2023/11/25

العهد القديم في التقليد الأرثوذكسي الشرقي" للاب الدكتور "يوجين ج بينتيوك"

 


١- فرحت جدا ان مدرسة الإسكندرية تترجم كتاب "العهد القديم في التقليد الأرثوذكسي الشرقي" للاب الدكتور "يوجين ج بينتيوك" وهو معه شوية شهادات كدة ملناش دعوة بيها مدام الشهادات دى مش من "اكليركية مغاغة"

2- بس هو أستاذ للدراسات الكتابية ويخدم كأستاذ معيد في اكثر من مكان مثل في "معهد الصليب المقدس و معهد فلاديمير"
3- يعتبر الاب يوجين من اكثر الإباء المتخصصين في (الكتاب المقدس والتفسير الكتابي الابائى) غير اهتمامه (باللغات والحضارات السامية)، وهو يعتبر من افضل من كتب على" الكتاب المقدس وتفسيره في المسيحية الارثوذكسية الشرقية"
4- لحد وقت قريب كان يعمل على تأليف كتاب اخر بعنوان "قراءة الكتاب المقدس العبري -لاهوت أرثوذكسي توراتي،
5- يدور كتاب "العهد القديم في التقليد الأرثوذكسي الشرقي" – حول النص العبري واليوناني وكيفية فهم اليهود والمسيحيين لرسالة "اريستياس"(ق2ق.م)
6- يتطرق للترجمة السبعينية والترجمات اليونانية الأخرى، ويتكلم عن أهمية النص السبعينى في الكنيسة الأولى ويتطرق للآراء الارثوذكسية الشرقية حول النص العبراني
7- يتكلم عن قانونية الكتب المقدسة وكيفية جمعها والاسفار القانونية الثانية(حكمة سيراخ)
8- يتحدث عن اراء كل من ( فيلو ، يوسيفوس ،يوستين ،مليتوس من ساردس ،واورجين ،واثناسيوس السكندري، وكيرلس الاورشليمى ،والاباء الكبادوك)
9-كما يتطرق الى الرؤية المصلحة (البروتستانتية) والعصر الوسيط وماحدث في "مجمع ترينت" الكاثوليكي ومفهوم "السلطة والتقليد" باعتباره حياة الكنيسة ورحلتها ومكونات التقليد الرسولي
10- وكيف ان موضع الكتاب المقدس هو الكنيسة ، ومركزية الكتاب داخل التقليد والليتورجيا ثم يتطرق لبعض (الافتراضات)التفاسير الابائية، ودور الليتورجيا ودور الكتاب المقدس بالتحديد العهد القديم في العبادة الارثوذكسية وكيفية وجود العهد القديم في الايقونات الارثوذكسية والدمج بين النص والايقونة والصورة




يهودية الهيكل الثاني والكريستولوجى فى الكنيسة الاولى(ج1)



ان" الدراسات المسيحة المبكرة "تهتم لا بنشأة المسيحية ،على يد الرب وتلاميذه فحسب. بل تمتد الى ماهو قبل ذلك بكثير. اى الى مايعرف " بفترة الهيكل الثانى "وهى تلك الفترة الممتدة من (٥٠٠ق. م) وتمتد حتى القرن الخامس. وقد استفاد علم" تاريخ العقيدة "من تلك الدراسات فيما يخص بعلم "الكريستولوجى", من حيث النشاة والتطور  

مهما كانت رؤيتك للإنجيل وقناعاتك به، إلا أنه يظل من أقدم وأقدس الكتب التي تعبر عن الفكر الناشئ للجماعة المسيحية الأولى، التي نشأ فيها التلاميذ وأسسها الرب ذاته.


يتطلب علم التفسيرexegesis  عدة مهارات بسيطة، مثل قراءة السياق، ومعرفة الكيفية التي فهمت بها الجماعة الأولى أقوال يسوع، حتى انه وصل من التطور إلى دراسة قصد كتبة الإنجيل مما يقوله لنا من فم المسيح، بناء على خلفيتهم اليهودية والهيلينستية، ومدى تأثير يهودية الهيكل الثاني على تلاميذ المسيح وكتبة الإنجيل،باعتبار تلك الحقبة الممتدة (500ق. م حتى70م) هي  الفترة التي ظهر لنا فيها الفكر اليهودي المتأخر ، ومنه قد انبثق الفكر المسيحي المبكر


ففي تلك الفترة هيمنت الثقافة "الهلنستية"على حوض البحر المتوسط. كمت تمت  ترجمة العهد القديم إلى اليونانية من قبل يهود الشتات، الذين أنتجوا أيضا أدبا غنيا خاصا بهم عُرف فيما بعد بـ "الآداب الابوكريفى"

ومع انتشار الفكر الهيلينى بصورة أغضبت اليهود وسبب لهم قلق شديد، خاصة اليهود التقليديين . إذ تمسكوا بالمعتقدات التوحيدية الصارمة. مقابل التعددية والوثنية اليونانية التى تبيح تعدد الآلهة، إذ كان حافزا  لثورة المكابيين   ضد الإمبراطورية السلوقية، كمحاولة لتثبيت "اليهودية التقليدية" ورغم تمسكهم   الشديد بالتقليد الحاخامى   القديم إلا إنهم طورا بصورة ملحوظة  أفكارهم اليهودية المتعلقة بالمسيا.

