2015/04/04

الرد على شبهة.ان المسيح ليس هو غافر الخطايا



الرد على شبهة.ان المسيح ليس هو غافر الخطايا

مينا فوزى

-يقول المُشكك :ـ[إن السيد المسيح لم يغفر للمراة,بل هو أخبرها ان إيمانها أزال عنها خطيتها].
-وعلينا ان نقراء النص كامل قبل ان نقوم بالتعليق,الانجيل بحسب القديس لوقا(ص6):ـ
مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَقُولُ لَكَ: قَدْ غُفِرَتْ خَطَايَاهَا الْكَثِيرَةُ، لأَنَّهَا أَحَبَّتْ كَثِيرًا. وَالَّذِي يُغْفَرُ لَهُ قَلِيلٌ يُحِبُّ قَلِيلاً».47ثُمَّ قَالَ لَهَا: «مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ».48فَابْتَدَأَ الْمُتَّكِئُونَ مَعَهُ يَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ: «مَنْ هذَا الَّذِي يَغْفِرُ خَطَايَا أَيْضًا؟».49فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ، اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ».50
-وملخص الكلام إن امراة خاطئة جائت تقبل قد السيد المسيح,وهى باكية,وتدهنهم بالدموع وتمسح قدميه بشعر رأسها,والمسيح لم يمنعها لانه يعرف إنها بذلك تعترف بخطيتها,وهو يشاء ان الجميع يتبرر..والسيد المسيح يُدِهِش الجميع إذ يقول{مغفورة لك خطاياكى},ولم يقول [الله يغرف خطاياكى]او[الله يحلك من خطاياكى]كما يقول الاب الكاهن ..
-وحقيقة يعلمها الجميع إن الله هو الغافر الخطايا,وليس سواه,وهذا ما جاء فى سفر المزامير{ باركي يا نفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس.. الذي يغفر جميع ذنوبك }(مز10: 1، 3)وايات كثيرة تؤكد إن الله وحد فقط هو الغافر الخطايا,وهذا ما دفع المجتمعيين يقولون{ من هذا الذى يغفر الخطايا}سؤال يؤكد إندهاش وإستياء المجتمعون,فلابد من إنه هو الله او هو يُجدف على يهوة غافر الخطايا.ولو كان قصد االمسيح كما قال المُشكك فما الذى يدعو الجمع للإندهاش؟؟



-ويقول البابا شنودة:ـ
المغفرة هي من حق الله وحده، لأن الخطية هي موجهة أصلاً إليه. فهي كسر لوصاياه، وتعد على شرائعه، وتمرد على ملكوته. وهي أيضاً عدم محبة لله، وتفضيل للشر عليه، ونكران لجميلة. والخطية هي رفض لله. ونري هذا واضحاً في قول الرب " ربيت بنين ونشأتهم. أما هم فعصوا على.. تركوا الرب. استهانوا بقدوس إسرائيل" (اش1: 24) .

الاستنتاج:ـ مع أن الجميع يؤمنون أن هو وحده الذي يغفر الخطايا، قام المسيح بمغفرة الخطية للمفلوج وللمرأة الخاطئة وللص ولغيرهم. بمجرد أمره. ليس بصلاة يطلب فيها الحل من الله، كما يفعل الكهنة حالياً، إنما بالأمر " مغفورة لك خطاياك " ولم يقل " اذهب الرب يغفر لك ". وقال في صراحة أن له هذا السلطان أن يغفر الخطايا على الأرض. ولما قال اليهود إن المغفرة لله وحده، لم يعرضهم في هذا المبدأ، بل استبقي هذا الفهم، وأعلن سلطانه على المغفرة وأثبت سلطانه هذا بمعجزة أجراها أمامهم. وكأنه يقول لهم: أنا هو هذا الإله الذي له وحده سلطان المغفرة.
فالله هو من يغفر الذنوب,والمسيح هو من غفر خطايا المراة,إذا المسيح هو الله..

-فيتضح بطلان ما قاله المشكك,لان المسيح قالها صراحة{مغفورة لك خطاياكى بسبب إيمانك}فمن اين لشخص غير الله ان يعرف قوة ايمان شخص اخر؟؟
ويقول المشكك:ـ[اذا رجعنا الى قصتى الخاطئة والمفلوج فإنا سنرى وبوضوح ان المسيح ليس هو الذى غرف ذنبيهما,ففى قصة المراة لما شك الناس بالمسيح وكيف قالها مغفورة لك,وهو مجرد بش,أزال المسيح اللبس,واخبر المراة ان ايمانها بالله هو الذى خلصها ويجدر ان ننبه ان المسيح لم يدع انه هو الذى غفر ذنبها ,[ل اخبر ان ذنبها قد غُفر,والذى غفره بالطبع هو الله].
-وحقيقة إن ما يتدعيه المُشكك ينُم عن كمية من الكذب لا حدود لها,فإن طالبته بأن يُثِبت ما قاله من الانجيل فلن يجد نص يُسانده,بل كل ما قيل هو تحريف وتأويلل لنصوص الانجيل,فاولاً ليس فى النص ما يقول ان السيد المسيح قال ان الله هو من يغفر ولن نجد ان المسيح قال ان ايمانها بالله قد خلصها!!فمن اين اتيتم بتلك اللإدعائات؟؟

-ويتضح ان اليهود عندما تعجبوا من غفران المسيح فقالو{من هذا الذى يغفر الخطايا ايضاً؟؟}إن المسيح يعرف فكرهم إن الله هو من يغفر,ولم ينفى عن نفسه صفة الغفران ,[ل اعلن سلطانه أن يغفر الخطايا فنجده يقول:ـ
{لاِبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا}(مر2))لو5)


-ماذا قال؟؟قال إن ابن الانسان له سلطان ان يغفر الخطايا!!!ومعروف ان ابن الانسان هو السيد المسيح نفسه,فهل بعد هذا النص يثبُت إدعاء المُشكك او كل من يُنادى بفكره هذا؟؟ذلك النص وحده كافى ان يهدم الشبهة من الانسان
-ونص اخر يقول السيد الرب فى الانجيل بحسب القديس متى(8):ـ
1 فَدَخَلَ السَّفِينَةَ وَاجْتَازَ وَجَاءَ إِلَى مَدِينَتِهِ.
2 وَإِذَا مَفْلُوجٌ يُقَدِّمُونَهُ إِلَيْهِ مَطْرُوحًا عَلَى فِرَاشٍ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «ثِقْ يَا بُنَيَّ. مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ».
3 وَإِذَا قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ قَدْ قَالُوا فِي أَنْفُسِهِمْ: «هذَا يُجَدِّفُ!»
4 فَعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُمْ، فَقَالَ: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِالشَّرِّ فِي قُلُوبِكُمْ؟
5 أَيُّمَا أَيْسَرُ، أَنْ يُقَالَ: مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ، أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَامْشِ؟
6 وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا». حِينَئِذٍ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «قُمِ احْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ!»
7 فَقَامَ وَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ.
8 فَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعُ تَعَجَّبُوا وَمَجَّدُوا اللهَ الَّذِي أَعْطَى النَّاسَ سُلْطَانًا مِثْلَ هذَا.
وملخص الكلام:ـ انه جاء الناس برجل مفلوج ودلوه من السقف بسبب الزحام ,فوجد يسوع ايمانهم وقال جهاراً للمفلوج{مغفورة لك خطاياك}فالبعض قال انه يجدف لان الله وحده هو من يغفر الخطايا:ـ
} وَإِذَا قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ قَدْ قَالُوا فِي أَنْفُسِهِمْ: «هذَا يُجَدِّفُ!{

-فهنا الامر اكثر وضوحاً عن قصة المراة الخاطئة,ففى قصة المراة تعجبو وتسألوا فقط,أما هُنا فيوجون إتهام صريح له{انت تُجدف}وكان أمام المسيح امريين,يإما ينفى التجديف عن نفسه,أو يؤكد إتهامهم ولكن فى تلك الحالة فهو يؤكد "لاهوته"وليس تجديفه,لانه لم يسلب حق اخر فى الغفران بل هذا حقه هو..
-ويستمر المسيح قائلا :ـ
{ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا». حِينَئِذٍ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ}
-فهو يؤكد إنه(إبن الانسان)له سلطان ان يغفر الخطايا,ولم يكون هذا السلطان إلا للرب يهوة فقط؟؟فلم نجد غير يهوة هو المنوط له بالغفران,وإذا بالمسيح يأتى ويوؤكد ان له نفس سلطان يهوة,لانه هو يهوة الرب نفسه...
-ويقول المشكك:ـ[وقصة المفلوج لم يدع المسيح انه الذى يغفر الذنوب,فقد قال ثقى يا بنى مغفورة لك خطاياك,فاخبر بتحقق الغفران ,ولم يقل انه هو الغافر لها,ولما اخطاء اليهود ودار فى خلدهم انه يجدف وبخهم المسيح على الشر الذى فى افكارهم وصحح لهم الامر وشرح لهم ان هذا الغفران ليس من فعل نفسه بل هو من سلطان الله,ولكن الله اذن له بذلك,كسائ المعجزات والعجائب التى صنعها,وقد فهمو منه المراد وزال اللبس من صدورهم].
-ودعنى اُلخص ما قاله المُشكك:ـ
1-المسيح لم يدع انه الذى غفر..
2-اخطأ اليهود وظنو انه يجدف
3-شرح المسيح ان السلطان من الله
4-سمح الله بذلك كسائر المعجزات
وحقيقة لم اجد فى النص الموضوع فى الاعلى اى اثار لما قاله المشكك نهائياً,فكل ما قاله المشكك نجده"معكوس"او عكس النص الانجيلى!!فالمسيح قال انه هو الذى يغفر الذنوب والخطايا لنقراء:ـ
{لاِبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا}
-وماذا ظن اليهود؟وماذا قال المسيح؟اليهود ظنوا انه جعل نفسه مساو لله لذلك فاكثر من مرة حاولو رجمه,وساوى نفسه بالله بل قال انه هو الله نفسه,فحينما يقول{مغفورة لك خطاياك}فهو يجعل نفسه مساو لله ,فاليهود فهمو هذا انه هو الذى غفر فقالو{هذا يجدف}ولماذا يُجدف وما هو وجه التجديف غير إن المسيح أخذ سلطان الله نفسه من ناحية الغفران؟؟فاليهود قالوا:ـ


{مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟}


-انه سؤال جميل وجواب اجمل حيث قيل{لا يغفر الخطايا الا الله وحده}وهذا ما قاله المشكك,فهل قال المسيح انى لست الله؟او قال ان الله هو من غفر خطايا المفلوج؟حسب النص الانجيلى لا تجد,ولكن حسب هوى المُشكك تجد هذا واكثر من ذلك..
-بل نجد المسيح يوب اليهود على قولهم ان يجدف فقال:ـ
{لماذا تقولون هذا فى نفسكم؟لماذا تظنون انى اجدف؟}
-ولم نجده يعترض على فهمهم ان الله هو من يغفر الخطايا ولم ينفى عن نفسه الغفران,بل هو اعترض فقط على فكرهم الشرير فقط قائلا:ـ
{لاِبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا}
(مت9,مر2,لو5)

-وبعد ما قدمت اتعجب من تمسكهم وكذبهم بإن المسيح قال ان الله هو من يغفر وليس انا. ونجده يتعدى على حُرمة الكتاب المقدس ويقول:ـ
[ان هذا السلطان الذي أعطاه إياه الله عز وجل سوف يزول في يوم الدينونة ولن يكون موجوداً بعد ذلك]ويستشهد بنص (1كو24:15).
وللاسف فهم هذا النص مثل فهمه لغيره من النصوص,فلنقراء النص:ـ-
{وَبَعْدَ ذَلِكَ النِّهَايَةُ مَتَى سَلَّمَ الْمُلْكَ لِلَّهِ الآبِ مَتَى أَبْطَلَ كُلَّ رِيَاسَةٍ وَكُلَّ سُلْطَانٍ وَكُلَّ قُوَّة}
فالنص يتكلم ان بعد ان يقوم الراقدون فى النهاية يبداء زمن العدل,ففى
المجىء الثانى يقوم الراقدون فاى سلطان واى رئاسة لابليس؟فتسليم
الرئاسة للاب معناها ان كل شىء قد اتمه ,حيث اتم المسيح المطلوب منه اى الفداء وسلمة للاب..ومن الخطأ الفادح الذى وقع فيه المشكك انه ظن ان المسيح لم يملك مع الاب.وهذا عكس ما قاله الانجيل على فم المسيح..

