2018/08/09

الإصلاح القبطى بات واقعاً \قراءة فى واقع كنيستى القبطية اليوم-.ج3.

لمتابعة الأجزاء السابقة
وفاة القس منيس عبد النور وقرأة فى واقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ج1
مخاضُ الكنيسة-قراءة فى واقع كنيستُنا اليوم(ج2)

ما ان إعتلى قداسة البابا الكُرسى المُرقُسى وامال الاصلاح باتت محققة, فهنك حالة ما فى الكنيسة تحتاج الى تغير واصلاح, ربما وضع التعليم فى الكنيسة او الوضع النُسكى  يحتاج لتعديل, وربما احوال الاباء الكهنة وطرق اختيارهم .
 ومعروف عن الانبا تواضروس  انه شخص تنظيمى بالدرجة الأولى , فحال انتخابه بطريرك تيقنا تماما دخولنا فى عصر تنظيمي بالدرجة الاولى, ودماً ما يكون التنظيم بداية للإصلاح.

وإن تحدثنا عن الإصلاح الكنسى, فهنا. وهنا فقط لابد أن ننظر إلى النموذج البروتستانتى الكاثوليكى, لنتجنب ما فيه من سلبيات وننظر إلى ما يُمكن ان يخدم كنيستنا فى هذا الإصلاح, فالتاريخ يخبرنا إنه لا إصلاح كنسي يحدث من خلال قادة الكنيسة.
 فالإصلاح دوما ما يكون ضد القادة, وهذا عكس الامر الحادث فى كنيسنا اليوم, عكس الإصلاح البروتستانتى الذى بداء بمهاجمة البابا وقادة الكنيسة, اما فى الاصلاح القبطي فهو يبدا من البابا وبعض اساقفته.

وعلينا ان نعلم ان اي إصلاح لابد أن يكون له ثمن, لذلك على البابا توا ضروس ومن معه من اساقفة وكهنة وخدام,على كل هؤلاء ان يتيقنوا إنه مادام لديهم رغبة فى قلوبهم للإصلاح,فلابد من دفع الثمن.
واليوم نرى حقا قادة الاصلاح فى الكنيسة يدفعون الثمن من خلال وصفهم بالهراطقة, او من خلال التلسين والغمز واللمز.او من خلال مجهود يبذلونه من اجل اكتساب المعرفة وإيصالها لغيرهم, وربما حياتهم تكون ثمنا للإصلاح,وهذا ما حدث مع الأسقف الشهيد "الأنبا ابيفانيوس" وغيره من قائمة الاغتيالات المعنوية والروحية. 
وهذا بعينه ما حدث فى كنيسة روما إبان الإصلاح, فوجدنا قتلى وشهداء يقتلون, واخرون تقوم الكنيسة بحرمانهم ,واخرون ينعتون بالهراطقة..إلخ , لذلك علينا ان لانتعجب من وجود تيار مضاد للإصلاح فى الكنيسة.
فالتاريخ يُخبرنا إن المُخطىء دوما مايُعاند ولايعترف بخطئه.لذلك بخلاف ماسبق فنحن فى حاجة الى اصلاح روحى ,وعلى التيار المُضاد  أن يعلم إن قطار الإصلاح بدا يتحرك وإن لم تلحقوا به فمكانكم سيكون فى مكان سئ فى التاريخ. والتاريخ لايرحم.

واخيرا بات الإصلاح امرا ملحوظ, ونحن نعيش فى بداية حقبة الإصلاح ,ربما يتمكن هذا الجيل من القادة والشباب المصلح من فعلها. وربما لانقدر,ولكن على الاقل نترك فتيل الإصلاح مدخن لمن سيخلفنا , ويكمل هو ما نحلم به نحن,والأن علينا أن نُصلى ونتعلم ونُعلم من الرب يسوع المسيح وروحه القدس...وللحديث بقية 

