخدام الليتورجى لهذه الاسفار فى التقلبد الارثوكسى الشرقى قد وهب لها هالة خاصة من السلطة
- حتى انك تجد ق.يوحنا ذهبى الفهم يعبر عن هذا الامر قائلا "انه لو قام شخص ميت ،و لونزل ملاك من السماء فالنصوص الكتابية تستحق الايمان بها اكثر من اى منهما(شخص+ملاك)لان رئيس الملائكة ورب الملائكة اعطى النصوص المقدسة سلطتها.
- ورغم ان المنظور الارثوذكسي الشرقي لايقتصر على مجرد اعلان،ورغم ايمان الكنيسة بالتقليد والكريجما الشفوية، الا ان الكنيسة تعاملت مع الكتاب المقدس بكُل إجلال بصفته وحى الله، واعطته الأولوية بين تقاليد الكنيسة.
- بل ان "يوجين بينتيوك" وهو الأب الارثوذكسى،يذهب الى ابعد من ذلك فى رؤيته للنص المقدس، فيقول"ان الكتاب المقدس بصفته كلمة الله فى ثياب كلمات بشريةـ هو [حكما للحق] فى صياغة(وفهم) الكنيسة وقبولها للتعريفات العقائيدية
- ويقول الاب(ثيودور ستيلانوبولوس)لاتملك الكنيسىة الكتاب المقدس بالطريقة التى تمكنها ان تفعل ماتشاء فيه مثل الاهمال العملى(حذف واضافة) ولاحتى (الاستخدامات) المجازية المفرطة...فمن خلال وضعه القانونى يحتل الكتاب المقدس الاولوية بين تقاليد الكنيسة..باعتباره السجل الاهم للاستعلان..فهو المعيار الذى لايحتمل جدال فيه... وهذا نراه فى ايمان الكنيسة وممارستها..ان اهمال الكتاب المقدس واسكات شهادته النبوية يضران بالحيوية الكرزاية..فالكنيسة فى كل جيل مدعوة للحفاظ على اولوية الكتاب المقدس ومركزيته فى حياتها وتكون دائما منتبه وتائبة ومطيعة لكلمة الله
- واخيرا،اخشى ما اخشاه، ان تسطيحنا ونظرتنا المتعالية لكلمة الله، تقودنا الى طريق مغاير للحق، نعم هناك خبرة شخصية واختبار شخصى، ولكن هذا لايكون ولايحدث الا من خلال شخص يسوع وبشارته...اى استعلان شخصى(ان وجد)فهو ماهو الا استعلان شخص يسوع ذاته بصورة أوضح ،وهو استعلان لايُغاير للإستعلان الكتابى.