2025/02/05

القديس كيرلس الأسكندري، الفصل الخامس من تفسير انجيل القديس يوحنا

 

c2القديس كيرلس الأسكندري،الفصل الخامس في أن الابن لن يستبعد من أن يكون إلها حقيقيا رغم أنه دعا الله الآب الإله الحقيقي وحده المسيح الذي أرسلته".(يو ٢٠١٧) " وهذه هي الحياة الأبدية، أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع

-        هو يحدد أن الإيمان هو أم الحياة الأبدية، ويقول إن قوة المعرفة الحقيقية الله ستجعلنا نظل إلى الأبد في حالة عدم فساد، وسعادة، وقداسة، ونحن نقول في المعرفة الحقيقية هي تلك التي لا يمكن أن تنحرف إلى أي شيء آخر، أو تجري وراء أمور غير لائقة لأن البعض قد "عبدوا المخلوق دون الخالق (رو ۲۵:۱)، وقد تجاسروا أن يقولوا للخشب "أنت أبي، وللحجر أنت ولدتني (انظر ار ٢ ٢٧  ) لأن البشر التعساء إنحدروا إلى مثل هذا الجهل المطبق، حتى أنهم أعطوا اسم الله العظيم لقطع الخشب التي لا تشعر، ونسيوا لها المجد الذي لا يعبر عنه الخاص بالطبيعة الإلهية التي هي فوق الكل.

-        إذا ، فإن الرب يدعو الله الآب بالإله الحقيقي وحده بعكس الآلهة الكاذبة. ويقصد أن يميز الإله الحقيقي عن تلك التي تسمى آلهة كذبا، فإن هذا هو هدف كلماته، إذا ، فمن الصواب تماما، أن يتحدث أولاً عن الله أنه واحد وواحد فقط ثم يذكر بعد ذلك مجده الذاتي بقوله " ويسوع المسيح الذي أرسلته : لأنه لا يستطيع أحد، بأي حال، أن يبلغ إلى المعرفة الكاملة للأب إن لم يمسك بالارتباط اللصيق - بمعرفة وليدة أي الابن لأنه من يعرف الآب، لأبد أن يعرف الابن أيضا.

-        إذن فحينما قال إن الأب هو الإله الحقيقي، فهو لم يستبعد نفسه فلكونه في الآب ومن الآب بالطبيعة، يكون هو نفسه أيضا الإله الحقيقي والإله الوحيد مثلما أن الآب هو الإله الوحيد ، لأنه لا يوجد سواه من هو الإله الحقيقي وحده لأن الهة الأمم شياطين (انظر مز ٩٦ ٥). لأن الخليقة مستعبدة، ولا أعرف كيف يعبدون هذه الآلهة، ويغرقون في مثل هذه الحمأة من عدم التفكير والحماقة الشهوانية إذن ففي وسط الآلهة الكثيرة في هذا العالم، التي دعيت آلهة كذبا وزيفا يبرز الإله الحقيقي الوحيد مختلفاً تماماً عنها، والابن أيضا الذي هو بالطبيعة في الأب ومنالأب وهو متميز عن الأب وفي نفس الوقت له الطبيعة نفسها وأقول متميز عنه لأن   الابن المولود من الأب  لان له اقنوهه الخاص لأن الابن هو الابن وليس الأب وأقول أيضا إن له نفس الطبيعة لان الابن المولود من الاب  هو واحد مع   الأب بالطبيعة بدون إنفصال لأن الأب واحد مع الابن، وهو أب ويسمى أب لأنه ولد الابن ..اذن فهو يقول "هذه هى الحياة الأبدية أن يعرفوك انت الاله الحقيقى وحدك، ويسوع المسيح الذى أرسلته" وقد يسأل أحد أولئك الذين لا يملون من الاستماع إلى الكتاب المقدس، ويسعون باجتهاد في دراسة التعاليم الإلهية، ويقول: هل نحن نقول إن المعرفة هى الحياة الأبدية، وإن معرفة الإله الحقيقي تكفي لتعطينا أمانا تماما للمستقبل ولن ينقصنا   شيء آخر بعد ذلك؟ إذن كيف يكون الإيمان بدون أعمال ميتة (انظر يع٣٦٢)