-يقول المشكم:ـ[ان سلطان غفران الخطايا دفع ايضاً الى غير المسيح كما جاء فى الكتاب المقدس ,لإقد دُفع الى التلاميذ,لإلو غفر بطرس او البابا لإنسان خطاياه غُفرا خطيته من غير ان يقتضى ضلك الالوهية]
-وبكل أسف هو هنا ايضاً يكذب!!فلم نجد فى تاريخ المسيحية منذ بدايتها حتى يومنا هذا إلى مجئ المسيح وانقضاء الدهر ,لم ولن نجد إن بطرس والبابا غفر خطايا شخص!!!.نعم البابا لم يغفر والكاهن لم يغفر فليس لهم أى سلطان ,لان هذا الامر يخِضع لله فقط وليس لغير,فكل ما يفعله البابا او الكاهن هو ان يقول[ربنا يحِلِلك]أى الرب يغفر له,ولم نجده يقول [مغفورة لك خطاياك]
- يُشير المُشكك الي النص القائل:ـ
{ مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ }
-يتضح للوهلة الإولى ان التلاميذ لهم سلطان الغفران ولكن دعنا نقراء النص كاملاً:ـ
{وَلَمَّا قَالَ هَذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: «اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ}
-اولاً وقبل ان اشرح النص اسأل من الذى اعطى التلاميذ هذا السلطان؟؟اليس المسيح؟فإن كان هو من أعطى فهو له السلطان,فلا مجال امام المشكك سوى الاعتراف بان المسيح هو من يعطى السلطان وهو من يغفر الخطايا..
-وبالعودة للنص نجد المسيح قال شئ هام:ـ{اقبلو الروح القدوس},وقبل اعطائهم الروح القدوس {نفخ فيهم}فالذى يغفر هو الله,وهنا الحديث عن الروح القدوس,فقبولهم للروح القدوس هو السبب وراء(تحليلهم),والتاريخ خير شاهد لفهم النص الانجيلى,فعلى مادر تاريخ المسيحية نجد ان جميع التلاميذ وخلفائهم واى من له صفة كهنوتية يقول فقط[الرب يغفر لك],,لم نجد شخص غفر خطايا شخص اخر ..
فيقول القديس كبريانوس:ـ
[اعطى سلطان غفران الخطايا للرسل وللكنائس ..بواسطة المسيح][1].
فيقولالقديس أمبروسيوس
انظروا أن الخطايا تغفر بالروح القدس، أما البشر فيستخدمون خدمتهم لغفران الخطايا، إنهم لا يمارسون حقًا خاصًا بسلطانٍ من ذواتهم. إذ هم لا يغفرون الخطايا باسمهم بل باسم الآب والابن والروح القدس. يسألون اللاهوت أن يهب؛ فالخدمة من جانب الإنسان والعطية من سلطان العليّ[2]
يقول القديس أمبروسيوس
عمل الكاهن هو عطية الروح القدس، وحقه أن يغفر الخطية (بالروح القدس) وأن يمسكه.[3]
-ونعود لكلام المُشكك يقول:ـ[ انها هبه م الله!اى معطاه من قبل الله]فهو يقول ان هبة الغفران هيا هبة تُعطى من الله,وقد اُعطيت للمسيح-وهذا لم نجده فى الكتاب المقدس-ولكن حسب كلامه وقوله هذا فهو يُثبت ان المسيح هو الله,لانه قد اعطى تلك الهبة للتلاميذ-حسب مفهومه-وهذا ما ليس حق كما اوضحت اقوال الاباء سالفاً,فشكراً للمشكك لانه فيما هو يريد ان ينفى اللاهوت عن المسيح,قد اثبته,
-اما بخصوص قول المشكك وحديثه عن [صكوك الغفران]:ـفنقول إن لا يوجد مسيحى يؤمن بما يُعرف ب[صكوك الغفران]و حتى الكنيسة الكاثولكية ترفض هذا الامر ,ويوضح الاب يؤانس لحظى هذا اللبس عند البعض فيقول:ـ
[الغفران يتم عن طريق التوبة وممارسة سر الاعتراف، التي يعبر عنها بطريقة خارجية؛ ][4].وانا هُنا اُلزم المُشكك بنصوص الانجيل وليس بممارسات الافراد,لان ممارسات الافراد ليس بحجة ولا بمرجع..
-فالكاهن ورئيس الكهنة كما هو وارد فى الانجيل تحت الخطية ويطلب الغفران منها,فليس ببشر معصوم لنقراء:ـ
لأَنَّ كُلَّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ مَأْخُوذٍ مِنَ النَّاسِ يُقَامُ لأَجْلِ النَّاسِ فِي مَا لِلَّهِ، لِكَيْ يُقَدِّمَ قَرَابِينَ وَذَبَائِحَ عَنِ الْخَطَايَا،2قَادِراً أَنْ يَتَرَفَّقَ بِالْجُهَّالِ وَالضَّالِّينَ، إِذْ هُوَ أَيْضاً مُحَاطٌ بِالضُّعْفِ.3وَلِهَذَا الضُّعْفِ يَلْتَزِمُ أَنَّهُ كَمَا يُقَدِّمُ عَنِ الْخَطَايَا لأَجْلِ الشَّعْبِ هَكَذَا أَيْضاً لأَجْلِ نَفْسِهِ.4وَلاَ



-واخيراً نقول لكل من يُشكك فى كلمة الله ما قاله بطرس الرسول:ـ
{فيها أشياء عثرة الفهم يحرفها غير العلماء لهلاك أنفسهم كباقى الكتب}
(بطرس الثانية 3: 15 -16)فأحزروا من فهمكم الخاطئ وتحريفكم لكلمة الله فتضعون لأنفسكم مفاهيم مؤدية للهلاك,فى يوم لا ينفع فيه أحد غيره,ونختم ونقول:ـ[لا يغفر الخطايا إلا الله,والمسيح غفر الخطايا,إذاً المسيح هو الله الذى غِفر الخطايا]و[هذا السطان خاص بالله ولا يعطى لأى شخص مهما كانت مرتبته فى الكنيسة,والاب الكاهن لا يغفر الخطايا بل من يغفر هو الروح القدوس الذى قبله الكاهن فقط]
[1]Firmilian to Cyprian: Letter 75: 16 (on 256 A.D.)اوردة القمص تادرس يعقوب فى تفسير انجيل يوحنا ج2 ص1262و1263
[2]القمص تادرس يعقوب فى تفسير انجيل يوحنا ج2 ص1263
[3] المرجع السابق
[4]مقال بعنوان"ما هي الاختلافات ما بين الأرثوذكسية والكاثوليكية؟ 4- صكوك الغفران"

الخلفية اليهودية لأقوال السيد المسيح تُثبت لاهوته



الخلفية اليهودية لأقوال السيد المسيح تُثبت لاهوته
مينا فوزى.


- أهمية الخلفية التاريخية للنص هي حقيقةٍ جلِيَّةٍ تظهَر أمام الباحِث فى طِيات الكُتب المُقدَّسة,فلابد لنا أن نُدرك الخلفية التاريخية والحضارية لهذا النص,أو البيئة التى قِيل فيها تِلك الجُمِل,فإذا ادرك الباحث كُل من الخلفية الحضارية بجانب الخلفية التاريخية,لقدِرَ أن يفهمَ أسفار الكتاب المقدَّس بشكل أكثِر وضوحاً دون عناء .

-ما أن تتبعنا الخلفية والبيئة لأقوال السيد المسيح وبالأخِص في الإنجيل بحسب القديس يوحنا والأصحاح الثامن,فاكتشفنا كِنز مسيانى جميل نابع من الخلفية اليهودية,وما أن توصلنا إلى خلفية اليهود فإذا بنا نقف على أعتاب دليل جميل وقوى يُثبت ويُؤكد لاهوت السيد المسيح.


-كان هذا البحث دليل قوي ودامغ يؤكد إن السيد المسيح لم يقُل أيَّ كلمة دون فائدة,وكذلك تلميذه يوحنا الحبيب الذي يُسجل لنا وينفرد بتلك الأقوال,فلابد أن للمسيح غَرِض,ولابد أن لقديس يوحنا هَدف,ومن تِلك النقطة أنطلقنا في كتابة هذا البحث حتى إنتهينا إلى حقيقة هامة شرحناها في السطور القادمة,أتمنى أن المنفعة من هذا البحث والصلاة من أجل الخدمة.


-قبل أن أبدأ في شرح هدف البحث لابد لنا أن نتعرف على بعض النقاط الهامة التي تُساعد في فهم المدلول الصريح والحضارى لما يقوله السيد المسيح في الإنجيل بحسب القديس يوحنا.

-من تلك النقاط التي نود الإشارة إليها هي أن مُستهَل الحديث إِذ كان عيد اليهود عيد المظال قريبًا(يو2:7),فطلب اخوته[1] أن يذهب الى اليهودية(اورشليم).

-ومن النقط الأخرى الهامة التي نود أن نذكُرها أن الحديث يبدأ وقت قُرب عيد المظال,فيطلب أُخوة الرب منه أن يذهب إلى اليهودية (أورشليم),ولكن الرب لا يوافقهم في هذا الطلب فيقول:ـ[اصعدوا أنتم إلى هذا العيد. أنا لست أصعد بعد إلى هذا العيد، لأن وقتي لم يكمل بعد](يو8:7)[2],ولما أنتصف العيد صعد يسوع إلى الهيكل(يو14:7),وإذ أيام العيد تمضىِ وتصل الأحَداث إلى اليوم الأخير العظيم في العيد ,وإذ بنا نجد أن يسوع يًنادي قائلا:ـ[إن عطش أحد فليقبل إلي ويشرب](يو37:7).

- ويوضح الأب متى المسكين أنَّ كلمة "بعد" معناها واضح وهو(أنا لا أصعد الآن) وهذا توضحه بقيَّة الرواية هكذا:(فلما صعدوا صعد هو أيضًا),فعدم صعوده,لم يُقصَدْ منه النفي الكامل للصعود بل النفي للظرف الزماني الآن وبصحبتهم .لأنه صَعَدَ بعد ذلك.بمفردِهِ,.وبالرغم من ورود الكلمتين مترادفتين(صعدوا...وصعد أيضًا)إلَّا أنَّ الزمن بينهما كبيرًا .[3].

- ولكي نقدر أن نفهم الخلفية التاريخية والحضارية اليهودية لقول المسيح علينا أن نتعرف على بعض المعلومات حول عيد المظال ويُرجَّح بحسب الفكر اليهودي أن عيد المِظال هو تذكار لأول مِظلة بناها إبراهيم أبو الآباء لضيوفه الثلاث[4],ويرى البعض الأخِر أن هذا العيد ذكرى أمانة الله مع شعبه عندما كانوا يعيشون في خيام وسقائف في البرية[5].

-ولبناء المِظلات كان يتم إستخدام عدة أغصان أشار عليهم الرب بهم[وتأخذون لأنفسكم في اليوم الأول ثمر أشجار بهجة وسعف النخل وأغصان أشجار غبياء وصفصاف الوادى](لا40:23).

-ويُمكن ان نقول إن هذا العيد يقتِصر على الرجال,فلم يُطلب من النساء والأطفال أن يعيشوا تحت المظال[6],ويستغرق ثمانية ايام .

-سبعة ايام العيد واليوم الثامن وهو اليوم العظيم-تبدأ من الخامس عشر من شهر "ايثانيم"[7],اى بعد عيد الكفارة بأربعة ايام.ويقول القمص انطونيوس فكرى إن استمرار العيد 8 أيام يشير إلى الحياة المُقامَة في المسيح أي الحياة الأخرى، هو عيد الفرح والإنطلاق نحو السماويات[8],وفي هذه الأيام السبعة تُقدم الذبائح التي تبدأ في اليوم
الأول بذبيحة محرقة مكوَّنة من 13 ثورٍ وكبشين و14 خروفاً حوْلياً، وتَيْسًا واحدًا من المعز ذبيحة خطية، فضلاً عن المحرقة الدائمة وتقدمتها وسكيبها. ويتناقص عدد الثيران المقدمة كذبيحة محرقة واحداً كل يوم إلى أن تصير في اليوم السابع سبعة ثيران، مع بقاء باقي الذبائح كما هي. وبعد إنتهاء الأيام السبعة للإحتفال بعيد المظال، هناك يوم ثامن متميِّز[9].


- ومن الجدير بالذكر أن عدد الذبائح التي تقدَّم في هذا العيد أكثر منها في أي عيد آخر، إذْ كان يبلغ عدد التقدمات أكثر من 180 ذبيحة خلال الأيام السبعة (عد12:29-40),فبقدر ما يزداد الفرح تُعلَن الذبيحة بصورة –أكثر- لأن فرحنا إنَّما ينبع من مصالحتنا مع الله خلال ذبيحته,وسروره بنا . من خلالها! بمعنى آخر كلما اكتشفنا قوة الذبيحة إنَّما ننعم بالفرح السماوي![10],راجع ايضاً سفر العدد ص29ع12-38.

-ويُمكننا أنْ نُلاحظ أنَّ الذبائح تبدأ ب13وهو رقم الخطية وتنتهى ب7وهو رقم الكمال.وكثرة عدد الذبائح تشير إلى أنَّ الفرح الحقيقى ينبع من عمل الذبيحة الحقيقية المسيح. بمعنى آخر كلما إكتشفنا قوَّة الذبيحة ننعم بالفرح السماوي. وهذه الذبائح تشير للمسيح الذي نقل كنيسته من حالة الخطية (13) إلى حالة الكمال (7)[11],ونُلاحظ أنَّ هذا الكم الهائل من الذبائح [12]والتقدمات,يُلازمه التقدمات الشخصية من النذور والتقدمات والسكائب والذبائح التي يقوم بها الإنسان بإرادته الشخصية.

- وبعد تلك المقدمة عن "عيد المِظَال"نعود إلى آخر يوم في ذلك العيد-أو اليوم التالي للعيد-أي اليوم الثامن,واذ بنا نجد المسيح يقول:ـ[إن عطش أحد فليقبل إليَّ ويشرب](يو37:7)..فما الذي جَعَلَ المسيح يقول تلك الكلمات؟وكيف يُمكن للعقلية اليهودية أن تفهم تلك الكلمات؟وما هو قصد يسوع المسيح من هذا؟وما سبب أن هذا الحدَث ورد في الإنجيل بحسب القديس يوحنا فقط؟ودَعْنا نبدأ ونقول أنَّ الإنجيل بحسب القديس يوحنا هو إنجيل ذو خلفية حضارية عبريَّة وهذا ما اكده العالم"بورنيBorney"والعالم"توريC.C.torrey"[13],فضلاً عن كون التلميذ نفسه شخص يهودى.

- ومن هذا المُنطلَق دَعْنا نبحث في أساريرِ كُتب الفكر اليهودى,ونُفتِّش في خلفيات تلك الكلمات التي أوردها القديس يوحنا عن لسان المسيح.فإن كان المسيح قال :ـ[إن عطش أحد فليقبل إليَّ ويشرب](يو37:7)وإذا نظرنا بتدقيق في تلك الأية سنجد القديس يوحنا يقول"وفى اليوم الأخير العظيم من العيد"[14]وهُنا أجد نفسي مُلزَماً أن اتساءَل"ما غرض القديس يوحنا من أنْ يوضِّح أنَّ هذا تم في اليوم الأخير؟هل كان هذا سهواً أم الراوي له قصْد؟؟ولكي نُجيب على هذا السؤال دعنا نتعرف على بعض ما كان يحدث في هذا اليوم من العيد.

- فمن ضمن طقوس هذا اليوم على عَكْسِ بقيَّة الأيام السابقة,ففي هذا اليوم كان اعْتِكَافٌ,إذ نقرأ في سفر العدد(35:29)[ فِي اليَوْمِ الثَّامِنِ يَكُونُ لكُمُ اعْتِكَافٌ. عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لا تَعْمَلُوا ],ولكن في أيام العيد السابقة لهذا اليوم كان يتم عدة أمور هي مِفتاح فَهْمِنا لقول يوحنا "اليوم الأخير"وأيضًا قول المسيح"إنْ عطش أحد فليُقبل إليَّ".

- فكان الكهنة[15],يمشون في موكب عظيم إلى بركة سلوام ويملأون جرة ماء من بركة سلوام[17] ,حيث يغترف الكاهن من البركة ثلاث مرات,[18]ثم يمشون من بركة سلوام الى الهيكل,ويسكبون المياه على قاعدة المذبح...وكان اليهود يحتفلون به باستخدام أوانٍ تذكارية كانوا يأخذونها معهم لبيوتهم[19].وكان يتم قراءة جزء من الكتاب المقدس(زكريا14)وهو يُفسِر بالإرتباط مع(حزقيال47),وبالنظر إلى تِلك الإصحاحات نجدها تُعلِّم أن أنهار الحياة ستفيض من الهيكل جالبة معها الحياة للأرض كلها,هذا الطقس المائى المقصود به توفير المياه من الأمطار[20].

- والجرَّةِ التي كان يتم ملئها من بركة سلوام هي جرَّةٍ مصنوعةٍ من الذهب,وكان يتم صبَّها على مذبح النحاس وقت الذبيحة في الصباح,وتجرى المياة من مجرى خاص –هذا المجرى كان من الفضة-وهذا المجرى يَصُب في وادى قدرون[21].

- ولنا وقفة صغيرة عن هذا الإسم"بركة سلوام",فهي نفس القريبة من اورشليم التى يُقال عليها شيلوه,שִׁילוה- شيلوه" ومعناها " الذي له"، أي الذي سيكون له الصولجان وخضوع شعوب كقول النبوّة[22],تنساب منها المياه في هدوء وتعتمد عليها المدينة[23].

- ويقول القمص عبد المسيح بسيط[وجاء في التلمود البابليّ (Sanhedrin 98b)؛ قال Johanan " لقد خُلِقَ العالم لأجل المسيَّا، فما هو اسم المسيَّا؟ تقوم مدرسة الرابّي شيلا (Rabbi Shila) اسمه شيلوه لأنه مكتوب " حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ" ][24]

- فإن شيلوه يساوى358وهو نفس العدد الذى يأخذه المسيح حسب الأرقام ,ويقول الراباي"جوتليب كلاين" أن الحية بالعبرية تساوى 358,فنحن لا نجد أيَّ مُشكلة فنفس الراباي قال إنَّ المسيح الذي هو شيلوه سيأتي خصيصًا ليقضي على الحيَّة التي اسقطت الإنسان,ولنا عودة لتوضيح العلاقة بين المسيح والحيةللمزيد انظر[25]

[السهم الأحمر يُشير إلى طريق خروج المياه من المذبح بالقرب من سلوام إلى وادي هنوم]

- وفى اليوم الأخير-حيث وقف يسوع ونادى للعطاش أن يأتوا إليه,فكان في ذلك اليوم لا يقوم الكهنة بتلك الجولة إلى بركة سلوام,فلا يُستخدَم جرَّة الذهب ولا مجرى الفضة,فمظاهر الإحتفال تتوقف تماماً,ويكون المجتمع اليهودي في حالة سكون.

- وأثناء هذا السكون,وأثناء توقف إستخدام المياه وقف يسوع وصاح:ـ[إن عِطش أحد فليُقبل إِليَّ]فبحسب التقليد اليهودي السالف الذِكر فإنَّ الطقوس والصلوات التي تُقدَّم فوق مذبح المحرقة في الهيكل من جرَّة الماء ,تُمثِّل صلاة موسى (خروج17)والمذبح يُمِثِّل الصخرة التي بضربها على المذبح فتنشق ويخرج منها الماء الذي يفيض على المذبح[26].

- فالمسيح يقول لهم إنَّ توقُّف الكاهن من ملئ الجرة من البِركة التى تعتمدون عليها-كمدينة –فى شربكم وفى حياتكم العملية,فأنا هو"بركة سلوام"أنا "شِيلوه"-ولا فرق بين الكلمتيين -فتعالوا إليَّ في يوم"العطَش"حيث لا كاهن يُخرِج مياه لهم ,فأنا مياهكم الحقيقية.أنا من قال لكم[ايها العطاش جميعا هلموا إلى المياه] [Is.55.1][,فإن شربت ستعود إليَّ ظامئًاً.(انظر سيراخ29:24),فلا تعتمدوا على تلك الطقوس التي هي فى الأصل رموز إليَّ,بل إعتمِد عليَّ أنا..[27]

- وإذا نظرنا الى شخص آخر في الكتاب المقدس له نفس خلفية القديس يوحنا,ويُضيف إضافة هامة حول تلك النقطة وهو القديس بولس الرسول,صاحب الخلفية اليهودية, فهو عبرانى من العبرانيين(فى5:3) . فريسى ابن فريسى(اع6:23),ولما كان أباه فريسياً,أرسله مُبكراً وهو فى سن الثالثة عشرة لدراسة الناموس والتوراة في أورشليم على يدى رابونيها[28].فبولس ذلك اليهودى المتنصر يقول أنسباه-اليهود-انهم جميعاً [شربوا شراباً روحياً واحد,فقد كانوا يشربون من صخرة واحدة روحية تتبعتهم,وهذه الصخرة هى المسيح](1كو4:10),وعند اليهود فكرة أن الله هو الصخرة أمر مألوف,(مز31:18)[من هو الصخرة سوى إلهنا][29].

- وكان اليهود في هذا العيد يقرأون فصلاً من سفر الخروج[هَا أَنَا أَقِفُ أَمَامَكَ هُنَاكَ عَلَى الصَّخْرَةِ فِي حُورِيبَ فَتَضْرِبُ الصَّخْرَةَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ](خر6:17)وكان يقرأون فصلا من سفر العدد[وَرَفَعَ مُوسَى يَدَهُ وَضَرَبَ الصَّخْرَةَ بِعَصَاهُ مَرَّتَيْنِ فَخَرَجَ مَاءٌ غَزِيرٌ فَشَرِبَتِ الجَمَاعَةُ وَمَوَاشِيهَا ](عد11:20),ويقرأون فصلاً من سفر التثنية[الذِي سَارَ بِكَ فِي القَفْرِ العَظِيمِ المَخُوفِ مَكَانِ حَيَّاتٍ مُحْرِقَةٍ وَعَقَارِبَ وَعَطَشٍ حَيْثُ ليْسَ مَاءٌ. الذِي أَخْرَجَ لكَ مَاءً مِنْ صَخْرَةِ الصَّوَّانِ ](تث15:8) ومن سفر المزامير[الْمُحَوِّلِ الصَّخْرَةَ إِلَى غُدْرَانِ مِيَاهٍ الصَّوَّانَ إِلَى يَنَابِيعِ مِيَاهٍ. ](مز114::8) [30].


- وإذا وجَّهْنا دَفَّتنا إلى الجِزء الآخِر الهَام في نِفس الإصحاح,إذ نجِد المسيح يقول:ـ[: أنا هو نور العالم](يو12:8),فماذا يَقصد المسيح بقوله هذا؟وما خلفيته حسب التقليد اليهودي؟؟.عِلمًا بأن قول المسيح هذا تَمَّ أيضًا في اليوم الأخير.

- بِحَسب الفكر اليهودى فهذا" اليوم العظيم"له كرامة السبت,ويُمَثِّل يوم الوِصول إلى أرض كِنعان.وكان من طقوس هذا العيد في الأيام السابقة لـ "اليوم العظيم"إنه يتم إنارة الشمعدان-المنارة- ذات الشُعِب الثمانى,حيث تبقى الشمعة الثامنة لتُنار فى هذا اليوم[31].


- وكان هذا الشمعدان ضخم جداً,ذو فروع كانت تُستخدم اربعة أسرِجِة تُملأ بالزيت,وكان يتم الصعود إليه بواسطة سُلَّم,وجاء في التلمود إن ارتفاعها خمسون ذراعاً.

[,فجاء في المشناهMishnah"لا توجد ساحة دار في أورشليم لا ينعكس عليها النور"].

- ويرى بعض الدارسيين إن هذا الشمعدان يُطفَأ بعد العيد,وقد وقف السيد هناك حيث طفأ النور الذى أبهر القادمين للعيد,وحلَّت الظلمة عوض النور,ليعلن عن الحاجة إلى النورالإلهى,إلى المسيَّا عبد الرب بكونه نوراً جاء إلى الأمم[32].

- ومن ضمن عَادات اليهود في العيد,أن يتم"إنارة الهيكل"وهذا الطقس ظهر في عصر المكابيين[33] .وذهب بعض الرابيين وتم نسبه هذا الطقس لما هو موجود في سفر الخروج من إضاءة السراج(خر31:25)[ وتصنع منارة من ذهب نقي.عمل الخراطة تصنع المنارة قاعدتها وساقها.تكون كاساتها وعجرها وازهارها منها],وتِلك المنارة لم تكن لمجرد الإضاءة فحسب، وإنما كانت جزءًا لا يتجزأ من الطقس التعبدي، لها مفاهيمها اللاهوتية الروحية. فالنور يذكِّرنا بالله الذي أوجده كأول أعمال خلقها ..كما أن السيد المسيح هو نور العالم........ ووجود السبعة أسرجة تُشير إلى عمل الروح القدس الناري، الذي يضيء في الكنيسة ويلهبها بنار الحب الإلهي، يعمل في حياتها السرائرية (خلال الأسرار السبعة) بل وفي كل عمل روحي تمتد إليه يد الكنيسة لكي يعيش المؤمنون في استنارة دائمة.[34]

- وهُناك تفسير لبعض الرابيين حول طقس المنارة ذات الاطراف الأربعة,فيقولون إنها تذكرة ل"الشكيناه"[35]وهو طقس يُعبر عن تشوق رجوع "الشكيناه" مرة اخرى وكان الطقس العام هو الترنم بالأناشيد الدينية من مزامير داود,وتلك الطقوس كانت تبدأ من الليلة الثانية حتى الليلة الاخيرة .


- ويِكمِّل القمص تادرس يعقوب قائلا:ـ(تسلَمت الكنيسة عن التقليد اليهودي - التوراة والكتابات وطقوس العبادة - مفاهيم روحية للنور، واستخدمت كنيسة الرسل الأنوار أثناء العبادة، فلا يمكن لسفر أعمال الرسل (20: 8) أن يروي لنا عن وجود مصابيح كثيرة أثناء إقامة الإفخارستيا في ترواس بلا معنى، فلو إنها لمجرد الإضاءة، لكان هذا الأمر طبيعيًا لا حاجة لذكره، لكن الكنيسة المسيحية منذ بدء انطلاقها رأت في الإضاءة طقسًا روحيًا يمس حياة العابدين. وقد سلكت الكنيسة بهذا الروح، فنجد الشاعر الأسبانيPrudentiusفي القرن الرابع يتحدث عن السراج المنير داخل الكنيسة ,وقد إنعكست أضواؤها على زجاج الكنيسة النقي وكأنها السموات قد تلألأت بالنور. وفي نفس القرن قدَّم الأب بولينوس أسقف نولا شهادة مشابهة عن استخدام الأنوار أثناء العبادة.[36]


-وتحولت تلك الطقوس إلى البيوت فأصبح في يومنا هذا في كل بيت هناك سراج,كان يُضاء في أيام العيد,


- وكانت العادة في نهاية اليوم الأول من العيد أنْ يِنِزل الكهنة إلى الساحة وينصبون أربع منارات ضخمة كل واحدة منها لها أربعة أفرع وفي نهاية كل فرع سراج يضاء بالزيت[37].وهناك إجماع بين المُفسرين القدامى والمُحدثين على أن ضوء هذا السراج كِفيل ل أن يًضئ ضواحى أورشليم بأكملها,إذ نقرأ في المشناة [إنه لا توجد ساحة فى أورشليم وضواحيها لا تضاء بالنور الصادر من المنارات الأربعة][38].

