2021/08/02

تعليق نقدى(ج6) سوء فهم الشيخ لنص ترتليان

تمهيد:ـ

-          تحدثنا سابقاً على أهمية فهم البيئة و ثقافة اباء الكنيسة, التى نشأوا فيها لكى ما نفهم لاهوتهم,والاعتماد على الدراسات التى قامت عليهم,وعمل Update بشكل مستمر لمعلوماتنا عن الباترولوجى, لانه علم ينمو ويتطور. فلم تكن المعضلة عند ترتليان بقدر ما هى معضلة فى الفكر -الكسلان-الرافض للنمو والتحديث. فلايمكن باى حال فى عصر التكنولوجيا والتطور الذى لحق ايضا مجالات كثيرة مثل(الفلسفة, اللاهوت, الاثار..الخ)ان ننعت شخص مثل ترتليان بانه كان يؤمن ب"التراتبية" فكلام الشيخ  فى تلك النقطة OUT OF DATE ويحتاج تحديث مالايقل عن 100سنة, على كلٍ يمكننا تلخيص"لاهوت ترتليان"فى نقطتين:[قانون الإيمان, نظرته للوجوس]

1- قانون ايمان ترتليان:ـ

-   يدعوها"قاعدة الحق, و"قانون الحق"وهو قانون اشبه بنيقية, وكان هذه القاعدة Rule of Faith  ومنها نقيس كل تعليق هرطوقى[1], ولترتليان قانون إيمان واحد, مكتوب بصورتين, أحدهم مطول لايختلف فى شئ عن الثانى المختصر[2].ونصه " نؤمن بإله واحد، خالق العالم، أوجد الكل من عدم . وبالكلمة أبنه يسوع المسيح الذي نزل إلى العذراء من خلال روح الآب وقوته، وصار جسدا في أحشائها وولد منها, رفع على الصليب في عهد بيلاطس البنطي، مات ودُفن قام في اليوم الثالث رفع إلى السموات وجلس عن يمين الله الآب سيأتي ليدين الأحياء والأموات. وأن المسيح سيتقبل قديسيه بعد استعادة الجسد في متعة الحياة الأبدية، ومواعيد السماء، ويدين الأشرار بنار أبدية." فعند ترتليان حقائق الايمان ثابتة لاتتغير, ودوما ما يؤكد على سيادة الايمان وصحة تعليم الكنيسة المسلم. [3]

- هذه القاعدة قد علمها المسيح,ولاتثير بيننا اى اسئلة غير اسئلة الهراطقة.[4] وبناء على  هذه القاعدة-المسلمة من المسيح والرسل- فكل ما لايتفق معها لابد ان يدان لسبب  اصله الزائف, فميزة ايماننا هو انه قائم  على شركتنا-الايمانية-مع كنائس الرسل هو امتياز لايتمتع به اى عقيدة اخرى-هرطوقية- فهذا هو معيار الحق. [5]

 

 

2- اللوجس الوسيط

-  رغم رفضه للفلسفة بشكلٍ قاطع , الا اننا لانقدر التغافل عن تأثره بالرواقية من خلال رؤيتها لله والنفس والاخلاق Ethic,ورغم اتهامه للفلاسفة بالسرقة من العهد القديم-بصفته مصدر الحق واعلانه.فهو لم يوفق فى ذلك, لان مبدأ الحق واحد, فاى حق مصدره الله, وهذا ما يُسمى عند الرواقيين " logos spermatikos " اى بذار اللوجوس,ولانه على صورة الله,فمحتم نجد بذار الله فيه[6]

-  فكان لدى الفلاسفة مفهوم خاص باللوغوس,اذ له حالتين,الاولى "عقل الله الباطن" ويشير الى الشئ الكامن فى العقل  وهو التصور او الفكر ويقوم فى العالم المعقول ويسميه فيلو " logos endiathetos" والثانى هو اللوجوس المنطوق به-الملفوظ-وهو صادر من العقل,ويكون فى الكائنات المنظورة فى العالم الحسى, باعتبارها نسخة-صورة- من المثل يسميها فيلو logos prophorikos. [7] ورغم وجود تلك الفكرة عند ترتليان الا انه كان يرفض وجود ثنائية فى اللوجوس و كان يرفض  وجود حكمتين و لوغوسين, بل كلمة الله الذاتى الواحد فى الاب[8]

