2025/12/19

الثالوث و الذكاء الاصطناعي ونظرية الحوسبة وحدود البرهان الرياضي [مسائل غير قابلة للحسم] لاهوت مابعد الحداثة و فلسفة الدين


لا يتوفر وصف.

 

 


 

 

-       كتب "الاب كليستوس وير" [ان الثالوث هو صليب العقل] وهذا حق و حقيقة لاجدال حولها، فمهما كانت منظومتك الفكرية،ورؤيتك عن الاله، سوءا "وحدانية مفردة/مصمطة Solid " او "وحدانية جامعة"، فانت امام "كيان الهى" غير محدود، يصعب ويعثر عليك ان تسبر أغواره 

 .

-       لقد ظهر فى "تاريخ الفكر البشرى History of human thought" العديد من النُظُم الفكرية والفلسفية واللاهوتية ،التى تصيغ الرؤى والافكار العديدة حول الله، مثل  "مذهب الحداثة"،الذى سعى لخلق نُظم فكرية، عقلية،كاملة،مغلقة،ومحكمة  ، بهدف تأسيس معرفة شاملة ومطلقة، مثل مدرسة  " هيلبرت" في الرياضيات،الذى كان يرى أن "العقل البشرى" قادر على تأسيس معرفة شاملة كاملة.اى:معرفة مُطلقة بكل شئ..

 

-       على اثرها ظهرت المدارس الفكرية واللاهوتية"المدرسية Scholasticism " ساعية بكل قواها العقلية والفكرية  (Mental  /Cognitive Mechanism) إلى خلق" Systematic-theology " "يسعى الى قولبة"الإله" فى مجموعة مُصطلحات ونُظم فكرية،تسهُل على العقل الإنسانى إستعابها وهضمها بسهولة.

 -       ولكن  لاهوت ما بعد الحداثة Postmodern Theology والمدرسة الفلسفية "مابعد الحداثة" تُجادل برُمتها أن هذا الأمر غير صحيح، وان فكرة احكام المعرفة،ومطلق اليقين هو "درب من الخيال"imagination، فالمعرفة مهما تعاظمت وتوسعت،تظل محدودة.

 

-       من رواد تلك المدرسة "كورت جودل kurt godel" [ من أعظم علماء المنطق والرياضة والفلسفة فى القرن العشرين]صاحب مبرهنة (Gödel’s Incompleteness Theorems) وهى مُبرهنة تُثبت عدم اكتمال أى (نظام رياضى او منطقى) ،فأى نظام حسابى لايُمكن أن يكون كاملاً ومتسقاً ،فهناك قضايا رياضية  صحيحة لايُمكن إثباتها.

 

-       مُقابل المذاهب الفكرية التى تدعى"اليقينية المُطلقة" يقف اللاهوت المسيحى، كاشفاً  إن الله لايُمكن حَده وحصره، فإن كُنا أمام "الحقائق الرياضية" نعجز عن "البرهنة"فكم يكون الله/الثالوث. وكم يكون الإله الغير محدود،غير الموصوف، فأى شرح يملكه الإنسان نقدر أن نحسبه شرح [كامل ومنطقى ومُحكم ومطلق] أى شرح قادر أن يسبر أغوار"الذات الممتنعة"؟

  

-       وبعد" كورت جودل" جاء [عالم الرياضيات والمنطق ]" آلان تورنج" Alan Turing"[ مؤسس علم الحاسوب] داعما لمذهب "مابعد الحداثة" ،وبنى على  "نظرية جودل" مؤكداً أن هُناك مُشكلات فى منظومة "الفلسفة اليقينية"، كاشفاً عن مُعضلة فكرية اخرى، تُعرف باسم"مشكلة التوقف (Halting Problem) وهى من المسأل الأساسية فى علم الحاسوب،وملخصها ان "علم الحاسوب- نظرية الحوسبة" لايملُك "خوارزميات"تُمكنه من تحديد إمكانية توقف برنامج الحاسوب فى النهاية ام سيستمر الى مالانهاية(وكأنها حلقة لانهائية)

 

-       عجز وضعف ووهن العقل البشرى مُعضلة تقف عائق بينه وبين الله، "فمُبرهنة جودل" توضح لنا أن للعقل حدود، يتجاوزها الله/الثالوث، اذ هو سر يتجاوز كُل برهان عقلى، اما  "مُبرهنة تونج" تكشف لنا أن الله/الثالوث لايُمكن إختزاله فى اى منطق بشرى، فهناك حقائق لايُمكن برهنتها عملياً. 

 

-        ففى العلوم البشرية المحدودة نحن امام  مسائل غير قابلة للحل (Undecidable Problems)، لقد وضعت النظريات الحديثة عقل الإنسان فى مكانه الصحيحة، كاشفة له عن عجزه وضعفه، فإن كُنا نعجز أمام المسائل الحسابية والبرهنة عليها، فهذا يدفعنا إلى الإتضاع humility أمام الرب الإله خالق تلك العلوم المحدودة التى تعجز عقولنا إدراك كُنهها المحدود .

-        الثالوث،الله، لايُمكن إختزاله فى معادلة عقلية بسيطة، بل هو سر...سر يتجاوز كل محاولات  البشر لحسم منتهاه، لايُمكن للعقل أن "يبرمج" ويختزل ثالوثية الله وقولبته فى قوالب فكرية بشرية كاملة

-         

-