2015/06/27

نظرة سوية فى المثلية الجنسية





-ما كُنت أظن إننى سأتطرق إلى هذا الموضوع يومٍ ما فى حياتى,خصوصاً إنه بعيد كُل البعد عن إهتماماتى أو دراستى,وما دفعنى للكتابة هو ليس لكى أوضح موقف الإنجيل أو المسيحية من هؤلاء,بل ما دفعنى لكى أكتُب هو[عدوانية عناوين ومضمون مقالات البعض],فبدل من الكرازة بالتوبة,أصبحت دعوتهم إلى"جهنم",وربما هذه الكرازة السيئة هيا أساس معظم العظات فى زمننا هذا...وتناسى هؤلاء الكِتِبةوالوعاظ إن هؤلاء فى أمس الحاجة إلى"حضن آبٍ"لا إلى"عصاه".

-لذا فدعونا نبداء نُكرز ,لا بأيات التحريم والقطع,بل لنُكرز بالآب الذى إحتضن إبنه حينما عاود,لذلك لنطرح السؤال الهام"هل الله يرفض المثليين؟".هذا هو أهم ما فى هذا الموضوع,فلسنا بصدد أن نُكرز لهم ب"وهم الجحيم",أو بإله يرفض الشذوذ والمثلية,بل  فى حاجة لمعرفة الجواب على هذا السؤال..

-وقبل الجواب دعونا نتفق إن وصف هؤلاء بـ"الشواذ"وصفٍ مُسى وجارح جداًو مُهين .فنحن فى حاجة ماسة لمصطلح أقل وطأٍ على مسامع هؤلاء وليكُن[الميول لنفس الجنس],ولنتذكر إن هؤلاء فى حاجة إلى معاملة حسنة لا إلى"سيفٍ يبترهم".

-لنعود إلى سؤالنا السابق"هل لله يرفض هؤلاء؟"حقيقة. الله لا يرفض احد ,فهو لا يرفض كل من هو[سفاح, اوزانى,او قاتل ,او قواد ,او داعرة ,او حتى الميال للجنس الاخر].فكل هؤلاء مرضى بالخطية[إن صح هذا القول],ونظرة الله للخاطئ هيا نظرة شفقة. وحب. وانتظار عودته وقبل هذا الانتظار على الله [وهو ما يقوم به]مساعدة هؤلاء ,لكى يتمكنوا من إتمام الشفاء.فالله لا يرفض أحد بل هو دائم الترحيب ,وهو نفسه من قال انه جاء لأجل المرض,لا من اجل الأصحاء وهكذا الكنيسة هيا بيت المرضى فكل من فيها مريض يلتمس الشفاء,


-بكُل أسفٍ فهناك من فى الكنيسة من أخذ دور "السياف والجلاد" وأخذ يُخرج أيات من الإنجيل تؤكد رفضه للشواذ,رغم إن الله لم يقول مرةٍ واحدة إنه يرفض الشواذ بل فالواقع  يرفض الشذوذ ذاته. كان من الأجدر على هؤلاء أن يستخدموا اسلوب أرق من ذلك,عليهم أن يتعلموا الابوة بصورة افضل من صورة "الاب السيد",وللاسف ما اكثرهم فى زماننا .رغم إننا لسنا فى حاجة إليهم,بل فى حاجة إلى"حضن الآب", على هؤلاء أن ينظروا الى" أيات ونصوص الانجيل "بشكل سوىٍ ,وبأكثر تدقيق,كبديل للإله الذى "سيجلدهم",و"سيفضحهم"لسبب مرضهم أو خطيتهم.وأهمس فى أذان هؤلاء مُستخدمى نصوص الإنجيل إن الله لن يجلد ولن يفضح أحدٍ.

-علينا أن نُكرز أولاً بـ"إنجيل التوبة",بالإله الذى يدعوا للتوبة,بالحق كانت هذه هيا دعوة المسيح(مرقس14:1-15)لماذا الإصرار على إخراج إله الكتاب المقدس من صورته الحقيقية؟لماذا الإصرار برسمه بـ"ملامح شيطانية",فمهما كانت الخطية ومهما كان المرض,فسيبقى الله كما هو"مُحب"وسيظل "مُحب",,لن يُشهر غضبه على المرضى و الخطاة,بل غضبه كله مُنصب على الخطية والمرض ذاته لا على من هم مصابين.

-ومرة أخرى اُعِيدُها الله يرفض"الشذوذ"وليس الشواذ.الله يرفض المرض ولكنه لا يرفض المريض,الله لا يُحب الخطية,ولكنه دائماً ما يُحب الخاطئ,هذا ما نجهله,وما لم نُكرز به,فعندما قال الله للذكور{لا تضاجع ذكر اً},فهيا وصية مثل وصية{لا تسرق},{لاتزن}.وماذا إن سِرق هؤلاء وضاعجوا الذكور؟هل يرفضهم الله؟هل يرفضهم بدون دعوة للتوبة؟.

-وحتى هؤلاء فى إستشهادهم بنص رومية فهموا ,إن الله [يُسلم الخاطئى] إلى أهواء الهوان,وهذا ما ليس فى الله,لذا لكى نفهم نص رومية فهم صحيح علينا أن نضع القرينه مقابله,وماأقصده هو ما فعله الرب مع فرعون حينما قال[أقسى قلب فرعون]فهل الرب حقاً يُقسى القلوب,ويُسلم إلى الاهوال وللهوان؟.فالله[مُنزه على تلك الافعال].

-فالله يُكرز أولاً بالتوبة,وهذا ما نراه فى[تحذيرات موسى لفرعون],وأخيراً يقول الرب[أقسى قلب فرعون]قاصداً  نعمة الله التى كانت تدعوه قد تركته,وأصبح قاسى القلب.وهذا نفس الأمر مع نص رومية,فالله يُكرز بالتوبة وترك الخطية,وإن لم يكُن هُناك إستجابة[!]فالله يتركهم بنعمته,فيخرج هؤلاء من دائرة الله ودعوته ونعمته,فيكون نصبيهم هو[الاهوال والهوان]هكذا نفهم نص رومية,

-فعند استخدام نص رومية لا بد لنا أن نكون على دراية ببقية النصوص,وعلى فهم لروح الله.بالأحرى علينا أن نُكرز بـ"الحُب"الذى يُتوب الخاطئ,ويُشفى المريض.لا بجلاد المُعتقليين.لندعوهم للعلاج من خلل فى الهرمون أو الجينات-لست أفهم فى الطب –وندعوهم بعد ذلك لـ"التوبة"عما سبق,وفى أثناء دعواتنا السابقة لا نلفُظِهُم من الكنيسة
,وأن نُصلى من أجلهم..

-على مُرتادى المنبر أن يفيقوا من سطوة "السيادة"ويتجنبوا توظيف أيات الإنجيل بعيداً عن المقصود والمضمون,وأن نبتعد عن العناوين التى تصطدم مع المريض ,ولنتجنب ألفاظ مثل[خطية بشعة,هؤلاء مُنحرفين,الله يرفض..ألخ]فلا يوجد فى الإنجيل تلك الألفاظ,ولا حتى فى عِلم الآباء ما يُسمى بـ[خطية بشعة],و[خطية غير بشعة].فمُصطلح [الكبائر والصغائر فىى الخطية]هو من مُصطح إختص به فقه الإسلام مُتفرداً عن غيره.

 -فبحسب إنجلينا فـ "الخطية"هيا خطية ,مهما كان حجمها..فلم أرى أبٍ شِرب ابنه السم .ووقف بجانب جثة ابنه واخذ ينتهره قائلا له ان[ الانجيل يحرم قتل النفس],و[الانجيل يرفض هذا],[ أظنك ستذهب الى الجحيم,]هذا هو هراء الاباء,فهم لم يتعلموا, ولا يملكوا اى مشاعر ابوة حقة,فالتصرف السليم هو أن يبكى الآب على ابنه ويحاول إسعافه بكل ما أُتىَ من قوة.. واى تصرف أخر غير ذلك فلا وصف له عندى سوى انه هو [الشاذ,وليس الاخر]...فإن كان هذا تصرف الاب ذو القلب البشرى فكم وكم يكون تصرف الله؟إن جاز ان نقول عليه يملك قلب غير محدود..


مينا فوزى