- فقول المسيح"أنا هو نور العالم",فيه إشارة واضحة وصارخة للاهوت السيد المسيح-حسب الفِكر اليهودى العام-إذ نجد أن الإسرائلييون يقولون على "يهوة"الرب إنه نور العالم ,فنقرأ("قال الإسرائيليون لله يا رب المسكونة، أنت أمرت أن توقد أسرجة لك، أنت هو نور العالم. وبك يسكن النور)[39].

- وهناك حَداثة فى الأدب اليهودى اذ يظنون أن تعبير"نور العالم"يرمز إلى اسرائيل أو أورشليم,او الأباء,ولكن كان في هذا التعبير شئ من الغموض,فكانت لديهم الحيرة في هذا الأمر,ولعل يتبادر إلى ذِهننا السؤال الهام في تلك النقطة وهو(مَنْ كان نور العالم قبل وجود إسرائيل وأورشليم),فلا مجال إذًا للقول بأن هذا التعبير يختص بشخص غير الله[40].

- لعل السؤال السابق ذِكره كان يِشغل فكر اليهود قديمًا وحديثًا,فتسيُّد فكرة أن هذا التعبير يُشِير إلىِ شئ أعظِم من أورشليم او إسرائيل,فهو يُشير إلى أهمية عًظِمىِ[41].. فيستجيل أن ينطبق هذا القول إلا على الله وحده[42]

- ويقول الأب متى المسكين ـ[حينما يعُلن المسيح أنه نور العالم فهذا تعبير عن روح رسالته وفعلها إنه(الكشَّاف والمُعلن عن الله في العالم المظلِم),إنه إعلان عن تحقيق كل مواعيد الله السابقة متركزة فيه شخصيًا,كما إنه دعوة عامة لليهود والعالم كله أن ينتبه إلى هذا الشروق الإلهى,إنَّها دعوة موازية لدعوته السابقة في الاصحاح السابع(إن عطش أحد فليقبل إليَّ ويشرب)[43].

- ويُعاوِد اليهود في موضع آخر يدَّعون أنَّ النور المقصود به كما جاء في العهد القديم..بأنه هو "الناموس"لأن الناموس يوضِّح السلوك في الحياة كالنور في الظلمة"ولعلنا نعود فنكرر سؤالنا فله أهمية في هذا المقام,فنقول مَنْ كان نور العالم قبل وجود الناموس؟أيام الآباء السابقيين لموسى مَنْ كان نور العالم؟؟,ويقول الأب متى:ـ[وهذا لم يغب عن الرب وفكره,فهو يصحِّح ويعلن نفسه إنه نور الحياة,والطريق,,أيضًا الباب,أن من يتبعه,لا تُدركه الظلمة ولا يُدركه الليل[44],أى إن هذا الناموس نور,فما بالكم بالله صاحب هذا الناموس نفسه؟؟فالله نور وكلمته مصباح يَعكس نور الله في نفس المسيحيّْ[45].

-وإذا ما نظرنا إلى حديث السيد المسيح,أثناء جِدال اليهود والإنشقاق الحادث فيما بينهم (يو40:7-44),فنجد إن هذا الصراع الجدليْ كان في ما بعد العيد أيْ في اليوم التاسع,وإذا ما رجعنا إلى العادات اليهودية فيتضح لنا الأمر بإنهم كانوا يُخرجون الكُتب المُقدسة من الصناديق الموضوعة فيها ويضعون مكانها مَشاعل مُنيرة إشارة إلى ما جاء في (ام23:6)" "لأن الوصية مصباح، والشريعة نور، وتوبيخات الأدب طريق الحياة". [46].

- لِعل القارئ يُصاب بالدهشة من جَرَّاء هذا الطقس,فكيف يكون الناموس والوصية مِصباح ويضعون مكانها مشاعِل؟؟فإن كانت الشريعة مصباح ونور العالم-حسب فكرهم-فما الحاجة لحلول سراج بدل منها؟؟ألا يؤكد لنا هذا التقليد أن الله هو فقط نور العالم؟,كما اكده الكثير من الرابيين؟[47].

- وفي طيَّات الكتاب المقدس إثبات لما قدمناه فنجد مُعلمنا بولس الرسول يقول:ـ[استيقظ أيُّها النائم و قم من الأموات فيضيء لك المسيح][اف14:5]ورُبما هذا تفسير لما قاله اشعياء[الشعب السالك في الظلمة ابصر نورا عظيما الجالسون في ارض ظلال الموت اشرق عليهم][9: 2]وهذا ما قاله يوحنا الحبيب في سفر الرؤيا اذ يقول على لسان المسيح:ـ[انا يسوع ارسلت ملاكي لاشهد لكم بهذه الأمور عن الكنائس أنا اصل و ذرية داود كوكب الصبح المنير][22:16]...



أيها النور الحقيقي، الذي يضئ، لكل إنسان، آتٍ إلى العالم.

أتيت إلى العالم، بمحبتك للبشر، وكل الخليقة، تهللت بمجيئك.

خلَّصت آدم، من الغواية، وعتقت حواء، من طلقات الموت.

أعطيتنا، روح النبوة، نسبحك ونباركك، مع ملائكتك.

عندما يدخل، وقت باكر إلينا، أيها المسيح إلهنا، النور الحقيقي.

فلتشرق فينا، حواس النور، ولا تغطينا، ظلمة الآلام.

لكي نسبحك، عقلياً، مع داود، صارخين، نحوك قائلين.
لك كل مجد وبركة إلى الأبد أمين.
ذكصولوجية باكر....



إلى هُنا أعاننا الرب
مينا فوزى
_____________________________

[1] ويقول الكتاب المقدس في الإنجيل بحسب متى أن إخوته هُم يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا (مت55:13) وإخوته بمعنى الأقارب وكان هؤلاء الأربعة هم أولاد خالة السيد المسيح.

