المدخل الثالوثى الى المنطق القياسي- الفلسفة التحليلية( قانون الهوية وعدم التناقض)
- سُئِلَ "دانيل وبستر " كيف يمكن التوفيق بين تعليم التثليث والعقل، فأجاب:-" هل تتوقع ان تفهم رياضيات السما؟"..وكما يقول "ج.كينيث جرايدر"فلنخلع احذيتنا من فضلكم لان عقيدة الثالوث الاقدس ارض مقدسة فلنستبعد القياسات المنطقية المجازية هنا لايكفى المنطق وعلم الرياضيات بل الحاجة بالاحرى الى اذن صاغية وقلب متضع (يو17:7)واستغراق فى العبادة والخشوع
- بدأ المنطق الكلاسيكى مع "أرسطاطاليس" المُعلم الأول والفيلسوف اليونانى الكبير، ويعتبر المنطق الكلاسيكى أحد أقدم أنظمة التفكير المنطقى، ،ثم تطويره فيما بعد فأصبح هذا المنطق هو مُنطلق رياضى ولغوى,وشتى العلوم النظرية.
- من تلك المبادئ "المنطقية القياسية" ما يُعرف ب[قانون الهوية Identity ] وهو يُعنى أن [الشيء هو نفسه]، أي أن [أ هو أ]و[ماجد هو ماجد] فالشئ يكون ما هو عليه،وليس الشئ شئ آخر، فلايُمكن أن يكون[أ هو ب]ولايُمكن ان يكون [ماجد هو عادل]يقول الفيلسوف الألمانى " لايبنتس" ان "قانون الهوية" هو أول حقيقة عقلية إيجابية،
- وهناك قانون اخر من ضمن قوانين "المنطق الكلاسيكى"يُعرف ب[قانون عدم التناقض Non-Contradiction] وملخص فحواه هو ان لايُمكن لشئ ان يحمل نقيضه ، فالقلم إما أزرق أو أسود،ولا محل لشئ ثالث،الانسان اما حى او ميت،انت ناضج او غير ناضج..الخ،ورقم[1]لايُمكن أن يكون هو الرقم[3]
- واذا طبقنا هذا القانون على العقيدة المسيحية فيما يخص "ماهية الله" فأنت إما تؤمن "بإله واحد"او "أكثر من إله"،فمُحال ان تؤمن المسيحية بإله واحد وفى نفس الوقت تؤمن بثلاث ألهة فى نفس الوقت.. لامناص فإخياراتك منحصرة بين"إما..او"، إما أن المسيحية تؤمن بإله واحد،أو تؤمن بثلاث ألهة ،
- والثالوث المسيحى لا يقول إن الله واحد وثلاثة في نفس البُعد،وهُنا يجب أن نُفرق بين" ما هو الله " و" من هو الله "،او بمعنى أدق نُفرق بين الجوهر(Essence) [الطبيعة، الكينونة، الذات الإلهية ] و الأقنوم (Person)، [علاقات داخلية متمايزة داخل الله ]فالتعدد إذاً فى العلاقات لا فى الجوهر،هكذا لايوجد تناقض اطلاقاً مع منطق الهوية
- فالوحدانية طاغية على رؤيتنا الخارجية لله ، اى فى طبيعته(Essence،Nature)ولكن فى علاقاته Immanent trinity))هو ثالوث،فالتعدد فى العلاقات"الاقانيم"لا فى الجوهر،ففى العلاقة الثالوثية بين "الاب" بــ"الابن" كل منهم هو آخر αλλος بالنسبة للثانى،فالاب ليس هو الابن من حيث الأقنومية، ولكنهم واحد من حيث الجوهر،فنحن لم نقول أن هناك ثلاث جواهر، بل جوهر واحد"هو الله"ولا إله غيره.
- فلن تجد فى قانون-قوانين الايمان،ولا حتى اباء الكنيسة يقول إننا نؤمن ب"ثلاث جواهر"،لذلك تفرز الكنيسة هرطقة سابليوس و هرطقة المونارخية والاريوسية.لان الكنيسة تعى جيداً ان (1=1)،والرقم(3=3)،ولايُمكن ومستحيل أن رقم(1)يساوى(3)،فالشئ هو ذاته ولايُمكن أن يكون شيئاً اخر فى نفس الوقت/فالله واحد ولايُمكن أن يكون غير واحد،
- من منظور لاهوتي مسيحي: يُقال إن التناقض غير موجود لأن "الوحدة" تشير إلى الجوهر، و"الثلاثة" تشير إلى الأقانيم، أي أن المعنى مختلف في كل حالة، "الواحد" و"الثلاثة" لا يشيران إلى نفس البُعد، بل بُعدين مُختلفيين different dimensions وبالتالي لا يوجد تناقض منطقي.فالوحدانية والثالوث،امران مُختلفان في إشارة كُل منهم،
- اللغة الدقيقة تحمي من التناقض، فنحن لانقول ان هُناك "ثلاث ألهة" بل نقول هُناك "إله واحد فى الجوهر"هذا الاله فى حالة من التمايز داخلياً، نحن نفهم "الثالوث" كـ "تمايز" داخل الوحدة، لا كـ "انقسام" داخل الذات فـ"الواحد" و"الثلاثة"لايُشيران إلى نفس البُعد
افكار هذا المقال مستوحاة من كتاب THE LOGICAL PROBLEM
OF THE TRINITY-Beau Branson
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق