2015/06/27

نظرة سوية فى المثلية الجنسية





-ما كُنت أظن إننى سأتطرق إلى هذا الموضوع يومٍ ما فى حياتى,خصوصاً إنه بعيد كُل البعد عن إهتماماتى أو دراستى,وما دفعنى للكتابة هو ليس لكى أوضح موقف الإنجيل أو المسيحية من هؤلاء,بل ما دفعنى لكى أكتُب هو[عدوانية عناوين ومضمون مقالات البعض],فبدل من الكرازة بالتوبة,أصبحت دعوتهم إلى"جهنم",وربما هذه الكرازة السيئة هيا أساس معظم العظات فى زمننا هذا...وتناسى هؤلاء الكِتِبةوالوعاظ إن هؤلاء فى أمس الحاجة إلى"حضن آبٍ"لا إلى"عصاه".

-لذا فدعونا نبداء نُكرز ,لا بأيات التحريم والقطع,بل لنُكرز بالآب الذى إحتضن إبنه حينما عاود,لذلك لنطرح السؤال الهام"هل الله يرفض المثليين؟".هذا هو أهم ما فى هذا الموضوع,فلسنا بصدد أن نُكرز لهم ب"وهم الجحيم",أو بإله يرفض الشذوذ والمثلية,بل  فى حاجة لمعرفة الجواب على هذا السؤال..

-وقبل الجواب دعونا نتفق إن وصف هؤلاء بـ"الشواذ"وصفٍ مُسى وجارح جداًو مُهين .فنحن فى حاجة ماسة لمصطلح أقل وطأٍ على مسامع هؤلاء وليكُن[الميول لنفس الجنس],ولنتذكر إن هؤلاء فى حاجة إلى معاملة حسنة لا إلى"سيفٍ يبترهم".

-لنعود إلى سؤالنا السابق"هل لله يرفض هؤلاء؟"حقيقة. الله لا يرفض احد ,فهو لا يرفض كل من هو[سفاح, اوزانى,او قاتل ,او قواد ,او داعرة ,او حتى الميال للجنس الاخر].فكل هؤلاء مرضى بالخطية[إن صح هذا القول],ونظرة الله للخاطئ هيا نظرة شفقة. وحب. وانتظار عودته وقبل هذا الانتظار على الله [وهو ما يقوم به]مساعدة هؤلاء ,لكى يتمكنوا من إتمام الشفاء.فالله لا يرفض أحد بل هو دائم الترحيب ,وهو نفسه من قال انه جاء لأجل المرض,لا من اجل الأصحاء وهكذا الكنيسة هيا بيت المرضى فكل من فيها مريض يلتمس الشفاء,


-بكُل أسفٍ فهناك من فى الكنيسة من أخذ دور "السياف والجلاد" وأخذ يُخرج أيات من الإنجيل تؤكد رفضه للشواذ,رغم إن الله لم يقول مرةٍ واحدة إنه يرفض الشواذ بل فالواقع  يرفض الشذوذ ذاته. كان من الأجدر على هؤلاء أن يستخدموا اسلوب أرق من ذلك,عليهم أن يتعلموا الابوة بصورة افضل من صورة "الاب السيد",وللاسف ما اكثرهم فى زماننا .رغم إننا لسنا فى حاجة إليهم,بل فى حاجة إلى"حضن الآب", على هؤلاء أن ينظروا الى" أيات ونصوص الانجيل "بشكل سوىٍ ,وبأكثر تدقيق,كبديل للإله الذى "سيجلدهم",و"سيفضحهم"لسبب مرضهم أو خطيتهم.وأهمس فى أذان هؤلاء مُستخدمى نصوص الإنجيل إن الله لن يجلد ولن يفضح أحدٍ.

-علينا أن نُكرز أولاً بـ"إنجيل التوبة",بالإله الذى يدعوا للتوبة,بالحق كانت هذه هيا دعوة المسيح(مرقس14:1-15)لماذا الإصرار على إخراج إله الكتاب المقدس من صورته الحقيقية؟لماذا الإصرار برسمه بـ"ملامح شيطانية",فمهما كانت الخطية ومهما كان المرض,فسيبقى الله كما هو"مُحب"وسيظل "مُحب",,لن يُشهر غضبه على المرضى و الخطاة,بل غضبه كله مُنصب على الخطية والمرض ذاته لا على من هم مصابين.

-ومرة أخرى اُعِيدُها الله يرفض"الشذوذ"وليس الشواذ.الله يرفض المرض ولكنه لا يرفض المريض,الله لا يُحب الخطية,ولكنه دائماً ما يُحب الخاطئ,هذا ما نجهله,وما لم نُكرز به,فعندما قال الله للذكور{لا تضاجع ذكر اً},فهيا وصية مثل وصية{لا تسرق},{لاتزن}.وماذا إن سِرق هؤلاء وضاعجوا الذكور؟هل يرفضهم الله؟هل يرفضهم بدون دعوة للتوبة؟.

-وحتى هؤلاء فى إستشهادهم بنص رومية فهموا ,إن الله [يُسلم الخاطئى] إلى أهواء الهوان,وهذا ما ليس فى الله,لذا لكى نفهم نص رومية فهم صحيح علينا أن نضع القرينه مقابله,وماأقصده هو ما فعله الرب مع فرعون حينما قال[أقسى قلب فرعون]فهل الرب حقاً يُقسى القلوب,ويُسلم إلى الاهوال وللهوان؟.فالله[مُنزه على تلك الافعال].

-فالله يُكرز أولاً بالتوبة,وهذا ما نراه فى[تحذيرات موسى لفرعون],وأخيراً يقول الرب[أقسى قلب فرعون]قاصداً  نعمة الله التى كانت تدعوه قد تركته,وأصبح قاسى القلب.وهذا نفس الأمر مع نص رومية,فالله يُكرز بالتوبة وترك الخطية,وإن لم يكُن هُناك إستجابة[!]فالله يتركهم بنعمته,فيخرج هؤلاء من دائرة الله ودعوته ونعمته,فيكون نصبيهم هو[الاهوال والهوان]هكذا نفهم نص رومية,

-فعند استخدام نص رومية لا بد لنا أن نكون على دراية ببقية النصوص,وعلى فهم لروح الله.بالأحرى علينا أن نُكرز بـ"الحُب"الذى يُتوب الخاطئ,ويُشفى المريض.لا بجلاد المُعتقليين.لندعوهم للعلاج من خلل فى الهرمون أو الجينات-لست أفهم فى الطب –وندعوهم بعد ذلك لـ"التوبة"عما سبق,وفى أثناء دعواتنا السابقة لا نلفُظِهُم من الكنيسة
,وأن نُصلى من أجلهم..

-على مُرتادى المنبر أن يفيقوا من سطوة "السيادة"ويتجنبوا توظيف أيات الإنجيل بعيداً عن المقصود والمضمون,وأن نبتعد عن العناوين التى تصطدم مع المريض ,ولنتجنب ألفاظ مثل[خطية بشعة,هؤلاء مُنحرفين,الله يرفض..ألخ]فلا يوجد فى الإنجيل تلك الألفاظ,ولا حتى فى عِلم الآباء ما يُسمى بـ[خطية بشعة],و[خطية غير بشعة].فمُصطلح [الكبائر والصغائر فىى الخطية]هو من مُصطح إختص به فقه الإسلام مُتفرداً عن غيره.

 -فبحسب إنجلينا فـ "الخطية"هيا خطية ,مهما كان حجمها..فلم أرى أبٍ شِرب ابنه السم .ووقف بجانب جثة ابنه واخذ ينتهره قائلا له ان[ الانجيل يحرم قتل النفس],و[الانجيل يرفض هذا],[ أظنك ستذهب الى الجحيم,]هذا هو هراء الاباء,فهم لم يتعلموا, ولا يملكوا اى مشاعر ابوة حقة,فالتصرف السليم هو أن يبكى الآب على ابنه ويحاول إسعافه بكل ما أُتىَ من قوة.. واى تصرف أخر غير ذلك فلا وصف له عندى سوى انه هو [الشاذ,وليس الاخر]...فإن كان هذا تصرف الاب ذو القلب البشرى فكم وكم يكون تصرف الله؟إن جاز ان نقول عليه يملك قلب غير محدود..


مينا فوزى

2015/06/23

دراسة تاريخية حول تاريخ مُمارسة سر المعمودية فى الثلاثة قرون الآولى.


لماذا لم يحل الروح القدوس على السامرة حينما عمدها فيلبس؟




-هُناك قاعدة رسولية أساسية وهيا[لايُسمح للشماس أن يرفع القُربان او أن يُعمد أو أن يبارك صغيراً او كبيراً ][1].وربما يظن البعض إن هذا يصطدم مع ما فعله فيلبس الشماس حينما كان يُعمد(اعمال8),ولكن يزول هذا إذا عرفنا إن فيلبس فى واقع الأمر هو رسول[2].

-ويقول القديس إغناطيوس الأنطاكى(35-107)فى الرسالة إلى أزمير[لا يُسمح لكم أن تعمدوا بدون أسقف,ولا أن تقربوا قرابين,ولا أن تقدموا ذبيحة][3]يُمكن كسر تلك القاعدة فى حالة [الضرورة فقط],فلم يكُن مسموح للعلمانيين والشمامسة بالتعميد إلا عن الضرورة القسوى فقط.
فالاساقفة والقسوس هم وحدهم المنوط بهم ممارسة التعميد وبمساعدة الشمامسة...
سأقسم هذا البحث إلى ثلاثة نقاط:ـ
 أولاً:المعمودية فى القرون الأربعة الآولى.
ثانيا:حالات مُختلفة لقبول الروح القدوس.
ثالثاًالغرض من مجئ الرسل للسامرة.
رابعاً:قداس الموعوظين. 


أولاً:المعمودية فى القرون الأربعة الآولى.
 -يقول القمص تادرس يعقوب ملطى:ـ[ما فعله الرسولان لا يقلل من شأن القديس فيلبس، ولا يضعه في موقف العجز عن وضع اليد لقبول الروح القدس، إنما كان بخطة إلهية لتأكيد وحدة العمل جميعًا في فتح باب الإيمان للأمم.][4].ولكن الروح القدوس كان يرى أن من الأفضل قبول السامرة للروح القدوس يتم على يدى[بطرس ويوحنا بالتحديد]لعدة أسباب سنتطرق لها بعد قليل.فيقول القمص تادرس يعقوب ملطى:ـ[كان قبول الروح القدس في بداية الكرازة يختلف من حالة إلي أخرى حسب ما يراه الروح من أجل ظروف الكنيسة][5].

-ففى قصة فيلبس هُناك[سرين]من أسرار الكنيسة وهُم[سر المعمودية],[سر وضع اليد-سر الميرون]فالأول تممه فيلبس ولكنه لم يُتمم السر الأخر,فيقول الآب متى المسكين:ـ[كان عمل المعمودية الآن باسم المسيح هو على شقيين:شقه تحدده مسحة الروح القدوس[وضع اليد]...أما الشق الثانى فنحن نحصل عليه بالدفن فى ماء [المعمودية] بالآيمان][6] ,كان سر المعمودية هو سر الإنضمام للكنيسة,فاعتُبرت المعمودية من أول يوم الخمسين أنها الباب الآول للآنضمام إلى الكنيسة ونمو المسيحية بها.[7]

 .وكان هذا التصنيف حادث فى القرن الآول الميلادى ,بينما فيما بعد وبالتحديد القرن الثانى فإننا نجد إن هذين السرين كان يُمارسان معاً كسر ٍ واحداً,فيقول العلامة ترتليان(160-225):ـ[غُسل الجسد كى تتطهر النفس,دُهن الجسد كى تتقدس النفس,رُشم الجسد كى تُحفظ النفس,وُضعت عليه اليد كى تستنير النفس بالروح][8].


-ويؤكد القديس كبريانوس أسقف قرطاجة إن منح الروح القدوس فى الكنيسة للمعتمدين بعد المعمودية يكون بوضع أيدى الكهنة فيقول[كما أن الرسوليين بطرس ويوحنا بعد صلاة واحدة أنحدرا الروح القدوس على سكان السامرة بوضع الآيدى.هكذا فى الكنيسة أيضاً منذ ذلك الحين جميع المعمدين ينالون الروح القدوس ويُختمون بختمه عند دعاء الكهنة ووضعه أيديهم[9]

-كما إن هُناك إشارات واضحة لأفعال المعمودية والمسح بالزيت المقدس والرشم بالصليب ووضع اليد كممارسات طقسية واحدة تكمل بعضها البعض ,ولا يُستغنى فيها عن واحدة لتحل أخر بدلا عنها[10].

-وكان هُناك أسرار يتم ضمها إلى بعضها البعض لتكون ممارسة واحدة معاً مثل[سكب زيت الشُكر]و[وضع اليد][11].وبالوصول إلى القرن الثالث نجد إن أصبح هذا قانون رسولى قائم بالأساس على إن[من اعتمد ينبغى ان يُمسح أيضاً لكى يصير بواسطة المسحة ممسوحاً لله ,ويأخذ نعمة المسيح][12] وبمجئ القرن الرابع حتى انحصر منح الروح القدوس بالمسح بالميرون المقدس دون ذكر واضح لوضع اليدى[13].

ثانياً:حالات مُختلفة لقبول الروح القدوس.
-ونتطرق هُنا إلى حادثة تُعبر عن الطرق المُعتادة فى مُمارسة [سر وضع اليد-سر الميرون],وهو ما قد حدث مع اهل أفسس على يد ق.بولس الرسول,حيث تمم معموديتهم [فقدكانت معموديتهم هيا معمودية يوحنا],ثم وضع يديه عليهم.فنقراء[وصَلَ بولُسُ إِلى أَفَسُس، بَعدَما جاز أَعالِيَ البِلاد، فلَقِيَ فيها بَعضَ التَّلاميذ. فقالَ لَهم: «هل نِلتُمُ الرُّوحَ القُدُسَ حينَ آمَنتُم؟» فقالوا له: «لا، بل لم نَسمَعْ أَنَّ هُناكَ رُوحَ قُدُس».  فقال: «فأَيَّةَ مَعمودِيَّةٍ اعتَمَدُتم؟» قالوا: «مَعمودِيَّةَ يوحَنَّا». فقالَ بولُس: «إِنَّ يوحَنَّا عَمَّدَ مَعمودِيَّةَ تَوبَة، داعِيًا الشَّعبَ إِلى الإِيمانِ بِالآتي بَعدَه، أَي بِيَسوع». فلَمَّا سَمِعوا ذلك اعتَمَدوا بِاسمِ الرَّبِّ يسوع. ووَضَعَ بولُسُ يَدَيه علَيهم، فنَزَلَ الرُّوحُ القُدُسُ علَيهِم  ][ اعمال1:19-7]

 -فالترتيب هُنا هو إتمام ومُمارسة سر المعمودية يليه مُباشرة وضع اليد-وهو سر الميرون-لقبول الروح القدوس,ولكن هُناك حالات فى تاريخ الكنيسة لم يكُن[سر المعمودية]هو الأول,وهذا ما قد حدث مع القديس بولس الرسول.فنقراء[ فَمَضى حَنَنْيا، فدَخَلَ البَيتَ ووَضَعَ يدَيهِ علَيه وقال: «يا أَخي شاوُل، إِنَّ الرَّبَّ أَرسَلَني، وهو يسوعُ الَّذي تراءَى لَكَ في الطَّريقِ الَّتي قَدِمتَ مِنها، أَرسَلَني لِتُبصِرَ وتَمتَلِئ مِنَ الرُّوحِ القُدُس». فتَساقَطَ عِندَئذٍ مِن عَينَيهِ مِثلُ القُشور. فأَبصَرَ وقامَ فاعتَمَد][ اعمال17:9و18].
-وهُنا نجد إن حنانيا وضع يديه على بولس الرسول,ومن خلال وضع اليد إمتلئ ق.بولس من الروح القدوس,ثم قام ق.بولس وإعتمد.وهذا الأمر قصه القديس بولس بعد ذلك قائلا:ـ[.  وكانَ فيها رَجُلٌ يُدْعى حَنَنْيا تَقِيٌّ مُحافِظٌ على الشَّريعَة، يَشهَدُ له جَميعُ اليَهودِ المُقيمينَ هُناك،  فأَتاني ووَقَفَ بِجانِبي وقالَ لي: يا أَخي شاُول، أَبصِرْ. وفي تِلكَ السَّاعة رَفَعتُ طَرْفي إِلَيه.  فقال: إِنَّ إِلهَ آبائِنا قد أَعَدَّكَ لِنَفسِه لِتَعرِفَ مَشيئَتَه وتَرى البارَّ وتَسمع صَوتَه بِنَفسِه. فَإِنَّكَ ستَكونُ شاهِدًا له أَمامَ جَميعِ النَّاسِ بِما رأَيتَ وسَمِعت.  فما لَكَ تَتَردَّدُ بَعدَ ذلِكَ؟ قُمْ فاعتَمِدْ وتَطَهَّرْ مِن خَطاياكَ داعِيًا بِاسمِه.  ثُمَّ رَجَعتُ إِلى أُورَشَليم، فبَينما أَنا أُصَلِّي في الهَيكَل أَصابَني جَذْب.][ اعمال 12:22-16]

 ثالثاُ:الغرض من مجئ الرسوليين إلى السامرة.

يقول القمص متى المسكين:ـ[حلول الروح القدوس فى سفر الأعمال نرى له فى كل حالة وضعاً,فهنا يواجهنا وضع استثنائى عجيب لم يتكرر قط,أن شخصاً مباركاً مملوءاً من الروح القدوس,نبياً فى احسن أوضاعه ومارس التعميد ووضع اليد وأعطى الروح لكثيرين,إذا يتوقف حلول الروح القدوس على شعب بأكمله إلى أن يسعفه حضور رسوليين حضوراً رسميا من اورشيم خصيصا لذلك,ولكن فى وضع أخر كوضع تعميد كرنيليوس نجد أن الروح القدوس يحل قبل التعميد وبمجرد وعظ بطرس مع أنهم أمميون,ولكن العادة التى جرى عليها هذا الطقس المقدس منذ البدء حتى إلى عشرات السنين ان يحل الروح القدوس بعد العماد بوضع اليد مباشرة ][14].

- بالرغم من ان اهل السامرة اعتمدوا باسم المسيح الا ان الروح القدوس لم يكن حل على احد منهم هذه حاله فريدة لان وضع اليد وحلول الروح القدوس لم يكن شرطا ان يكون على ايدى الرسل[التلاميذ] خاصة ان فيلبس نفسه وضع يده على راس الخصى وزير كنداكة ملكة الحبشة وصلى وحل عليه الروح القدوس بعد ان عمده فالمساله هنا لا تختص بصلاحية فيلبس ولا علو مرتبه الرسل فى طقس المعمودية او اعطاء الروح القدوس[15]


لسبب العداوة بين اليهود والسامرة والبغضة الشديدة بين الهيكل فى اورشليم والهيكل فى جرزيم والعبادتين,كان من الاوفق حسب راى الروح القدوس ان تاتى الكنيسة ممثلة فى الرسولين ليهبا السامرة الروح القدوس على انه روح المصالحة لكى ترتبط السامرة بالكنيسة بالروح الواحد..وكذلك كان الروح القدوس يصمم ان الذى قال ان تنزل نار من السماء[يوحنا] لتفنى السامرة ان يحضر بنفسه ليستحضرها وينيرها ويقودها الى الحياة الابدية [16]

-قام القديس فيلبس بتعميدهم باسم الرب يسوع، فلماذا لم يضع يده عليهم ليحل عليهم الروح القدس؟ يرى البعض أن موضوع قبول الأمم للإيمان ونوالهم سرّ العماد وحلول الروح القدس كان أمرًا غاية في الخطورة، لم يكن ممكنًا لليهود المتنصرين في البداية أن يقبلوه. فلو تم ذلك خلال فيلبس وحده لأخذ اليهود المتنصرين منه موقفًا متشددًا، وربما حسبوا عمله باطلاً. لهذا قام بالكرازة والعماد، وجاءت كنيسة الختان ممثلة في شخصي بطرس ويوحنا تثبت صحة العمل بوضع الأيادي ليقبلوا الروح القدس. فما فعله الرسولان لا يقلل من شأن القديس فيلبس، ولا يضعه في موقف العجز عن وضع اليد لقبول الروح القدس، إنما كان بخطة إلهية لتأكيد وحدة العمل جميعًا في فتح باب الإيمان للأمم.كان قبول الروح القدس في بداية الكرازة يختلف من حالة إلي أخرى حسب ما يراه الروح من أجل ظروف الكنيسة.[17]
   
- رابعاً:قداس الموعوظينCatechumens

-الكلمة اليونانى تعنى"التعليم الأولى",وبحسب تعريفها الكنسى هى"تعليم المبادئ الأولية للديانة المسيحية".[18]
-يجب البدء بهذا النشاط الكنسى مع الداخلين إلى الإيمان.لآن تعليمهم هو اساس اشتراكهم فى الخدمات الكنسية.واساس تدريبهم المتواصل لحفظ التعميد والنمو فى بناء الكنيسة.[19]
-درجتهم الآدبية والآجتماعية لدى الكنيسة هى أقل من المؤمن ولكن أعلى من اليهود والوثنيين والمجموعات المختارة منهج يُجرى عليهم طقس القبول[الصلاة,وضع الآيادى بواسطة الآسقف,رشمهم بالصليب.
-يُذكر إن القديس مارتن(385م)كان ماراً خلال مدينة,وكانت جماعة من الأمم كبيرة ولم يكن أحد منهم مسيحياً وقد أجرى بعض المعجزات فأعلن جميعهم الإيمان المسيحى وطلبوا ان يكونوا مسيحيين,ففى الحال رفع القديس مارتن يديه على رؤسهم وصلى عليهم وجعلهم موعوظيين[20].

-تكريس الناس ليكونوا موعوظين مشابهاً ليكونوا مسيحيين,فهذا وذاك يتم بواسطة وضع اليد للصلاة.ووضع اليد على الموعوظ هو جزء من طقس المعمودية لإعداد الشخص لقبول الأنضمام.[21]
-الموعوظ قبل المعمودية يأخذ علامة الصليب حتى يُعد لقبول الطقوس الرسمية لتعميده...يقول القديس اغسطينوس فى اعترافاته[أنه عندما سقط على رجله بعض الموعوظين وطلبوا ان يرسموا بعلامة الصليب
فاعطاهم  علامة الصليب وجعلهم موعوظين وطلب منهم ان يواظبوا على الكنيسة وفى كدة بسيطة علمهم وعمدهم[22]

-وكان هذا القداس مُخصص لم يُريدون الدخول المسيحية,فكان يحضرون القداس الإلهى,وكان لهم جزء مخصص فى القداس أُطلق عليه[قداس الموعوظين]وهو الجزء الآول من القداس. يقول ق. جيروم[ان يمضى الوعوظ 40يوما وهى ايام الصوم الكبير فى التعليم ليتقن عقيدة الثالوث الاقدس[23].
 -ويبدو إن هذا الآمر كان مُسلم لنا من أباء القرن الثانى,حتى إننا نجده أيضاُ قائم فى أورشليم,فنجد ق. كيرلس الاورشليمى يثول [هل بعد ان قضيت كل هذه السنين فى الانشغال بامور العالم الباطلة لا تجيد الان وقتا كافيا لتكرس اربعين يوما للصلاة ولما ينفع نفسك][24]

-وكان هؤلاء الموعوظين يمرون بعدة مارحل منها[الوعظ,قبول البشارة,الإيمان]ولعل هذه المراحل هيا التى مر بها سُكان السامرة عندما عمدهم فيلبس,حيث بشرهم فيلبس ب[بشارة الملكوت]و[اسم الرب يسوع],وتم عمادهم بعد قبولهم كلمة اللهـ [ .  فلَمَّا صَدَّقوا فيِليبُّسَ الَّذي بَشَّرَهم بِمَلكوتِ اللهِ واسمِ يسوعَ المَسيح، اِعتَمَدوا رِجالاً ونِساءً. وصدَّقَه سِمْعانُ أَيضًا، فاعتَمَدَ ولَزِمَ فيلِيبُّس، وكانَ يَرى ما يُجْري مِنَ الآياتِ والمُعجِزاتِ المُبينَة فتَأخُذُه الدَّهشَة.  وسَمِعَ الرُّسُلُ في أورَشَليم أَنَّ السَّامِرَةَ قَبِلَت كلِمَةَ الله، فأَرسَلوا إِلَيهم بُطرُسَ ويوحنَّا][اعمال9:8-14]

-وكان طقس تعميد الموعوظين هو التسمية بالاسم المقدس[الثالوث],ثم التغطيس-المراة يتم تغطيسها بواسطة شماسة-فنقراء فى أرشادات كتاب[المراسيم الرسولية][ اما انت ايها الاسقف او القس الذى عندم سِم عليهم الاسم المقدس الذى هو اسم الاب والابن والروح القدوس وغطسهم فى الماء فالذكر يقبله الشماس,والانثى تصبغها الشماسة,لكيما اذا نالو الختم الذى لا يعلب صاروا فى هدوء لائق][25]