- و كان قد تاثر فيلو بالفلسفة الرواقية, واخذ منه ترتليان ,والقارئ الجيد "للاهوت ترتليان" يدرك انه يؤمن ان هناك ميلادان للكلمة(ميلاد ازلى,وميلاد وقتى),وعليه فكان على الشيخ نعت ترتليان بسوء فلسفته ونقدها بدل  التراتبية,وهى بعيدة عن "لاهوت ترتليان" فتلك التهمة التى ساقها الشيخ ليست تراتبية بل هو سوء فهم لفلسفة ترتليان.  نتيجة لضعف الدراسة و OUT OF DATE

- فقد كان للوجوس ميلادين, الاول ميلاد ازلى, بأزلية ولادته من الاب,وهو ما نراه فى"قانون ايمان ترتليان"وايضا فى"ضد براكسياس7" [فالكلمة صورته الذاتية وبهاء مجده وصوته ونطقه المعلن,وحدث ذلك حينما قال الله"ليكن نور" وهذا هو الميلاد الكامل للكلمة,عندما تدفق-خرج من الله ....وهكذا جعله مساويا له- للاب- فمن خلال ميلاده من ذاته صار هو الابن البكر المولود قبل كل شئ,من حضن قلبه الشخصى-الذاتى.] [9]

-      وعلىه نفهم كلام ترتليان,الذى اقتبسه الشيخ [لانه لم يكن ابا قبل الابن ولم يكن ديانا قبل وجود الخطية لانه كان وقت لم تكن الخطية موجوده فيه و الابن]  مع ملاحظة السياق الذى فيه ورد لفظ رب و ابن,و هو اثناء حديثه عن الخلق, وكيفية اصبح الله رب و اب, مشيراً الى حقيقة وجود اللوجوس"الباطن والمنطوق", اذ ان  الابن-له ميلاد- ازلى بازلية الاب, وهو التوصيف الاول للوجوس"عقل الله الباطن" اما الميلاد الثانى-النطق الصادر من العقل- للابن عند خروجه  منفم الله حينما نطق"ليكن نور"



[1] Tertullian, Tertullian’s Prescription against Hereticks; and the Apologeticks of St. Theophilus Bishop of Antioch to Autolycus, against the Malicious Calumniators of the Christian Religion, Translated from Their Respective Originals, with Notes and Preliminary Dissertations. By Joseph Betty ... (Oxford: Printed at the Theatre, for C. Rivington, and J. Clarke, 1722), 12,

[2] Tertullien و Ernest Evans, Tertulliani Adversus Praxean Liber = Tertullian’s Treatise against Praxeas (London: S.P.C.K., 1948), 1.

[3] David N Bell, A Cloud of Witnesses: An Introduction to the Development of Christian Doctrine to AD 500 (Kalamazoo, Mich.: Cistercian Publications, 2007), 90–99.

[4] TERTULLIAN, PRESCRIPTION AGAINST HERETICS. (S.l.: BLURB, 2021), 13.

[5] TERTULLIAN, PRESCRIPTION AGAINST HERETICS., 21.

[6] Martyr Justin و Basil L Gildersleeve, The Apologies of Justin Martyr to Which Is Appended the Epistle to Diognetus - with an Introduction and Notes, 2018, 18

 

[7] World Congress of Phenomenology, Anna-Teresa Tymieniecka, و World Institute for Advanced Phenomenological Research and Learning, Logos phenomenology and phenomenology of the logos: the logos of scientific interrogation: participating in nature-life-sharing in life (Dordrecht, the Netherlands: Springer, 2006), 412,.

[8] Tertullien Ernest Evans, Tertullian’s Treatise against Praxeas (London: S.P.C.K., 1948), 8.

[9] Tertullien Ernest Evans, Tertullian’s Treatise against Praxeas (London: S.P.C.K., 1948), 7.