·
لقد كان
ق.اثناسيوس جميل فى كل شئ,فكان اول الغيثُ لاوريجانوس,فعجباً ان يُعادى الجُهلاء
اوريجانوس,وان يناصره الفهماء كأثناسيوس,ويُشاركنا سقرط المؤرخ استغرابنا اذ يقول:ـ "ان الفريق الذى له اذهان دارسة
,لم ينخدعوا[بالتهم المنسوبة لاوريجانوس] ولكن الأكثرية التى هى من الجهلاء[1],اذ
لهم التفوق فى العدد,فكانت لديهم الغيرة الملتهبة التى بلا معرفة"[2]
·
لقد كان
اثناسيوس من اسرة غنية,قادرة على تعليمه,فكان له معلم خاص يتعلم على يده فى
منزله,يصفه غريغوريوس النزينزى انه منذ شبابه كان يدرس الآداب والفلسفة,تلك التى
كان ماهراً فيها.[3]
ويتضح من كتابه ضد الاريوسيين انه درس كتابت هوميروس وافلاطون وارسطو.[4]
·
فنجد
اثناسيوس يعتمد على اوريجانوس فى مواجهة الاريوسيين, ويساوية بالاساقفة المجتمعين
فى المجمع,فيقول :"كما سمعنا ما قاله الاساقفة فى المجلس,هكذا نسمع مرة اخرى
من اوريجانوس محب العمل. [5]
ويسجل لنا سقراط المؤرخ ما قاله اثناسيوس عن العلامة اوريجانوس,وكيف اعاد له قيمته
المسلوبة ,اذ قال:ـ " ان اوريجانوس المبجل والمجتهد يؤكد بشهادته على
عقيدتنا.[6]
·
ويستشهد
اثناسيوس باوريجانوس مثله مثل باقى الاباء[ثيؤغناستوس,ديونسيوس السكندرى,ديونسيوس الرومانى],ولم
ينتقص منه او يتلفظ عنه بشئ, فقد ساواه باساقفة وبطاركة الكنيسة الجامعة,فقد تحدث
كل منهم عن تساوى الابن مع الاب فى الجوهر. [7]
·
فحُجة
اثناسيوس الرئيسية ضد الاريوسيين هى[انه قادر ان يتسلسل بفكرته عبر الاباء فى
مختلف الازمنة ليصل الى رسل المسيح,فيقدر اثبات الفكرة عكس الاريوسيين],لقد كان
الاباء -سالف الذكر- هُم سند اثناسيوس ضد الاريوسيين,وخاصة اوريجانوس,اذ كان
يستشهد به كثيراً فى كتابه"ضد الاريوسيين"وينسج كلامه بكلامه الخاص. [8]
·
لقد وجد
اثناسيوس فى ابائه السابقين,سد وحُجة,يقدر ان يستخدمها فى تحدى عظيم لهؤلاء
الهراطقة,اذ يقول فى تحدى: ". انظروا,نحن نقدر ان نثبت ان
هذا الرأى انتقل من اب الى الاخر,ولكن انتم ايها اليهود[الاريوسيين]المعاصرون,تلاميذ
قيافا,كم عدد الاباء الذين اعتمدتم عليهم فى تعين كلامكم؟فانتم بلاحكمة ولا فهم,
حتى ان الجميع يبغضكم,ماعدا ابليس,ليس لشئ سوى انه ابوكم,الذى بذر فيكم ثمار عدم
الايمان,والان يعمل فيكم لتشويه سمعة المجمع المسكونى..فكل مافيه مدون استلمناه
منذ البداية من شهود عيان وخدام للكلمة,لذا فايمان المجمع هو ايمان الكنيسة الجامعة.
" [9]
·
فمن
يُهاجم اورجانوس-عن جهل ودون ان يدرى فهو يقدم هجوم على اثناسيوس,فيقول سقراط
المؤرخ:ـ " فهؤلاء الذين نعتوه بخزى,فهم بالحقيقة يتغافلون عن عمد حقيقة ان هجومهم-سبهم-لاوريجانوس ينصب على اثناسيوس
الذى مدح اوريجانوس.[10]
·
فيقول
سقراط على مهاجمتهم اوريجانوس:ـ "ان هؤلاء الساعين للحط من قدره,لم يستطيعوا
ان يقدموا اتهام موثق برأى غير سليم بشأن الثالوث[ضد اوريجانوس]بل على العكس فقدموا
شهادة بارثوذكسيته. [11]
·
انهم
يشبهون ذلك اليائس عندما يناطح السحاب,فصدق
سقراط اذ وصفهم قائلا :ـ "ان تلك الشخصيات التى لاتملك قيمة ولا
وزن[لاهوتى]تفتقر التميز,وغالباً تسعى للتقليل[الحط] من اولئك الذين
يسبقونهم[يتفوقون]عليهم. [12]
[1] يصفهم سقراط ايضا بالرهبان البسطاء, اى بسطاء فى المعرفة الكتابية
والتفسير
[2] Scholasticus, The Ecclesiastical
History (Place of publication not identified: NuVision Publications, LLC,
2007), 6;7.
[3] Gregory, Charles Gordon Browne, و James
Edward Swallow, "Select Orations of Saint Gregory Nazianzen ...", Select
Library of Nicene and Post-Nicene Fathers of the Christian Church. 7
(1894): 21.
[4] Athanase, "St Athanasius’s Four
Orations against the Arians, and His Oration against the Gentiles. Translated
from the Original by Mr Samuel Parker. In Two Volumes. To Which the Translator
Has Prefixed Observations for the Better Application of St. Athanasius’s
Reasoning; Together with a Few Queries Recommended to Mr Whiston’s
Consideration, and a Confutation of His Impious Doctrines in a Table of
References from Mr Whiston’s Treatises to the Orations Aforesaid"
(Farmington Hills, Mich: Cengage Gale, 2009), 4;29.