-وكان هناك صلاة تتم من اجل تبريك الميرون,الصلاة الاولى هيا شُكر لله,أما الثانية فى الصلاة الثانية  لطقس المعموديةونصها هو [ايها الرب الاله غير المولود والسيد ورب الكل الذى اعطء ان يفوح عطر رائحة علم الانجيل فى كل الامم انت الان  اعط ان يفعل هذا الميرون فى الذى يعتمد حتى يكون  المسيح ثابتا ومستقرا فيه..][26]


اوشية الموعوظين[كانت تصلى من اجل الموعوظين يوميا فى الكنيسة عند خدمة المساء [27]وعند خدمة الصباح [28],و نص اوشية الموعوظين على النحو التالى:ـ
الشماس:ـ ايها الموعوظون صلوا
المؤمنين :يا رب ارحم
الشماس:فلنطلب بحرارة[الكلمة اليونانى تعنى الغيرة]إلى الله من اجل جميع الموعوظين لكى يسمع[الله]الصالح محب البشر توسلاتهم,وطلباتهم,ويقبل تضرعاتهن,ويعينهم ويعيطهم سؤال قلوبهم لخيرهم,ويعلن لهم انجيل مسيحه الذى ينيرهم ويادبهم ويعلمهم بالعلم الالهى ويعلمهم فرائضه واحكامه ويغرس فيهم طهره وخلاصه المخوف وليفتح اذان قلوبهم ليلهجوا فى ناموسه نهارا وليلاً
ويثبتهم فى التقوى ويوحدهم ويضمهم الى قطيعه المقدس ويجعلهم مستحقيين حميم الميلاد الثانى[تيطس5:3] ,ولباس عدم الفساد والحياة الحقيقية[اتيمو19:6].ولينقذهم ممن كل شر ,ولا يترك للمضاد اى موضع فيهم ويطهرهم من كل دنس الجسد والروح...[29]
-ولنتوسل لاجلهم ايضا باكثر حرارة كى ينالوا غفران خطاياهم ولكى بواسطة تعليم اسرار الدخول الى الايمان[الحواشى يقول انه يعنى يعلم سر الشئ ويترجم بالفرنسية بداء المعمودية وستتكر هذه الكلمة غير مرة على مدة النص وهى تترجم ايضا المعمودية][ص178]

البركة التى تقال على راس الموعوظين[10:6:8-13]
-بعد ان يحنى الموعوظون رؤسهم يباركهم الاسقف المسام[حرفيا اى الاسقف الذى وضعت عليه اليد]بهذه البركة:ـ
{يا الله ضابط الكل,...اطلع الان على عبيدك القابليين انجيل مسيحك,واعطهم قلبا جديدا ,وجدد فى احشائهم روحا مستقيما ليعرفوا ويعملوا مشيئتك بكل القلب وبرضى النفس....اهلهم للتعليم السرى المقدس للدخول الى الايمان ووحدهم فى كنيستك المقدسة واجعلهم شركاء اسرارك الالهية بيسوع المسيج رجائنا...ثم يقول الشماس ايها الموعوظون انصرفوا[14:6:8]

[الفصل الثامن من المراسيم الرسولية ][ اوشية طالبى العماد]
بركة الاسقف احنوا رؤسكم يا من حُتمتم لله بمسيحه ثم يباركهم الاسقف قائلا[يا من سبقت بانبيائك القدسيين عن الذين يتعلمون اسرار الدهول الى الايمان[الموعوظين]اغتسلوا تنقوا  واسس الجديد الروحى بالمسيح انت الان ايضا,اطلع على هؤلاء الطالبيين للمعموديةوباركهم وقدسهم وهيئهم ليكونوا مستحقين لمهوبتك الروحية ولاسرارك الروحية[قبول الروح القدوس] ولينضموا الى المخلصين بالمسيح مخلصنا الذى به لك المجد والكرام والتبجيل فى الروح القدوس الى الاباد امين[وعندما يقول فى الروح القدوس اى هناك اشارة لقبول الروح القدوس]لانه معروف ان كل شئ يكون فى المسيح يسوع كما تكلم كثيرا بولس الرسول

