2015/07/14

قراءه فى كتاب الإفخارستيا سر حيا

 


-فالآخر أياً كان,ليس غريباً عنى,بل هو فى حقيقة الأمر أنا,"الآخر هو 
أنا"...لذلك فنحن لنا مسئولية 
 تجاه الآخر,فما زال الله يسأل كل نفسٍ أين أخاك"أين هابيل أخوك"(تك9:4) ..إن علاقتنا 
 بالأخر ليس كما قال الفيلسوف الوجودى"سارتر"إن "الجحيم هو الآخر"بل فى المسيح أصبح"الآخر 
 هو حياتنا",,وكل شئ نصنعه له,يحسب كأننا نصنعه مع المسيح!لقد صدق أحد الفلاسفة(فى 
العصر الحديث)حين قال"لقد بحثت عن الله بمفرده فلم أجده,,بحثت عن نفسى فلم  أجددها,وبحثت عن أخى فلم أجده أيضاً,إلى أن وجدت"الآخر"فوجدت فيه الثلاثة
 معاً:الله,ونفسى,واخى.


[الدكتور مارك شنوده,الإفخارستيا سر حياة]

مُعلمين كُنا,ونحن تلاميذ


نحن لا نُخفى وجوهنا من اللهيب ولا نفزع ,لقد جعلنا وجهنا كالصوان وعرضناه للبصاق واللطم,لا لآننا شُجعان فالشجاعة قساوة على صورة ما,ولكن لآننا لم نعُد بعد نعيش على صعيد الناس,لقد جمدت عيوننا فى مآقيها فلم تعد تتحرك بالبكاء,على ما يكون ولا ترى رُعباً فيما يرون,لقد شخصت أبصارنا إلى المذبوح على الصليب,فثبتنا وجهنا إليه ولا نريد أن ننحصر حتى نبلغه..

-لم أجد سوى كلمات الآب متى المسكين وحياً لهذا المقال المُتعب,فكثيراً ما تِمُر خدمتنا بأوقات عصيبة,فتارة نجتازها بكل قوة روحية,وتارة أخرى تجتازنا هيا بكل قوة ,فهكذا هيا سفينة الخدمة,دائماً قائمة تحت أمواج التعب والمخاطر,وهُنا تكمُن المُتعة التى نشعر بها فى خدمتنا سواء فى الكنيسة أو فى أى مكان أخر.فتلك الآوقات العصيبة التى تجتاز فيها خدمتنا تُخرج مِنا رجالاً,بعد مرحلة كُنا نظن فيها إننا رجالاً,فالضيقة تضعنا أمام أنفسنا وتكشفها لنا.

-ربما كُنا قديماً نرى الخدمة جنة مُزدهرة الزهور.وهيا حقاً هكذا ولكنها جنة مليئة بالشوك التى ننزعه من أغصان رعيتنا,وتتطأها أقدمنا أثناء سيرنا حاملين من نخدمهم إلى هدفٍ أسمى ما كُنا نراه مُطلقاً,ولكن فقط كُنا نسير على أثار الغنم.

-كُنا مدفوعين من رغبة مقدسة وغيرة جميلة أن نُعيد ما كانت كنيستنا سابقاً عليه,وكُنا نأمل المُساعدة ممن هُم أصحاب القرار,ولكن لهؤلاء رأى أخرى غير ما كُنا نطمحه,فأطاحوا بكُل ما هو مُقدس وجميل فى نفوسنا,وربما هزمونا أشر هزيمة.مع إننا لم نكُن نظن إننا فى حرب.

-فكنا مُطمئنين إننا فى وسط رُعاة تخشى علينا,ولكن فى واقع الأمر لم يكونوا هكذا,كُنا مُخطئيين فى طمأنيناتُنا,مخدوعين من صدق تقوانا,حالمين بأن نكون مُرقساً يبنى من جديد ما كان قد بناه.كُنا نظن إن الخدمة مُنحصرة فى جُدران الكنيسة أو مُحاضرات فى معهد دينى,وعبثاً يُحاول ظِننا نائلاً من غايته.حتى ما كشف لنا الله معنى الخدمة ليس حسب ما كُنا نطمح ونظن بل حسب رغبته هو.

-نعم لقد كشف لنا الله إن الخدمة لا يُمكن أن تكون فى مكان فيه نزاع وشجارٍ,ففى  هذا فلست أظن إنها ستكون خدمة,بل  ساحة شجار وحلبة مُصارعة,ومن نُصارعه بكل أسف هو أخٍ لنا,وليس عدوٍ[إبليس]كُنا سنقف إمامه بكل قوة المسيح.

ولكن حينما تتحول الخدمة إلى نزاع وشجار,وعدم صدق ومحبة,فكان لابد أن نتنازل على هذه الخدمة التى لم تكُن خدمة,ففى ذلك خدمة لتلك الخدمة.ففى تنازلنا صدق مشاعرنا وأمانة قلوبنا التى كُنا نطمح ونتمنى أن توجد عليها الخدمة وتؤل إلى الأفضل بنعمة الله.