حفظ الرب الكنيسة المقدسة,وحفظ بطريركها ومن عاونه فى الإصلاح 
 

الرب معكم
مينا

2018/08/06

قاعدة لاهوتية هامة, الآن وليس بعد


الآن وليس بعد 

هذه الجُملة تُعد قاعدة لاهوتية هامة جداً, استخدمها كثير من آباء الكنيسة, وايضاً اللاهوتيين المتخصصين فى علم الاسخاتولوجى(الاخرويات), للتدليل على ان المؤمنين يتشاركون بالفعل فى ملكوت لله, رغم ان هذه الشراكة لم تكتمل حتى وقت معين فى المستقبل, فنحن بالفعل مُشاركين فى الملكوت, ولكن لم يكتمل هذا بعد.
وبالتأكيد هذه القاعدة يُمكن أن تُطبق ايضاً على الخلاص, فالخلاص ربما له شقين او اكثر ,هُما(خلاص روحى, وايضاً خلاص جسدى) فهو خلاص من الخطية كميراث روحى, وايضاً خلاص من الالام ومتاعب الجسد. فالخلاص قد تم وعمل المسيح قد تم. ولكن يبق سؤال هام وهو هل نُلنا هذا الأمر وإنتهينا؟ بالتأكيد لا ,فحسب اوريجانوس لم يتحقق بعد, فيقول مع ان خلاصنا اكيد لإيمانا بالمسيح إلا انه يبقى امرا يرتجى [1]
لذلك يقول ق.كيرلس الكبير:" نؤمن بان اجسادنا ستتغلب على الفساد والموت حتى الان هو رجاء لانه ليس حاضراً بعد ولكن سيتم ملياً وبقوة"[2], وايضاً يقول ق.يوحنا فم الذهب: "ان مشورة الشيطان جاءت وتلاها العصيان ثم الموت, فنظرياَ الموت قد بطل الآن, عملياً سيتم فيم بعد, فقد وضع الموت اخر الكل ليُعلن فيه النصرة[3]

علينا ان نعلم ان الخليقة تتوقع استعلان ابناء الله, فنحن ابناء الله نئن فى أنفسنا متوقعين التبنى فداء اجسادنا(رو23:8), يقول ق.امبروسيوس:التبنى هو فداء الجسد كله[4], فالخليقة تئن شوقاً من اجل نوال التبنى فداء للجسد, فالتبنى قد نُلناه فعلاً, الا اننا نتوقع كمال مجد البنوة فى قيامة الجسد من الاموات, ستتغير هيئتنا الجسدية ليكون على صوره مجد السيد الرب(فى21:3).

فهذا الفاسد-الجسد-لابد ان يلبس عدم الفساد,والمائت يلبس عدم الموت(1كو53:15), وهذا سيحدث بعد مجىء الرب الثانى, فنحن بالرجاء قد خلصنا..وان كنا نرجو ما لسنا ننظره فاننا نتوقع  بالصبر(رو24:8-25) فيقول ق.امبروسيوس اصبحنا اهلا للتحرر لذلك خلُصنا, فرجاء ماسياتى لايختلف عما نؤمن به, ويعلق ق.يوحنا ذهبى الفم قائلاً:علينا ان لا نطلب كل شئ هنا بل نترجاه, فالشئ الوحيد الذى قدمناه لله هدية هو الايمان بما وعد به فى المستقبل,بهذه [5]الطريقة وحدها خلصنا 
وبناء على ذلك نقدر ان نفهم ما نُصليه فى صلاة الساعة التاسعة من خلال القاعدة سابقة الذكر"الآن وليس بعد"فصلاة الاساعة التاسعة بالأساس وُضعت فى ذلك الوقت من اليوم لنتذكر البُعد الاسخاتولوجى للمسيح وللكنيسة, ففى هذا الوقت نادى يسوع بصوت عظيم وصرخ"ياابتاه فى يدك استودع روحى"ثم اسلم الروح, لذلك نجد قطع الاجبية تركز على المسيح الذى ذاق الموت بالجسد, ومن اسلم الروح فى يدى الآب, ومن احتمل الموت والصلب, وبموته قتل الموت, واظهر القيامة.
لذلك نقدر ان نفهم ما تقوله الاجبية بمنظور اسخاتولوجى وليس كحدث قد تم فى الماضى, فالاجبية تقول: " يا الله الآب أبو ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح هذا الذي بظهوره خلصتنا وأنقذتنا من عبودية العدو. نسألك باسمه المبارك العظيم أنقل عقولنا من الاهتمام العالمي والشهوات الجسدية، إلى تذكار أحكامك السمائية وكمل لنا محبتك للبشر أيها الصالح".
فالطلبة تتحدث لله الآب, الذى ارسل إبنه ليُخلصنا ويُنقذنا من عبودية العدو, نسأله أن يُكمل لنا محبته, فماذا بعد خلاصه لنا من العبودية وظلال الموت؟(القداس الباسيلى), هُنا نحن نطلب معونته ان يُساعدنا أن نُتمم ايام غُربتنا, هُنا يُكمل الله محبته.نسأله ان يفدى اجسادنا, ويمنحنا التبنى فداء الاجساد, ننتظر تغير هيئة جسدنا الى صوره جسده الممجد, فكما فى ادم خضعنا للموت فى المسيح نتحرر من طغيانه.