[2] وكلمة" بعد "شكك البعض فى اصالتها لغرض تكذيب المسيح,ولكنها توجد في أقدم المخطوطات مثل"خابوريوس"وهي تعود إلى عام,165وبرديَّة66المرجح عودتها إلى القرن الثانى ولكن فليب كومفورت وبارت ايرمان بتحقيق من العالم هانجز مؤسس معهد فينا يرجح انها تعود إلى زمن بردية52 وبردية ايرتون أي أقدم من سنة150م أو قبل ذلك,وغيرها من المخطوطات ,للمزيد يمكنك الرجوع إلى كتاب"اصعدوا أنتم الى هذا العيد ص7"للأستاذ مينا صالح ,إصدارات فريق اللاهوت الدفاعي.
[3] تفسير الأب متى المسكين للإنجيل بحسب القديس يوحنا-الجزء الاول,ص481

[4] Numbers Rabbah14
[5] . كريج.س.كينر. الخلفية الحضارية للكتاب المقدس –العهد الجديد-الجزء الاول, ص248
[6] المرجع السابق
[7] هو الشهر السابع,فعند اليهود توجد سنتان,سنة مدنية تبداء من شهر إيثانيم,وسنة دينية تبداء من شهر أبيب,أنظر قاموس الكتاب المقدس ص506الطبعة الأولى1894.وبحسب دائرة المعارف الكتابية فقبل السبى لم يِرد ذكر سوى أربعة شهور فقط هم [ابيبن وزبو الثانى وايثانيم السابع وبول الثامن]انظر الجزء الرابع من دائرة المعارف الكتابية صفحة453-455.
[8]انظر القمص انطونيوس فهمي في تفسير سفر العدد

[9] انظر دراسة في الكتاب المقدس - مجلة مرقس - أعداد مايو ويونيه عام 2001. [10] انظر القمص تادرس يعقوب ملطى فى تفسير سفر العدد
[11]انظر القمص انطونيوس فهمي في تفسير سفر العدد
[12] في ضوء دراستنا في العهد القديم نستطيع أن نتعرف على معنى ذبيحة,فالسبب الرئيسى لتقديم ذبيحة هو التقديس,فاولاً تُفرّز الذبيحة,اى يتم انتقائها بدقة وتدقيق شديد بحيث أن تكون بلا عيب ,ثم يتم وقفها على الله وحده أي تكريسها وتخصيصها لغرض تقديمها لله القدوس الحي,ومن هنا تأتى صفة التكريس,تكريس الشخص او الشئ للرب,أو لأغراض مقدسة بمعنى إعطاء شئ أو شخص وضعاً مقدسًا,أي أن يجعله مُقدَّساً,والمعنى أن يكون الشخص أو الشئ مفرَزًا ليكون وقفا على الله وحدة,بمعنى استبعاده من حالة الاستخدام العادية أو الاستعمال الطبيعى......
عموماً ملخص معنى الذبيحة(كما جاء في القاموس اللاهوتي الألمانى لكتيل) الذبيحة هي استحداث وضع ,من خلاله يُمكن أن يُستعلَن الله نفسه بقصد تنظيم علاقة بينه وبين شعبه.فبواسطة نظام الذبائح-في العهد القديم-أراد الله أن يكون له علاقة وتعامل شخصى مع شعبه أنظر كتاب دراسة في الذبائح والتقدمات فى الكتاب المقدس-الكتاب الأول-تمهيد ومقدمة للاستاذ أيمن فايق44-45
[13] المدخل إلى شرح الإنجيل بحسب القديس يوحنا ص75.
[14] ويمثل حسب الفكر اليهودي أنَّه يوم الوصول إلى أرض كنعان
[15]
وهنا البعض يقول رئيس الكهنة هو من كان يُتمم هذا العمل.

[17]
المسيح فى الاعياد اليهودية ص22

[18]
لعل القارئ يرى أن ملئ الجرة على ثلاث مرات إشارة واضحة على بزوغ فكرة الثالوث فى الفكر اليهودى

[19]
كريج.س.كينر فى كتاب الخلفية الحضارية للكتاب المقدس-الجزء الأول ص249.

[20]المرجع السابق
[21] الأب متى المسكين تفسير الإنجيل بحسب القديس يوحنا –الجزء الأول ص494.
[22]
القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير,هل تنبأ الكتاب المقدس عن نبى أخر يأتى بعد المسيح؟,ص29

[23]
تفسير القمص انطونيوس فكري(اشعياء6:8), وشيلوه بمياهه الهادئة يشير لقوة الروح الوديع الهادئ مصدر التقديس وينبوع البر.

Jerusalem Talmud, Sanhedrin, filoi 24 ,[24]
http://www.difa3iat.com/12394.html[25]
[Theological Dict.of the n,t.,Vol.VIII,P.320[26]
[27]انظر مقال"من شربنى عاد إلى ظائماً"
[28] Neander,Aug.,General History of the Christian Religion and Church.Edinburgh.1847,vol.1.p80

[30] تفسير الاب متى المسكين للانجيل بحسب القديس يوحنا-الجزء الاول,ص501.
[31] تفسير إنجيل يوحنا,ص497.
[32] تفسير القمص تادرس يعقوب ملطى للانجيل بحسب القديس يوحنا –الجزء الاول,ص582
[33] المسيح فى الاعياد اليهودية ص223
[34] تفسير سفر الخروج الاصحاح25للقمص تادرس يعقوب ملطى
[35] والشكيناه اى مجد الله وحضوره,وهذا هو المسيا الذى كان يُلازم بنى إشرائيل فى طرقهم وحياتهم,ا"نظر مقالنا عن الشكيناه قريباً".
[36] المرجع السابق
Sukkah5:2[37]
[38] مصطلحات في التراث اليهودى-ج4,ص531
[39] Bamidbar Rabba
[40] المرجع السابق.
[41] . كريج.س.كينر. الخلفية الحضارية للكتاب المقدس –العهد الجديد-الجزء الاول, ص251
[42] تفسير الانجيل بحسب القديس يوحنا-الجزء الأول,ص520.
[43]المرجع السابق

[44] المرجع السابق ص523

[45] انظر(مز105:119)ويعلق العلامة أوريجانوس فيقول:ـ[ كان النور بالحق مخفيًا ومحتجبًا في ناموس موسى، لكن لما جاء يسوع، أشرق إذ رُفع البرقع وأعلنت في الحال وبالحق البركات التي قُدم ظلها في الحرف]. لسراج هو الشريعة بالنسبة للذين يسلكون في الظلمة قبل أن تشرق عليهم شمس البر (ملاخي 20:3)، ويقول القديس ديديموس الضرير:ـ[والنور الحقيقي ليس مصباحًا بل هو الشمس التي تضيء على الذين قد تناهي الليل بالنسبة لهم وتقارب النهار (رو12:13). في هذا النهار يمكننا أن نسلك بلياقة (رو13:13).]راجع تفسير القمص تادرس يعقوب لمزمور119
[46] تفسير القمص تادرس يعقوب ملطى للانجيل بحسب القديس يوحنا –الجزء الاول,ص582
[47] adam smith commerce