-كُنا نطمح فى خدمة مُشتركة نقدم فيها لاهوتنا النابع من مخدعنا,ولكن دائماً ما تأتى الرياح بما لا نشتهى,فلم يعُد لاهوتنا هو لاهوت روحى قائم على تقديس الثالوث,بل تحول هذا اللاهوت إلى لاهوت شياطيين قائم على النزاع والحرب,تلاشى فيه دور المخدع تماماً.

-كُنا نقدر أن نقاوم ونحارب ونربح معركةٍ ولكن كنا سنخصر من قمنا بهزيمته,وبفقدان ما كُنا نأمل أن نخدمه,فكان قرار التنازل عن الخدمة بمعركتها بحربها هو قرارنا الصائب الذى لم يمنحنا إياه مخدعنا,ولم تُسعفنا الصلاة الا سواة.

-فكنا نرى يد الله ورغبته فى الكفاف عند هذا الحد ونشكر الله على حسن الصنيع,وفى كفافنا عن هذا عدم كفاف فى صلواتنا لتلك الخدمة ومن هم قيام عليها,فليس لكوننا تركنا خدمة ما أن نكف عن الصلاة من اجلها بل  فى هذا الترك رغبة ودافع ان نصلى ان تكون افضل مما كانت عليه اثناء ما كنا فيها

-وصلاتنا هيا خدمتنا الوحيدة التى لا يقدر أحد أن يُقفنا عن إتمامها,ففى عملنا نقدم خدمة وفى المواصلات نقدمها,وفى معاملاتنا وفى بيوتنا..ألخ ,فأمانتنا فى العمل وحُسن معاملاتنا صدق وقمة الخدمات التى يطمح اليها الله منا فجلاء الخدمة يكون فى المخدع 

-ربما تأخر هذا القرار كثيراً,رُبما تكاسلنا فى إتخاذه,فلكُرسى المُعلم مُتعة لا يِشِعُر بها سوى من جربها,فكُنا ننظر إلى منصب ومكانة زائفة,ولكن نشكُر الله الذى أنار نفوسنا وأعاننا على هذا القرار الصعب على كُل من يتمسك بمتاع هذا العالم.فمثل هذا القرار ما هو إلا[توبة] ورجوع عن طريق لم يكُن طريقتنا,ومصير لم نكن نطمح فيه إطلاقاً,ولكن إذ كشف لنا الله هذا البؤس الذى كُنا نجرى تجاهه حتى إقشعرت نفوسنا خوفا ً من هول ما كان ينتظرنا,فكان خوفنا هو أساس التنازل عن كرسى المعلم,وكان خوفنا يدفعنا دفعاً لنكون بين صفوف التلاميذ,فلم يكُن هذا الكرسى لنا يوماً.ولم يُفصل لنا.

-كُنا نطمح بصورة الخادم والخدمة المُبهرة التى نجتاز فيها صليب المسيح وألامه,كنُا قد أهلنا نفوسنا لكى ما نجتاز مصاعب الخدمة وشقائها الذى كان فيه شئ من اللذة,ولكن طموحنا خاننا,فشلنا,يأسنا من أنفسنا,لولا رحمة الله التى تِعلم نوايا قلوبنا وحُسنُها,وكان صدق النوايا هو الدافع الآساسى الذى كُنا نلهث وراءه لتقديم خدمة تعليميه تعتمد على فكر أباء الكنيسة التى لم نكن نعلم عنها ومازلنا لا نعلم عنهم شئ,وكُنا نطمح فى مستوى تعليم راقى,ولكن للرب رأى أخر فى طموحنا..

أُنهى مقالى هذا بكلمة شُكر لكل من تعلمت منه حرفاً,لكل آب أخذنى فى حضنه فشعرت فى صدره بقلب ينبض حُباً ,شعُرنا بصدق هذا النبض,ومازلنا نثق...عرفاناً بجميل عظِم فى قلوبنا حُبا تجاههم.شُكرٍ لكل من تعلمنا على يديه من أصغر مُدرس فى كنيستنا حتى أكبر أسقفٍ كان يحنوا علينا,فله منا كُل تقدير وحب,وسيظل كما كان آبٍ,عِشِتُ فى أحضانه أجمل وأعظم مشاعر بنوتى,ويعلم الله كم كُنت أمين فى مشاعرى وحُبى,كما يعلم الله صدق مشاعره تجاهى,ولكن الآن قبل الغد,هو أنسب وقت لفطامى من هذا الحضن ,الذى كُنت أتمنى أن أبقى فيه رضيع صغير,ولكن لعدو الخير رغبى أخرى.
راجياً صلواتكم
مينا فوزى
تلميذاً من جديد

الطلاق دراسة لغوية لحل مُشكلة الطلاق

اضغط هنا
 http://thebreath-god.blogspot.com/2015/08/blog-post.html