[1] تعليقه على رومية 8.
[2] شرح رسالة رومية.
[3] تفسسر كورنثوس الاولى.
رسائل الى الكهنة.52[4]
[5] تفسير كورنثوس الاولى.

2018/07/26

التكلم بألسنة-رؤية أرثوذكسية (دراسة تمهيدية)ج1



مقدمة:ـ
  • منذ أن أسس الرب الكنيسة ووعد إنه يعطى الروح القدس للكنيسة, فقد فهمت الكنيسة إنه لافرق بين مواهب الروح وثماره من ناحية ومن ناحية اخرى الروح القدس كشخص أقنومى, لقد كان كُل إهتمام الآباء والكنيسة مًنصب حول وعد الرب: "أطلب من الآب فيعطيكم معزى"(يو14).

  • لذلك نجد إن الكثير من كتابات الآباء عن الروح القدس تهتم به كشخص نقيم معه علاقة وفيه نعيش الأبدية, فنحن نهتم بالروح القدس كشخص هو الحدث والحدث نقصد به انه الحقيقة القصوى التى بها يُعبر الشخص عن ذاته فى علاقة حياة مع الغير.[1]

  • لذلك كانت الكنيسة مُهتمة لابفوائد ونتائج إقتناء الروح قدر إهتمامها بإقتناء الروح كشخص, والدخول فى علاقة حية معه, فالروح بالنسبة للكنيسة يُعنى شخص علاقاتى وليس مُمول لمشروع كنسى.

  • ورغم إن الإهتمام كان بشخص الروح القدس إلا إننا لانقدر إغفال هذا الكم الكبير من الإيضاحات الأبائية ,عن ثمار ومواهب الروح القدس المعطاة للكنيسة, سواء ما دون فى التقليد او ماعبروا به  فى صلواتهم الليتورجية .

  • فنجد على مدار تاريخ الكنيسة إن مواهب الروح بدون إستثناء قائمة فى الكنيسة,وبالأخص موهبة التكلم بالأسنة Glossolalia,فحسب المًعطيات التاريخية والخبرة الأبائية سواء النُسكية او اللاهوتية فإننا نجدها ممتدة فى تاريخ الكنيسة.

  • إن فكرة إنتهاء الألسنة بعد عصر الرسل او فى وقتٍ مُعين لهو لغوٍ بلامرجع ولاسندٍ سواء من الكتاب المقدس او من خلال تعاليم آباء الكنيسة, بل وربما نقدر أن نقول إنه مخالفة كبيرة لوعد الرب إن هذه الموهبة لن تبطل حتى موعد τέλειος لقائه على السحاب.[2] لذلك جاء هذا البحث كدراسة تمهيدية يتبعها سلسلة دراسات فى كتابات الآباء, والتى لايمكن حصرها فى بحث واحد فقط.وسنقوم بتقسيم البحث إلى:



1)      التكلم بالأسنة قبل المسيحية.

2)      تحليل نص كورنثوس الأولى.14

3)      الليتورجية الشرقية.

4)      آباء الكنيسة.(ستكون هذه النقطة فى مقال منفصل)






1) التكلم بالأسنة قبل المسيحية.

  • لقد كان للتكلم بالألسنة مكانة كبيرة فى العالم القديم, فنجد إنAlexander of Abonoteichus قد دخل فى نوبات من النشوة النبوية, بجانب ما حدث للفيلسوف الأفلاطونىIamblichus وربطه التكلم بالألسنة بالنبوة, فالألسنة حسب النظرة الأفلاطونية هى إنبعاث كلمات غير مفهومة من خلال ناطقها كطاقة من الله. [3]

  • كان شائع فى العالم اليونانى ان البشر الإلهيين يتكلمون بلغات (ألسنة)مختلفة عن لغات البشرية, وقد حدد بعض المؤرخين إشارات واضحة فى الأدب اليونانى, مفسرين إياها إنها لغة ملائكية او  إلهية, مثل ما حدث مع بنات أيوب من غناء والتكلم بالألسنة. [4]

  • ففى نصوص قمران نجد أغنية(ذبيحة السبت)المصدر الأساسى لألسنة الملائكة[5] , وايضا عهد ايوب Testament of Jobوحديث بنات ايوب بالألسنة, وبألسنة الكاروبيم[6]

