2024/01/14

كتاب دموع التوبة، للقديس أفرآم السرياني (قيثارة الروح القدس)


"... اشفني يا رب فابرأ أيها الطبيب المتحنن أتوسل إلى صلاحك أشف جراحات نفسي وأضئ عيني ذهني لأتأمل تدابيرك كل حين،

 

ماذا أقول يا ذا العلم السابق الفاحص القلوب والكلى، أنت وحدك قد عرفت أني مثل أرض لا ماء لها
قد عطشت إليك نفسي.لا تعرض الآن عن طلبتي فإني إياك أطلبك وحدك، فمنذ الآن أرسل نعمتك سريعًا لتوافي لإغاثتي وتشبع جوعي وتروي عطشي. إليك أشتاق أيها السيد الذي لا يشبع منه

 

لأن من يستطيع أن يشبع منك إذا أحبك بحق وعطش إلى نورك يا معطي النور اعطني طلبتي واقطر في قلبي نقطة واحدة من نعمك وليتقد فيه لهيب محبتك كالنار في الغابة ليأكل الأفكار الخبيثة

 

أعطني بلا عدد كما يليق بالإله المعطي الإنسان. ويا من أشبعت خمسة آلاف أشبع فقرى من صلاحك.

 

أعط عبدك طلبته لأن ها الهواء يتباهى والطيور تبدل نغماتها والأرض كلها لابسة حلل الأزهار الملونة التي نسجت بغير أيد بشرية

 

ها البحر يزداد من نعمتك أيها القابل فلسي الأرملة أقبل طلبة عبدك وامنحني سؤالي لأصير هيكلًا لنعمتك وتسكن في وتعلمني كيف أرضيك

 

أيها القابل فلسي الأرملة أقبل طلبة عبدك وامنحني سؤالي لأصير هيكلًا لنعمتك وتسكن في وتعلمني كيف أرضيك.

 

أيها المسيح مخلصي الصالح أمطر في قلبي قطرات نعمتك، وكما أن الأرض المزروعة لا تستطيع أن تربي من ذاتها الغلات بغير افتقاد خيرتيك

 

هكذا قلبي لا يستطيع أن ينطق بالصالحات إلا بنعمتك

 

ماذا أقول الآن فإن صلاتي ضعيفة ومآثمي قوية وعظيمة وخطاياي وأمراضي توجعني، فيا من فتحت عيني الأعمى أفتح عيني ذهني لكيما أتأمل كل حين جمالك.

 

ويا من وضعت لجًا للبحر بكلمة أمرك ضع على قلبي لجامًا بنعمتك لكي لا يجنح يمينًا أو يسارًا عن جمالك،

 

ويا من أعطيت ماء في القفر للشعب الذي لا يذعن أعط نفسي تخشعًا وعيني دموعًا فأبكي ليلًا ونهارًا على أيام حياتي.

 

أعطني من زرع قداستك حتى أقدم ثمارًا مملوءة خشوعًا وأشكر صارخًا المجد لك أيها المعطي.

 

اسمع يا رب صلاة عبدك بشفاعة كافة قديسيك يا من لم يزل مباركًا إلى الدهر

 

آمين.