-        نحن، حينما نتحدث عن الإيمان فنحن نقصد معرفة الله الحقيقية لأن المعرفة تاتي بواسطة الإيمان، ويشهد لنا إشعياء النبي عن هذا عندما قال: "إن لم تؤمنوا علن تفهموا " (إش ٩٠٧ سبعينية) ونحن نعرف من كتابات الرجال القديسين أن المعرفة التي تتكون من أفكار عقيمة هي غير نافعة بالمرة، لأن أحد التلاميذ القديسين كتب يقول: "أنت تؤمن إن الله واحد، حسنا تفعل، والشياطين يؤمنون ويقشعرون" (يع ١٩:٢). فماذا نقول إذا عن هذا ؟ كيف يتكلم المسيح بالحق حينما يقول إن الحياة الأبدية هي معرفة الله الآب الإله الحقيقي ومعرفة الابن معه أظن إننا ينبعي أن نجيب أن قول المخلص هو صحيح تماما.

-        لأن هذه المعرفة هي حياة، وهي تعمل على توليد معنى السر كله، وتمنحنا إشتراكا في سر الإفخارستيا ، الذي بواسطته نتحد بالكلمة الحي واهب الحياة. وأعتقد أنه لهذا السبب يقول الرسول بولس إن "الأمم شركاء في الجسد وشركاء في المسيح (انظر أف (٦:٣)، لأنهم يشتركون في جسده ودمه المباركين وبهذا المعنى فإن أعضاءنا يمكن أن يقال عنها إنها "أعضاء المسيح (انظر اكو ١٥:٦). إذن فهذه المعرفة التي تُحضر إلينا الإفخارستيا بواسطة الروح، هي حياة لأنها تسكن في قلوبنا ، وتشكل من جديد أولئك الذين يقبلونها إلى البنوة مع المسيح، وتصوغهم ليدخلوا في عدم الفساد وفي التقوى نحو الله، من خلال الحياةحسب الإنجيل

-        إذا ، فلأن ربنا يسوع يعلم أن معرفة الاله الحقيقي الوحيد تاتى الينا بالبركات التي تحدثنا عنها وتوحدنا بها ، لذلك يقول أن هذه المعرفة هي الحياة الابدية، إذ أنها هي أم الحياة الأبدية ومربيتها، إذ أن هذه المعرفة هي في ذاتها وطبيعتها حبلى بتلك الأشياء التي تسبب الحياة وتقود إليها.

-        و اعتقد أنه ينبغي أن نلاحظ بإنتباه، بأية طريقة يقول المسيح أن معرفة الإله الحقيقي الوحيد، تكتمل فينا بكل ملئها لأننا نرى كيف أنها لا يمكن أن توجد بدون معرفة الابن، وواضح أيضا أنها لا يمكن أن توجد بدون الروح القدس، لأن هذه هي طبيعة الإيمان بكل أقانيم الثالوث بحسب الكتاب المقدس، أن اليهود بسيرهم وراء وصايا موسى، رفضوا تعدد الآلهة الكاذبة، وعبدوا الإله الحقيقي الوحيد بإرشاده، وذلك حسب قول الناموس للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبيدة (انظر مت ١٠:٤ ، تث ٦: ١٣) ولكن أولئك الذين لا يزالون يتعلقون بعبادة الإله الحقيقي الوحيد، وهم ليس لهم بعد معرفة كاملة بذاك الذي يعبدونه، يلزمهم أن يعرفوا أن ليس فقط أن خالق كل الأشياء هو واحد ، الذي هو الإله الحقيقي، بل أيضا أنه أب وقد ولد ابنا، بل أكثر من كل ذلك، أن يشخصوا ويتطلعوا بانتباه إليه في صورته التي لا تتغير، الذي هو الابن. لأن عن طريق سمات الصورة، يمكننا إلى نبلغ إلى المعرفة الكاملة للأصل إذا ، كان من الضروري جدا أن يخبرنا ربنا يسوع المسيح، أن أولئك الذين دعوا بالإيمان إلى البنوة والحياة الأبدية، ينبغي ليس فقط أن يعلموا أن الإله الحقيقي هو واحد فقط، بل إنه أيضا أب، وهو أبو ذاك الذي صار جسداً لأجلنا، والذي أرسله الآب ليعيد ويخلص طبيعة البشر العقلاء التي كانت قد فسدت.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق