2023/04/28

انفجار الازمة الاوريجانية فى القرن الرابع (ج1)


انفجار الازمة الاوريجانية فى القرن الرابع (ج1)


-    وبحلول القرن الرابع شهدت الكنيسة حالة غير عادية من الرواج للأوريجانية،اذ كان أعلام الكنيسة مولعين به، وكان  ثاوفيلس من ضمن  هؤلاء،على عكس غالبية رهبان مصر،اذ كانوا مؤمنين بـ" التجسيد " (Anthropomorphism) ، واعتبرها ثاوفيلس بدعة فنقراء فى رسالته الفصحية ، انه يصفها بـ "الهرطقة الغبية" التى تؤمن بالتجسيم. [1]

-    ولم يُعجب الرهبان بذلك،يقول كاسيان عنهم "تلقوا هذه الرسالة بكل مرارة نفس"،  ووصل الامر الى الرفض التام لتلك الرسالة، واحتقارها، لقد كان ثاوفيلس عندهم بمثابة المهرطق المعادى للكتاب المقدس، ووصل الرفض الى تجنب تلك الرسالة  ولم يسمحوا بقرائتها او تكرارا قرائتها فى وسط الجماعة[2]

-    وكان هذا الموضوع على  رأس المناقشات، بين غالبية الرهبان-بسطاء المعرفة- وبين عدد قليل من الرهبان الرافضين لذلك، وكان ثاوفيلس من ضمنهم،يؤمن ان الله كائن غير جسمى لاشكل جسدى له، ووهكذا ينبغى ان نفكر فى الله  [3]

-    وكان ثاوفيلس يجاهر بذلك فلما علم الرهبان- الأغلبية البسطاء- بافكار ثاوفيلس بجانب وصول رسالته الفصحية للرهبان، ذهبوا  الى الاسكندرية-البطريركية- وجمعوا الشعب، وأثاروا الشغب، وكان العزم على قتل ثاوفيلس،ولكنه استطاع ان يهدىء من روعهم، متحدثاً بلغة جسمية ، الا انهم اختبروا ايمانه ،قائلين: ان كنت ارثوذكسي المعتقد فلماذا لاتحرم كتابات اوريجين-ال مصدر لهذه الاراء- فأخبرهم بنيته نحو ذلك،و انه مثلهم يلوم وينقد كتبه  [4]

لك ان تتخيل بطريرك يؤمن بان التجسيد بدعة، وبعد ثورة الرهبان

 يغير رأيه فمن أجل نجاته غير رأيه، وكان للسيف القول الفصل فى تلك المسألة، بل وفى موقف الكنيسة الجامعة نحو أوريجن ،وكان السبب الاول فى حلقة الصراع الاوريجانى فى القرن الرابع.

-    اما السبب الثانى هو الكاهن "ايسيذورس" وكان-غالبا- اوريجانى الفكر،مرسوم بيد ق.اثناسيوس، وعمره ( 80عام) اذ جائت له ارملة غنية، معطية أياه  ألف قطع ذهب، وأستحلفته ان ينفقهم على النساء الفقراء،واستحلفته الايخبر ثاوفيلس حتى لايستولى عليها وينفقها فى بناء الكنائس،لقد كان ثاوفيلس-الله يرحمه- حسب تعبير بيلاديوس "مولع مثل فرعون بالمبانى الحجرية التى لا تحتاجها الكنيسة[5]

-    وفعل "ايسيذورس" ذلك، وعلم "ثاوفيلس" بتلك الفعلة الشنيعة، فكيف لهذا الكاهن ان يتقى ربنا ويصرف الفلوس على الفقراء مش على بناء الكنايس، يقول بيلاديوس "لاشئ يحدث او يقال يخفى عن ثاوفيلس وذلك من خلال جواسيسه،ولن نسميهم الا جواسيس"[6]

-    تخيل بطريرك مشغل جواسيس J  ، هل يقدم ثاوفيلس الثناء على الكاهن لحسن تصرفه[ّ!] تؤء ،  وغضب ثاوفيلس ،  يقول بيلاديوس "  امتلئ   ثاوفيلس بالغضب، وبدى   على مظهره،ولكنه احتفظ بالهدوءه قليلا،مثل الكلب الذى يعض عندما لاتكون محترسا"[7]

-          وانتهت الحكاية لحد كد،ولكن ثاوفيلس -مكنش صافى من جوة- تجاه ايسيذورس, تقريبا كان بينام ويصحى بيفكر فالانتقام- المهم  بعد شهرين(sixty days يامؤمن-وخد بالك من سكستى دى J )، وصل ثاوفيلس لطريقة فى الانتقام، اذ جمع بعض من الكهنةـ وجاب ايسيذورس، وقاله من (18 سنة )جاتلى تهمة ضدك ـ بس  انا كنت مشغول شوية ونسيت،[8] التهمة دى كانت اللواط مع عيل صغير J

-    فسأله ايسيذورس هل صاحب هذه الدعوى جاهز الان للتحقيق؟"فقال ثاوفيلس"لا صاحب التهمة كان بحار ومظهرش من وقتها، التهمة مضحكة اوى تخيل راجل كركوب-كوهنة- عنده (80سنة) بيفكر فالهخخخه (سيكوسيكو) ومع مين مع عيل خنشورJ ،هو سن اليأس للرجالة بيبق امتى؟

-    ثاوفيلس حس انه اتحرق  قدام ايسذورس ،يقول بيلاديوس:- " لقد شعر ثاوفيلس بمذلة امام الحقيقة" ،وقالك هنأجل التحقيق ل"بعدين"، وراج ثاوفيلس بالرشوى جاب"عيل" بـ(25قطعة ذهب)،علشان يشهد زور،ولكن ام"الصبى"خدت الفلوس (عكس ثاوفيلس كانت بتخاف الله)  وخافت من(س وج)وراحت حكيت ل"ايسيذورس"[9]

-    وزى اى كائن ذكورى سلطوى ، طرد "ايسيذورس" بدون اى تحقيق او دفاع، وهنا شعر ثاوفيلس بالانتصار،اما "ايسيذورس" رجع الدير -جنب باقى الاخوة الاوريجانيين-وتفرغ معهم للصلاة،وهنا لم تكن النهاية بل مبتدأ الاوجاع.

يتبع

 



[1] John Cassian , Boniface Ramsey, John Cassian, the Conferences, Ancient Christian Writers (New York: Paulist Press, 1997).10

[2] Cassian   Ramsey. John Cassian, the Conferences.10

[3] Sozomen, The Ecclesiastical History of Sozomen: Comprising a History of the Church from A.D. 324 to A.D. 440, Bohn’s Libraries (London: Henry G. Bohn, 1855),8:11.

[4] Sozomen, The Ecclesiastical History of Sozomen.8:11

[5] Palladius, The Dialogue of Palladius Concerning the Life of Chrysostom, Herbert Moore, Translations of Christian Literature (London, New York: Society for Promoting Christian Knowledge ; Macmillan, 1921),6

[6]Palladius, The Dialogue of Palladius Concerning the Life of Chrysostom,7

[7] Palladius, The Dialogue of Palladius Concerning the Life of Chrysostom.7

[8] Palladius, The Dialogue of Palladius Concerning the Life of Chrysostom 7.

[9]Palladius, The Dialogue of Palladius Concerning the Life of Chrysostom,7