ملحوظة
كان يتم كتابة اسماء طالبو المعمودية فى وقت معين يختلف من مكان
لأخر .وكان يقضون الوقت كله فى الصوم والسهر والصلاة وقراءة الكتب وكان يطلب الى المتزوجين منهم ان يلازموا الامساك التام [عدم ممارسة الحقوق الزوجية خلال ال40يوم][30]

-المُلخص هو إن أهل السامرة قبلوا الإيمان وكانوا بمثابة[موعوظين]وهُم الجماعة التى فى حاجة إلى معرفة أساسيات المسيحية,ومن ثم قبولهم فى الإيمان.وتم تعميد أهل السامرة,على يد القديس فيلبس,ورغم إن له حق وضع اليد إلا إنه لم يفعل ذلك لكى يكون هذا الأمر بواسطة أثنين من الرسل ذو الخلفية اليهودية ,لكى لا يكون هُناك عثرة ل[اليهود المتنصريين]
 

تم بنعمة الله
مينا فوزى







[1] المراسيم الرسولية 11:46:8,وكان يُسمح أن يقوم الشماس أو أى شخص علمانى بالتعميد فى حالات الضرورة فقط

[2] الانبا متاؤس اسقف دير السريان,كتاب اسماء السبعيين رسولاً

[3] القمص أثناسيوس المقارى,سلسلة طقوس وأسرار وصلوات الكنيسة.الجزء الثالث كتاب معمودية الماء والروح,ص48.
 [4] تفسير سفر اعمال الرسل للقمص تادرس يعقوب ملطى,الاصحاح 15:8-17
[5] المرجع السابق.

[6] الآب متى المسكين,كتاب المعمودية الآصول الآولى للمسيحية .دير القديس انبا مقار.ص81

[7] الآب متى المسكين,كتاب المعمودية الآصول الآولى للمسيحية .دير القديس انبا مقار,ص83

[8] القمص أثناسيوس المقارى,سلسلة طقوس وأسرار وصلوات الكنيسة.الجزء الثانى, كتاب سر الروح القدوس والميرون المقدس,ص39.

[9] القديس كبريانوس اسقف قرطاجة,الرسالة الثالثة والسبعيين.

[10] المرجع السابق.

[11] التقليد الرسولى2:22,المرجع السابق ص40.

[12] القديس كبريانوس اسقف قرطاجة,الرسالة السبعيين.

[13] القمص أثناسيوس المقارى,سلسلة طقوس وأسرار وصلوات الكنيسة.الجزء الثانى, كتاب سر الروح القدوس والميرون المقدس,ص42.

[14] شرح سفر أعمال الرسل(حركة الكنيسة بقيادة الروح القدوس عبر الدهور)الآب متى المسكين.ص415

 [15] المرجع السابق ص4140415

[16] المرجع السابق

[17] تفسير سفر اعمال الرسل للقمص تادرس يعقوب ملطى,الاصحاح 15:8-17

[18] الآب متى المسكين المعمودية الاصول الاولى للمسيحية كتاب القرن العشرين ص72.

[19] المرجع السابق.

[20] Dialogue II,c.4,npnf 2nd ser.,vol.XI,p.40

[21] المعمودية 72

[22] Vit Pophyyr(ap.Galland(c.4;n,31)t.g.p.265a

 [23] Letter to Pmmachius,13;NPNF,2nd ser.,vOol,VI.P.431

 [24] Catech,,5,NPNF 2nd Ser.,vol,VII,P.7

[25] القمص أثناسيوس المقارى,سلسلة مصادرطقوس الكنيسة.الجزء الثالث كتاب المراسيم الرسولية دراسة موجزة-نص الكتاب الثامن ص139.

[26] المرجع السابق ص140.

[27] المراسيم الرسولية2:35:8

[28] المراسيم الرسولية1:28:8

[29] المراسيم الرسولية 3:6:8-9 .دارسة موجز-نص الكتاب الثامن المراسيم الرسولية القمص اثناسيوس المقارى ص177-178

[30]القمص أثناسيوس المقارى,سلسلة طقوس وأسرار وصلوات الكنيسة.الجزء الثالث كتاب معمودية الماء والروح,ص143-145