لقد كانت قضية التوحيد من أهم وأخطر القضايا الجدالية بين ثقافتين مختلفتين فى نقطة الانطلاق والانتهاء، "فيهودية الهيكل الثاني"تؤمن إيمان شديد ان الله(يهوة) واحد ولايمكن ان يكون غير ذلك، بينما الوثنية الهيلينية ترى ان التعدد ثراء وهو ايضا امرواجب الحدوث.

ترى  "يهودية الهيكل الثاني"  ان "الله يهوة" هو الخالق لكل شئ،بفما فى ذلك إلهة اليونان،وتعتبره المهيمن والمسيطر على كل الخليقة،التى بدورها يجب أن تقدم له وحده العبادة.

‏ ‏فى تلك الظروف السياسية والدينية، نشأت الكنيسة وتأسس الجماعة المسيحية الأولى، وهى كنيسة منبثقة من رحم اليهودية، أى "يهودية الهيكل الثاني" التى كانت تؤمن "بالإله الواحد" الواجب  الوجود،المستحق العبادة،حتى إن المسيح كان شديد الايمان بوحدانية الله، تلك الوحدانية التى سلمها للكنيسة،والتى نحياها اليوم. وهو هو ذات إيمان "يهودية الهيكل الثاني"

فلم يُعلم المسيح (الأقنوم الثانى والمساوى للاب فى الجوهر) بغير الوحدانية. فهذه من أحدى أبرز تعاليمه، ولكن مع تشديده على تلك الوحدانية، أعلن إنه مُشارك فى تلك الألوهية، كشخص قائم موجود بذاته فى "الهوية الإلهية" الواحدة كشخص مشارك وموجود فى مايعرف ب divine identity
ان مصطلح divine identity هومصطلح أسسه وطوره عالم اللاهوت "ريتشارد بوكم" فى خضم التطور الفكرة فى علم "الكريستولوجى" فيسوع كان يدرك ويعلم بمكانته الالهية وانتمائه للهوية الالهية

هذا الفهم اليسوعى بشر به وعلمه لتلاميذه (اليهود اصحاب الخلفية اليهودية  )، وهكذا فهم التلاميذ هوية يسوع الالهية. وهكذا بشروا
وهكذا وجدت الجماعة المسيحية نفسها فى وسط من التوحيد اليهودى الذى يسمع بالتعددية فى الهوية الالهية داخل الذات الالهية الواحدة.
إذ نرى فى كتابات تلك الفترة-أى الأدب الابوكريفى-لذى يضم العديد من الكتابات. مثل سفر "رؤيا اخنوخ" او "أسراراخنوخ" وقد دون فى القرن الثانى قبل الميلاد ويعتبر يتميز "بالصوفيتة اليهودية" المرتبط بالمركبة الالهية 

‏اذ يخبرنا عن شخصية "ابن الانسان" المميز عن كل الخليقة. ويضيف له عدة صفات إلهية مثل كونه (1)شخص ازلى،و" يشارك يهوة فى عرشه" (3)ينبغى أن تقدم له العبادة ،فكان هذا الشخص متميز عن الله (الاب) له نفس مزايا الله.

فمن المدهش ان نكتشف ان اليهودية ذات التوحيد الصارم،التى تنتمى بالتحديد الى ، "يهودية الهيكل الثاني"   كانوا اكثر واقرب فكريا الى "التعددية داخل الذات الالهية" او "داخل الهوية الالهية"

وينتمى ايضا الى تلك الفترة ما يعرف ب Deutero- Isaiah أى أصحاحات سفر إشعياء من(40-50)  -اى كان قناعاتك بهذه التسمية - الا انه لايمكننا ان ننكر التاثير الشديد ل Deutero- Isaiah فى الإلهة الواحد فى فترة "يهودية الهيكل الثاني"  كتابات العهد الجديد.

 مع نشاة الكنيسة المسيحية ذات "الطابع التوحيدى اليهودى"‏ نشات أيضاً العديد من الفرق اليهودية مثل (الفريسيين، والصدوقيين، والإسينيين، والغيورين)، صاحبة الفكر التوحيدى الصارم، وأنكرت على يسوع ألوهيته التى أعلنها، إذ حاولوا رجمه، واخيراً تعرض يسوع إلى تُهمة "التجديف" التى كانت سبباً فى صلبه وموته،فقد صرح اليهود بقيادة الحاخامات إن يسوع غدعى إنه"إبن الله" وهذا سبب كافى لقتله(يو 19:7).
ورغم إن الكنيسة اليهودية تؤمن إن كُل فرد فيها هو ابن لله(بالنعمة)إلا إنها اعتبرت ذلك التصريح المسيانى تجديف،فتصريح يسوع عن بنوته (الجوهرية)كان مختلفاً عن البنوة (الشرفية) التى لبنى الإنسان، حتى جُن جنون رئيس الكهنة ، ومزق رئيس الكهنة  ثيابه قائلا: "قد جدف!" (مت 26:65)