  • الفيلسوف كيلسوس هو فيلسوف يونانى من القرن الثانى, وكان خصم ومهاجم للمسيحية المبكرة, وإشتهر بعمله الأدبى Λόγος ληθής اى الكلمة الحقة, قد قام بدراسة المسيحية من اجل الهجوم, فنجده يقوم بسرد ووصف ما يحدث من المسيحيين من نبؤات حدث فى فلسطين  فى وقته, فيقول:ـ " يذهبون بعد ذلك لإضافة كلمات غير مفهومة ، غير منسجمة ، وغامضة تماما ، لا يمكن لأي شخص ذكي أن يكتشفها: لأنها لا معنى لها. وغير منطقية ، وهناك فرصة لأى أحمق او ساحر ليعطى اى معنى يفضله"[7]

 


2) تحليل نص كورنثوس الأولى.14

  • لقد مات الرب وقام واعطى سلطان للكنيسة,ولمن يؤمن قال: "والذينَ يُؤمِنونَ تُسانِدُهُم هذِهِ الآياتُ: يَطرُدونَ الشَّياطينَ باَسمي، ويَتكلَّمونَ بِلُغاتٍ جَديدةٍ، "(مر17:16) [8] .لقد اعطى الله الكنيسة ثمار ومواهب وهُناك فرق بين الأثنين والكنيسة لشدة إيمانها لاتضع حداً فاصلاً بين المواهب وبين الثمار الروحية التى تُمنح كنتيجة للسعى فى طريق البر, او بعبارة اوضح ترى-الكنيسة- ان هناك علاقة قائمة بين المواهب وبين السعى والاجتهاد فى السير بالبر والقداسة.[9] ووصية الرب قد تحققت بالحق فى يوم الخمسين كما دونه سفر الأعمال(ص2), بل إن ما نراه فى كنيسة كورنثوس هو ترجمة حقة لوعد الرب فى إنجيل مرقس(ص16),وهذه المواهب لها فائدة ومنفعة للكنيسة, (1 كو 12: 7)

  • ففى رسالة كورنثوس الأولى يتفرد ق.بولس عن غيره , بالحديث عن مواهب الروح القدس لأنه رسول الأمم , فقد آساء الكورنثوسيون إستخدام المواهب فتحولت إلى كبرياء وتشامخ وتشويش[10], فمُشكلة أهل كورنثوس هى بالأساس فى إفتقاد المحبة.

  •  لذلك يبداء حديثه . عن المحبة موجباً أن تكون هى الغاية الأولى, فنجده يستخدم Δικετε  وهو أسلوب الأمر مع الفعل المضارع للجمع.ونفس الاسلوب يستخدمه مع الفعل ζηλοτε, ليكون الأمر الرسولى "أتبعوا المحبة , وأرغبوا فى المواهب". وبالأخص موهبة"التنبأ" προφητεύωوتُعنى ايضاً التعليم.[11]

إذاً فما علاقة المحبة بالتنبأ[؟],العلاقة هى إن النبؤة(التعليم)تبنى οἰκοδομὴν,وتُشجع παράκλησιν وتُعزى παραμυθίαν.الكنيسة (1كو3:14-4),فأثناء الحرب إن لم يكن هُناك إنسجام وتناغم فى صوت البوق فمن يتأهب للقتال؟(1كو7:14),فالنبؤة تبنى وتُفيد الأخرين,لذلك ربطها ق.بولس بالمحبة التى  لاتدفع الإنسان لأن ينتفع وحده(1كو5:13),وايضاً لو تكلم الإنسان بلغات الناس والملائكة ولا محبة لدية فلا نفع للألسنة(1كو1:13),فأساس المحبة هو البذل.

  • فهل نقدر أن نقول إنه لا علاقة بين التكلم بألسنة ومحبة الغير؟نعم لاتوجد علاقة لو لم يوجد مُترجم ,وبولس نفسه يقول إن الذى يتنأ أعظم μείζων [12] والكلمة هُنا جائت صفة , من أجل مُقارنة Comparative بين النبؤة وبين التكلم بالألسنة, وإبراز التفضيل.

  • والأفضلية قائمة ما لم يوجد مُترجم (1كو5:14),والهدف هو المحبة:اى منفعة الاخر, فالترجمة تجعل من فى الكنيسة يفهم ما يُقال(1كو5:14).ويُعلق ق.يوحنا ذهبى الفم قائلاُ:ـ " الفارق بين الألسنة والنبوة بتدقيق هو الفارق بين النفع الفردي ونفع الكنيسة كلها. "[13]

فعلى الكنيسة أن تطلب المواهب التى تبنى الكنيسة , لذلك من يتكلم بلسان عليه أن يلتمس موهبة التفسير,ولو لم يوجد مُترجم او مُفسر فليصمت(1كو28:14), فالألسنة هى لمنفعة غير المؤمن(1كو22:14),لأنه يرى أعمال الرب فتبكته(1كو24:14-25),والفعل الذى إستخده بولس فى أول الإصحاح هو ذات الفعل الذى يختم به الإصحاحζηλοῦτε كنصيحة وأمر بإعمال الرغبة داخل المؤمن," فاَرغبوا إذًا، يا إخوَتي، في مَوهِبَةِ النُّبوءَةِ "(ع39),وهُناك أمر رسولى اخر وهو" ولا تَمنَعوا أحدًا أنْ يتكَلَّمَ بِلُغاتٍ"ويتسخدم بولس الفعل μ.κωλύετε كصيغة أمر.

فالأمر الرسولى هو"لاتمنعوا التكلم بالألسنة, ولكن إطمحوا للنبؤات" وهذا الأمر يُفيد إن هذه  المواهب ستستمر فى الكنيسة ولاتنقطع إلى مجئ السيد الرب,فبولس يقول:ـ "فالمحبة لاتزول أبداً,اما النبؤات ستبطلκαταργηθήσονται· ,والتكلم بلغات ستنتهى παύσονται·والمعرفة هى ايضاً ستبطلκαταργηθήσεται., وهذه الأفعال الثلاثة جائت فى زمن المستقبل المبنى للمجهول, وتُفيد إن هذا سوف يحدث فى المستقبل وليس الأن,

  •  ويقوم بولس بتحديد وقت هذا قائلاً: "فمَتى جاءَ الكامِلُτέλειος, زالَ الناقصُ."(1كو8:13-10),اى إن  النبؤة كموهبة والتكلم بألسنة كموهبة ستتوقف بمجئ السيد الرب. ويُعلق ق.يوحنا ذهبى الفم قائلاُ:ـ " هذا هو ملخص كل الأصحاح، وغاية الرسول منه إنه يسألهم أن يجاهدوا بكل اشتياق وغيرة في الكرازة والحديث البنّاء، دون أن يمنعوا التكلم بالألسنة إن كان لبناء الجماعة المقدسة." [14]


3)      الليتورجية الشرقية.

1)تعاليم الرسل:ـ
  إن طلب المواهب والصلاة من اجل ثبات من نالها لهو أمراً واضحاً فى الليتورجية الشرقية بشكلٍ عام, والليتورجية القبطية بشكل خاص, فنجد فى المراسيم الرسولية(380-450)[15], صلاة وطلبة خاصة بمواهب الروح القدس على لسان التلاميذ مؤكدين إن من يؤمن بكرازتهم سينال هذه المواهب عينها:ـ
"إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذى أعطنا هذا السر العظيم الذى للتقوى....والآن فإذا قد تكلم, قال للجميع معاً عن المواهب المعطاة لنا منه بالروح ’’إن هذه الآيات تتبع المؤمنين,يخرجون الشياطين باسمى,ويتكلمون بألسنة جديدة, ويحملون الحيات بأيديهم وإن شربوا سم الموت لايضرهم.’’
هذه العطايا منحنت لنا نحن الرسل اولاً لما عزمنا التبشير لكل الخليقة بالانجيل, وبالتاكيد منحت للذين امنوا على يد الرسل, هذه الايات لا لمنفعة العاملين بها, بل من اجل اقناع غير المؤمنين[16] الذين لم يقتنعوا بكلمة الانجيل, فتوبخهم قوة الآيات.[17]
والآن ليس من الضرورى على كل مؤمن أن يخرج الشياطين او يقيم الموتى او يتكلم بألسنةـ, فإن الذى يستحق هذه المواهب, لإنه يستحقها لعلة, ذلك أنها تكون لفائدة خلاص غير المؤمنين الذين يقتنعون بتفسير الكلمات, بل بعمل الآيات عندما يكونوا مستحقين للخلاص[18]

2)    عهد الرب:ـ
  •   وايضاً فى ليتورجيا عهد الرب: Testamentum Domini & Testament of our Lord,وهوهو كتاب من الادب المسيحى, ينسب نفسه  الى اكليمندس الرومانى تلميذ بطرس الرسول[19],هناك اجماع بين علماء الليتورجيا على انه كتب فى الاصل باليونانى فى سوريا احد كتب الادب المسيحى القديم الذى يتكلم عن مرحلة مابين القيامة والصعود وهو مهم جدا لبناء التقليد الليتورجى.[20] مُحتمل أن يكون له أصول مصرية. [21]
  • ففى نافور عهد الرب| القسم التعليمى|القسم القربانى,نعرف إن الأسقف اثناء الافخارستيا يُصلى للثالوث القدوس, ثم لكل أقنوم على حدة, فيخاطب الله الآب قائلاً : "يا من يرتعد منه كل مخلوق وكل طبيعة. كلما يعود إلى ذاته".
  • ثم يخاطب الروح القدس طالباً ان ينال الافخارستيا من اجل الشفاء لا للدينونة: "ايها الرب الروح القدس اعطنا هذا المشرب وهذا الماكل من قداستك اجعله الا يكون لنا للدينونة والعار  بل لشفاء روحنا وسندها."
  • ثم يوجه حديثه لإبن الله وكلمته ويطلبه ان يهب الشجاعة والاستقامة لمن نالوا مواهب الروح القدس فيقول الاسقف: "يا من يخضع له كل شئ,وطد إلى النهاية من حصلوا على مواهب رؤى,ثبت اولئك الذين نالوا موهبة الشفاء, هب الشجاعة اولئك الذين منحتهم قوة الالسن,إحفظ فى الاستقامة اولئك الذين تميزوا بكلمة التعليك."[22]




___________

[1] راجع رسائل  القديس اثناسيوس,ترجمة القمص مرقس داود(القاهرة,مركز الآباء,غ م)36-37.وايضا المرجع السابق61.ضد الاريوسين46:1.

 [2] الباجث مقال بعنوان الكامل.

[3]Martin, Dale B. (1995), The Corinthian Body, New Haven, Connecticut: Yale University .,p . 90-91.


[5] للمزيد راجع:

 Songs of the Sabbath Sacrifice, edited by James H. Charlesworth and Carol A. Newsom. Theological Studies 54 2003 649–653.

[6] للمزيد راجع:

 James D. G. Dunn Jesus and the Spirit: "A Study of the Religious and Charismatic Experience of Jesus and the First Christians as Reflected in the New Testament," p. 244 1997 

[7]  H.Chadwick, Origen:Contra Celsum, CUP 1965. p xxviii

[8] جميع النصوص المقتبسة هى من الترجمة العربية المشتركة و Greek Orthodox Church

[9] متى المسكين.حياة الصلاة الارثوذكسية,(القاهرة,مجلة مرقس,1952),211-212

[10] تادرس يعقوب.رسلة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس,(القاهرة,الأنبا رويس,201)493.

Strong's .,greek Dic; Num 4395..[11]

[12] large, great, in the widest sense.راجع قاموس سترونج تحت ترقيم3173

[13] تادرس يعقوب.من تفسير وتأملات الآباء الأولين: تفسير أنجيل مرقس. (الاسكندرية, كنيسة مارجرجس سبورتنج,1984) 306.

[14] المرجع السابق.

[15] يقابل قانون الرسل48:1.

[16] تكرر المراسيم هذا الامر مرة اخرى فى(3,1,8)مؤكدة ان الآيات ليست لنا نحن المؤمنين بل هى لغير المؤمنين من اليهود واليونانيين.


[18] Ibid.,8,1,4.

[19] اذ نجد فى بداية الكتاب إن كاتبه يقول:ـ" العهد اى الكلام الذى قاله ربنا للرسل القديسيين لما قام من بين الاموات,والذى كتب بيد اقليمندس الرومانى تلميذ بطرس فى كتب ثمانية" 

[20] أقدم النصوص المسيحية,سلسلة النصوص الليتورجية(1)الديداكية,التقليد الرسولى,نافور ادى ومارى,خولاجى سيرابيون,عهد الرب,تعريب الأب جورج نصور ويوحنا ثابت,(لبنان, رابطة الدراسات اللاهوتية,1975)107.

[21]Paul F. Bradshaw .(2002). The Search for the Origins of Christian Worship: Sources and Methods for the Study of Early Liturgy Paperback.p, 86. 

[22] سلسلة النصوص الليتورجية, 134.