2024/04/24

هل كان نسطورنسطوريا؟ الخلفية التاريحية للكريستولوجى المبكر(ج2)

  •  ظهرت قبل فترة المجامع المسكونية  عدة هرطقات فيما يخص "طبيعة الرب يسوع"ـ على الاقل أول ثلاثة قرون كانت الكنيسة تُعانى من جماعة الابيونيين والدوسيتية وهم من الطوائف الغنوصية، وكل هذه الطوائف مكنش عندهم مشكلة مع"ألوهية الكلمة"بل كانت مشكلتهم منحصرة فى""طبيعة جسد المسيح"،ومن هنا ظهرت فكرة  "جسد المسيح الخيالى"وانه لم يصلب، فالصلب وقع على خيال ، وحسب فكرهم فالمادة شر ولايمكن  لله ان يتحد مع طبيعة شريرة ،لان هذا ينقص من قداسة الله
  • فنجد الكنيسة الاولى كانت تهتم بالاكثر على تأكيد "بشرية يسوع" اكثر من تأكيدها على ألوهيته، فلم يكن هناك أى جدل حول "ألوهية المسيح"فهى حقيقة مثبتة ومؤكدة حيث كان تقدم له العبادة .
  • ولكن الاتحاد بين"الكلمة"الازلى و"الجسد"المخلوق (الشرير)  سبب عثرة لتلك الطوائف الغنوصية،وبالتالى كان السؤال الهام فى ذلك الوقت  "هل كان يسوع بالحق انسان"وليس سؤال"هل كان يسوع الها"،فنجد أن انجيل يوحنا كتب من أجل تأكيد حقيقة الجسد الذى أخذه الكلمة الأزلى.
  • فى هذا الوسط ظهر"نسطوريوس" ووجد  تيارين(لاهوتيين) مهمين للغاية فى الكنيسة  ،وكلاهما يهتم بالطبيعتين دون ان ينقص من الاخرى:-

1- التيار الاولlogos sarxis:-

 ويعبر عنه بالاساس"ق.اثناسيوس"وهذا التيار يرى ان الكلمة قد اتحد بطبيعة بشرية مثلنا  ,وأخلى ذاته(فهو لاهوت تنازلى  اى(الله تنازل)

2-التيار الاخر(الانطاكى)logos anthropos:-

على النقيض كانت(كنيسة انطاكية) ،تقدم لنا لاهوتا تصاعديا مشددا على انسانية يسوع  ،فهو لاهوت تصاعدى يشدد على انسانية يسوع،باعتباره انسان حقيقى تام وكامل


  • لايمكن تقييم افضلية مدرسة على الاخرى،فكلاهما يمثل تيار فكرى قوى للغاية فى الكنيسة الاولى،وكلايهما يبداء من منطلقين مختلفين وكلاهما مقبول،


  • تهتم الدراسات الحديثة بتلك الخلفية التى ظهر فيها نسطوريوس،وتحاول تبرير تعاليمه بصورة متزنة مثل تلك الدراسات التى تحاول تبرئة ""ق.ديسقورس"و"ق.ساويرس 


  • وحسب "دفاع نسطوريوس"المعروف باسم The Bazaar of Heracleides فنجد انه فى ايامه  اظهر بعض الاكليروس(السازج)تعاليم  تتفق مع"الأريوسية"و"الأبولينارية"ورغم ان كلايهما يُنكران لقب"والدة الاله"،الا انهم قبلوه بمنظورٍ ومفهوم خاص يخدم فكرتهم ،اى ان "الكلمة"لم يكن أزلى وكان له بداية ويأخذ بدايته من عذراء،وفكرة عدم وجود  نفس انسانية،وكان رفض"نسطوريوس"لهذا اللقب نابع من مقاومة لتلك البدعتيين.

فنقرا فى "دفاع نسطوريوس" 

[لقدوجدت تعاليم ضالة كثيرة قد أًصابت التعليم الأرثوذكسى،من خلال تبنى مرض(هرطقات)الأبولينارين،والأريوسين،فيقوموا بالخلط بين اللاهوت والناسوت وقت التجسدد،فالبعض من الاكليروس (بجهل)والبعض(اكليروس)عن قصد فاسد،يجدفون على الاله الكلمة الواحد الذى هو مع الاب(فى الجوهر)،ويدعوا ان بدايته(الكلمة) كانت من مريم والدة المسيح...وتحول(جسده)الى الطبيعة الالهية،فهم بذلك يجعلوا بداية الابن الله الوحيد هو وقت بداية جسده،...ويدعوا ان اللاهوت مات مع الجسد،وبذلك يتحدثون عن تأليه الطبيعة الجسدية(تأليه خاطئ)ويتحدثون عن تحول(الجسد)الى اللاهوت،وهم بذلك يجردون  (الجسد واللاهوت)من طبيعتهم...وبالغوا فى تكريم العذراء مريم/كما يكرمون الميح،وجعلوها إلهة،واقصد انهم جعلوها والدة ل(الإله)...فأنا ارى هذا اللقب غير مناسب للعذراء،لأن بذلك يجب ان تكون من نفس طبيعة من تلده(إلهة)،ولكن هذا اللقب(والدة الاله)نقبله فقط اذا قولنا انه (هيكل)الله الكلمة الذى لم ينفصل قط عنه،وهذا(الهيكل)قد أخذه من مريم،وليس من منطلق إنها والدة الله الكلمة(اى مصدر الالوهية)فكيف لها ان تقدر على ولادة من هو كائن قبلها]



Friedrich Loofs.Nestoriana: Die Fragmente Des Nestorius.170-171 -


 1-فنجد ان التيار الذى كان يواجهه "نسطوريوس"وينعته بـ"الفساد الاكبر الذى حل بالتعليم الأرثوذكسى"هو تيار يضم  هرطقة  "أبوليناريوس"و"أريوس"،فالاول يرى فى لقب"والدة الاله"تأكيد على عدم وجود  نفس انسانية للمسيح ،اما "هرطقة اريوس"فترى ان هذا اللقب يعنى ان "الكلمة الابن"كان له بداية،

2-ولهذا رفض "نسطوريوس" لقب"والدة الاله"بمعناه الاريوسى والابولينارى،وقبله بالمعنى اللأرثوذكسى السليم،مؤكدا على أزلية الابن ، وحقيقة النفس الانسانية للمسيح،ويقبل  المصطلح اذ ما أكدنا على ان مريم "انسانة وعبدة"وانها لم تكن من نفس طبيعة الابن،ولم تمنحه الالوهية،مؤكدا ان الابن كان موجود قبلها،بل وهو خالقها

  

يتبع بتعليق ق.كيرلس على هذا الكلام

 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق