2015/07/29

البدعة السابيلية.أخطاء منسوب للآب متى المسكين.ج4.




هل كان القمص متى المسكين يتبع البدعة السابيلية؟
 

-عجبتُ من شخص يتدعى إن الآب متى المسكين يُعلم بالبدعة السابيلية,ومايُزيد تعجُبنا هو إن هذا الشخص بعينه يتدعى إن الآب متى المسكين هو شخص يتبع الفكر الهندوسى,ويؤمن بالنِرفانا وهو يُعلم بتعاليم البروتستانتية[الكُفار حسب وجه نظره]ويُعلم بفكر نسطور وأخيراً يُعلم بهرطقة سابليوس[الشرير].


-وسبب تعِجُبى هو كيف لمجمع مُقدس لكنيسة عريقة مثل كنيستنا ,المفروض يحوى أباء لهم غيرة على العقيدة,يتركون شخص يحمل فى داخله هذا الكم من الهرطقات؟دون مُحاكمة؟؟هل هو مجمع ضعيف؟لايوجد فيه شخص واحد قادر أن يكشف هذه الهرطقات؟أم هو مجمع يتبع كل هذه الهرطقات وبالتالى لا يرى فيها أى عوار؟أم إن الآب متى المسكين رجل أرثوذكسى غير مُهرطق لذلك لم يُفكر المجمع أن يُحاكمه؟أسئلة كثيرة تجول بخُلدى ولا جوابٍ لها.


-على كُل حال كما تعودنا فى هذه السلسلة أن نُوضح فِكر الآب متى المسكين,ولا نُدافع عنه,لانه لا يحتاج للدفاع,أو يُمكننا أن نقول إن كل ما طُرح على الساحة من تشكيك وترِهات لا تحتاج لشخص يُدافع ويِرُد,لذلك هدفنا هو توضيح فكر الآب متى المسكين فقط لا غير...



ما هيا البدعة السابلية.

-وبإختصار نقول إنها بدعة قد نادى بها شخص يُدعى سابيليوس وقد نادى بإن الثلاثة أقانيم هُم أقنوم واحد مثلث الأسماء,ظهر تارة كآب وتارة  كابن ,وأُخرى كروح قُدس بتغير الصورة والشكل[1].ويُرجع البعض هذه البدعة إلى تعاليم [نوفاتوس][2].وشخص أخر يُدعى[براكسياس],وقام بالرد عليها البابا ديونيسيوس الكبير(248-265)[3],ويقول الأنبا بيشوى:[ اعتقد سابليوس بأن الله هو أقنوم واحد وليس ثلاثة أقانيم، أي أقنوم واحد بثلاثة أسماء. وأن هذا الأقنوم حينما خلقنا فهو الآب، وحينما خلّصنا فهو الابن، وحينما قدسنا فهو الروح القدس..].[4]


-إذاً لكى يقدر شخص أن يقول على الآب متى المسكين إنه يتبع هرطقة سابيليوس,لابُد أن يِحضر من كتاباته ما ينص على[إن الثلاثة أقانيم هُم إقنوم واحد بأسم واحد]وإن لم يجد[وهذا هو الواقع]فيبطُل الإدعاء,والأن نُطالب بالبينة على من يتدعى.


-والأن لننظر لما قاله الآب متى المسكين :[ولقب إبن الإنسان بالنسبة للاهوت المسيحى سواء فى الأناجيل الثلاثة أو فى رسائل بولس الرسول أو فى إنجيل يوحنا يحمل عقيدة لاهوتية مضمونها أن المسيح  والمؤمنين يكونان جسداً واحداً إنساناً واحداً][5].


-بعيد على إن الهرطقة قائمة بالأساس على  فهم خاطئ فى جوهر الله,وليس لها أى علاقة بعلاقتنا بالمسيح.فيبطل الإدعاء الأساس,ورغم ذلك  لم نجد أى شُبهة لتعاليم سابيليوس قط.ولم نجد فى كلام الآب متى أى إدعاء إن شخص المسيح وشخص المؤمن يُصبحان شخصاً واحداً,فهذا حقاً ضد العقل لذلك لم يتدعيه الآب متى المسكين,فكيف يتدعى إن المؤمن والمسيح يُصبحان شخصاً واحداً[!]فهذا تعاليم ضد حُرية الإنسان,أو ضد حُرية الله,فلكى نقول إن هُناك شخصين فى شخص واحد ولم تطغى شخصية أحدهم على الأخر؟فأين هرطقة سابيلويس فى هذا الكلام؟.


-فالآب متى فقط قال:[أن المسيح والمؤمنين يكونان جسداً واحداً إنساناً واحداًلعل هذا هو ما يُنادى به الإنجيل المُقدس عن سر الزيجة بين الله والمؤمن.فإن كان الزواج الأرضى بين الرجل والمرأة يكونان فيه الأثنين جسداً واحداً(متى5:19),فكم يبلغ مدى الزيجة بين الله والإنسان؟.


-إن كان تعاليم السيد المسيح نفسها تقول إن هُناك شخصان يُصبحان جسداً واحداً,فهل كان المسيح هو منبع الهرطقات لأنه يستحيل أن يكون شخصين فى إنسان واحد حسب فكر هؤلاء أتكلم؟إم إن هُناك معنى أبعد وأرقى من فكر هؤلاء المُتدعيين؟فقصد السيد المسيح هو إن يكون الإثنين جسداً واحداً ليس بعد أثنين.فالوحدة بين الزوجين تكون وحدة[الفكر,والرغبة,والهدف,والإرادة..إلخ].ولكن لكل منهما شخصيته المُنفردة والمُستقلة عن الأخر.وهذا ما علم به القديس كيرلس الكبير,كما سنرى لاحقاً..


-وهذا هو الحادث بييننا نحن المؤمنين[الكنيسة]وبين السيد المسيح[رأس الكنيسة][اف22:1-23]فنحن والسيد المسيح واحد.وهذا ما كان يُريده السيد فى صلاته الوداعية إذ قال[فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِداً: كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ، وأَنا فيك فَلْيكونوا هُم أَيضاً فينا لِيُؤمِنَ العالَمُ بِأَنَّكَ أَنتَ][يوحنا17].فنحن والمسيح واحد,ولكن لكُل منا شخصيته المُستقلة.وهذه الإستقلالية هيا التى تدفعنا أن نُخطئ وأن نُصيب[6].


 -والشرح السابق يجد دِعماً من ق.كيرلس الكبير إذ يقول:[نحن لنا نوع من الوحدة الطبيعية بعضنا مع بعض.رغم أننا متميزون بأن لنا أجسام مُتعددة,وكل واحد منا له حالته الشخصية وفرديته,فبطرس لا يمكن أن يكون بولس,رغم أنهما فى الواقع واحداً من جهة إتحادهما معاً فى المسيح][7].


-ومن روائع ق.كيرلس فى شرحه لإنجيل يوحنا يقول[فإن بواسطة جسد واحد,الذى هو جسده,يبارك من خلال سر الإفخارستيا أولئك الذين يؤمنون به,ويجعلنا من الجسد نفسه.معه ومع بعضنا البعض فمن يستطيع أن يقسم أو يفصل أولئك الذين ارتبطوا معاً بواسطة جسده المقدس,فان كنا نشترك جميعاً فى الخبر الواحد(انظر1كو17:10).فإننا نصير كلنا جسداً واحداً,لأن المسيح لا يمكن أن ينقسم,لذلك أيضاً فالكنيسة صارت جسد المسيح,ونحن أيضاً جميعاً أعضاؤه..][8].



- بحسب تعاليم هؤلاء تُصبح الكنيسة كيان مائت,لا حياة فيه,فإن كان ق.بولس يقول[إن المسيح هو رأس الكنيسة[[اف22:1-23]ففصل الرأس[المسيح]عن الجسد[الكنيسة والمؤمنين]يؤدى حتماً إلى الموت والهلاك,فهل هؤلاء يتبعون فكرة هلاك الكنيسة؟.

-فلو لم يكن هرطقة الأخر  منهجنا  الأخر لرميناهم بحسب تعاليمهم بالهرطقة الدوناتية التى تفصل الرأس عن الجسد[!]فيُحاجج ق.أغسطينوس أصحاب هذه البدعة قائلاً:ـ[ما الذى إقترفته الكنيسة.حتى إنكم تجعلوها بلا رأس؟لماذا ترغبون فى سرقة رأسها وفصله عن الجسد؟فباطلة هيا ممارساتك الخدمية والعبادية,إذا فصلت  الرأس عن الجسد,ففى الفصل إصابة وجرح للأثنين[الرأس,الجسد][9].


-فإن كُنا نؤمن إن المؤمنين والسيد هُم جسداً واحداً ,لكل منهم شخصيته المُستقلة,ولا يوجد ضياع لأى من الشخصيتين فى هذا الجسد[راجع شرحنا لموضوع الزواج أنفاً],فيبطل إدعائهم على اللآب متى ,لإن حُرية المؤمن التى تدفع الكنيسة إلى الزيادة والنقصان ,فالمؤمن بحسب تعليم ق.بولس هو[عضو فى جسد المسيح][1كو12],وهذا العضو له مُطلق الحُرية أن يثبُت فى جسد المسيح أو لا .لذلك فنجد أعضاء ينقطعون عن الجسد بحريتهم,وأعضاء ينضمون بإرادتهم...


-وفى مكان أخر يقول الآب متى:[وهُنا تظهر الكلية أو الشمولية التى يعنيها المسيح من لقبه المختار ابن الإنسان,فهو يحمل البشرية المفدية ويمثلها أما الآب .فابن الإنسان نزل من السماء ليجمع فى شخصه وفى جسده البشرية المختارة ,ويصعد إلى السماء بهم ليرثوا ميراثه وينظروا مجده ويكونوا معه حيث يكون][10].


-وفى هذا القول صدق التعاليم الإنجيلية ,بل قد بلغت الأرثوذكسية القمة فيه.فالإنجيل يقول إننا حقا فى المسيح يسوع[(فيلبى1:1),(2كو20:12),(رو1:8)]وكثير من النصوص الإنجيلية تؤكد ذلك.فالوجود فى المسيح هو وجود المسيح الواحد,والجماعه الكثيرة[الكنيسة]وهذا ما قاله ق.بولس [نحن الكثيريين(الكنيسة)جسد واحد فى المسيح ][رو5:12].


-ومن الغريب على العقل ,قبول إن يكون للسيد المسيح أكثر من جسد.جسد قدمه فى العشاء المقدس,وأخر يُقدم على المذبح اليوم وكل يوم,,أخر هو جسد الكنيسة,فمن قدم ذاته على الصليب,مُقدماً لنا جسده ودمه هو هو نفسه من قال إننا واحد معاه[يوحنا17],هو هو من قال إننا جسد المسيح وأعضاء فيه[1كو27:12].



-وفى موضع أخر يقول الآب متى[  وهى على الأرض,فأصبحت بمؤمنيها هى التجسد,هى المسيح المُستعلن فى أبناء الله والمحمولة لالروح لتسير فوق الزمن][11].ولم يسلم هذا النص من الإتهامات,فأخذت علامة التعجُب تُصيب المُتدعيين,وتعِجُبهم قائم على قول الآب متى[فالكنيسة تحمل المسيح وتسير به,مستوطنة فى السماء]مُتسائليين[كيف نقول أن الكنيسة مستوطنة فى السماء,والكنيسة لازالت تجاهد على الأرض وتسمى الكنيسة المجاهدة؟لماذا تجاهد  إن كانت فى السماء؟وكيف يمكن أن يسقط أبناء الكنيسة فى الخطية وهم فى السماء]


-وكُل هذه الإدعائات فى ذاتها فكر غير سليم,فللكنيسة رأس وهو السيد المسيح,وهذا الرأس فى السماء.تُرى هل الرأس منفصل عن الكنيسة؟[بلا نُعزى؟]أم إن الكنيسة قائمة على الأرض مُمتدة للسماء؟وهذا الإمتداد واضح من خلال أعضاء الجسد[الكنيسة]القائميين فى السماء,مثل القدسيين والشهداء,فضلاً عن الرأس ذاته[!].أم إن هؤلاء يُنكرون[شفاعة القدسين ]وعلاقتهم بنا,وهُم فى السماء؟


-ويقول ق.كيرلس الكبير[بإعتبار أن المسيح هو الرأس فان الكنيسة تُدعى بقية الجسد,مكونة من  أعضاء مسيحيين مرتبطين معاً وهذا ما يؤكده الرسول بولس (أف5:3-6)فإن كُنا جميعاً من نفس الجسد بعضنامع بعض فى المسيح,وليس فقط بعضنا مع بعض,بل بالطبع أيضاً معه هو الكائن فينا من خلال جسده,ألا نكون إذاً جميعاً واحداً بعضنا مع بعض ومع المسيح؟فالمسيح هو رباط الاتحاد ,لكون إله وإنسان معاً فى نفس الوقت][12].


-ونختم بتوضيح إن الكنيسة أصبحت جسد المسيح لها أعضاء كثيرة فى السيد المسيح,نتيجة للتجسد.ومن أهم نتائج التجسد بحسب تعليم ق.كيرلس هيا أن نتحد بالكلمة المُتجسد,ولنا فى هذا الأمر بحث بعنوان[الصرع الخريستولوجى والإتحاد بالله]سننشره قريباً...


تم بنعمة الله
مينا فوزى





[1] الآب أثناسيوس المقارى,قوانين المجامع المسكونية وخلاصة قوانين المجامع المكانية.ص87.

[2] وهو نوفتيان.قس من كنيسة روما,له مؤلف هام ومتكامل عن الثالوث,وتفاصيل حياته مجهولة تماماً.

[3]يوسابيوس القيصرى,تاريخ الكنيسة,ص349.

[4] الأنبا بيشوي. المجامع المسكونية والهرطقات -  مجمع القسطنطينية: مقدمة عن بدعة سابيليوس,ص34

[5] الآب متى المسكين.المدخل لشرح إنجيل ق.يوحنا دراسة,وتحليل,ص200.
 [6] ويتسخدم ق.كيرلس تشبيه العريس والعروس ليفسر اتحاد المسيح بالكنيسة أكثر من اتحاد النفس بالله,راجع تفسيره لإنجيل ق.يوحنا29:3.

[7] القديس كيرلس الكبير.شرح إنجيل يوحنا.إصدار مركز الآباء.ج2ص406.

[8] المرجع السابق .ص407.

[9] عظة138.نهر1797

[10] الآب متى المسكين.المدخل لشرح إنجيل ق.يوحنا دراسة,وتحليل,ص199.


[11] الآب متى المسكين.المدخل لشرح إنجيل ق.يوحنا دراسة,وتحليل,ص415.

 [12] القديس كيرلس الكبير.شرح إنجيل يوحنا.إصدار مركز الآباء.ج2ص408.

2015/07/24

مختصر الأصحاح السابع من كورنثوس الأولى.



حسن للرجل أن لا يمس أمراة,ولكن لتجنب الزنا فليكن له زوجه. ليوف الرجل حقوق زوجته,وهكذا الزوجه,ليس للرجل تسلط على جسده بل لزوجته وهكذا المرأة, غير المتزوج والارامل يوصيهم بولس ان يظلوا هكذا,وان لم يقدروا فليتزوجوا. والمتزوجون يوصيهم الرب ان لا تفارق المراة زوجها,وان فارقت فلتظل غير متزوجة,او تصالح زوجها. ان كان لحد الاطراف المؤمنين شريك غير مؤمن ويرضى ان يبقى مرتبط به فليبق,لانه سيكون مقدس فى الطرف الاخر. ان كنت مختون او \اغرل او عبد فلتبق هكذا . بخصوص العذارى اوصيهم ان يظلوا هكذا,أنت مرتبط فلا تنفصل,أنت منفصل فلا تطلب أمراة,وان تزوجت فلا تخطئ,وهكذا الامر للعذارى. غير المتزوج يهتم للرب,والمتزوج يهتم فيما للعالم,حتى الخاطب عذراء أن لم يحتمل البتولية فليتزوج.فمن تزوج فخير فعل ومن لم يتزوج فهذا أفضل,ولكن طوباك ان بقيت بتول..
.

خاتمة مرقس.أخطاء منسوب للآب متى المسكين.ج3.




خاتمة مرقس
هل يُنكر الآب متى المسكين الوحى؟



-رغم إن خاتمة مرقس قانونية,وهذا أراء الغالبية العظمى من العلماء.وهذا هو نفسه إيمان القمص متى المسكين.فالآب متى المسكين يؤمن بخاتمة مرقس,والدليل إنه إستدل بها فى أكثر من كتاب[1].


-فهُناك البعض عن جهل أو عدم أمانة قد هاجم ما قاله القمص متى المسكين,وأخذ يلوح بسيف الهرطقة ,إنه يُنكر الوحى ,ويهاجم الكنيسة ويرفض الإنجيل..إلخ.وهيا إدعائات بلغت مبلغها من الزيف والبطلان,فإن كان القمص متى يُنكر الإنجيل فتُرى من الذى علمنا الإنجيل؟على أى حال فى هذا المقال سنوضح مقصد ونشرح ما قاله القمص متى المسكين,ونؤكد إنه مؤمن تمام الإيمان بوحى ومصداقية الإنجيل.وليس غرض المقال الرد أو الهجوم على أحد.فالقمص متى لايحتاج لمن يرد عنه,نحن لسنا فى حاجة أن نقوم بذلك.بل كل الغرض توضيح وشرح فقط.


فما قاله القمص متى المسكين هو:ـ[الآيات الاثنتا عشرة الباقية(9:16-20)فقد أثبتت أبحاث العلماء المدققين أنها فُقدت من الإنجيل وقد أُعيد كتابتها بواسطة أحد التلاميذ السبعين المُسمى بأريستون,وهذا التلميذ عاش فى القرون الأول وهذه الآيات الاثنتا عشرة جمها أريستون من إنجيل ق.يوحنا وإنجيل ق.لوقا ليكمل بها القيامة .هذه الآيات لم نعرض لها ولم نشرحها.ولكن أعطينا عوضاً عنها شرحاً مفصلاً لمعنى القيامة وحقيقتها الروحية بل وسرها أيضاً][2].وهذا ما قام به القمص متى فى نهاية تفسيره لإنجيل ق.مرقس[3].تُرى أين رفض القمص متى المسكين الخاتمة؟؟

وتعليقى على كلام القمص متى المسكين .هو إنه لم يُشكك فى أى شئ مما قيل سابقاً,بل الرجل يُرد حقيقة علمية يعرفها الدارس للنقد النصى.ولم نرى فى كلام القمص متى أى تأكيد إن العلماء رفضوا الخاتمة,بل كل كلامه يؤكد إن العلماء المدققين يؤكدون نسبها للقديس أرستون.


عل البعض حينما قام بالرد على القمص متى المسكين كان مخطئ إذا اورد أراء العلماء التى تؤكد صحة الخاتمة,ووجودها فى المخطوطات القديمة,وكتابات الآباء.لعل هذا الرد يصلح فى حالة قول القمص متى [هذه الأيات ليست صحيحة وغير قانونية]فحينها فقط كان عليهم بالرد من خلال أراء العلماء,والأباء.ولكن هذا ما لم يقوله القمص متى إطلاقاً.


-فكُل ما قاله القمص متى المسكين:ـ [الآيات الاثنتا عشرة الباقية(9:16-20)فقد أثبتت أبحاث العلماء المدققين أنها فُقدت من الإنجيل ] هل لاحظت قوله[فُقدت من الإنجيل]ألا ترى فى هذا الكلام تأكيده على إن ق.مرقس كتب إنجيله ودونه وهذه النصوص فقدت من ما خطه ق.مرقس؟ألا تنجلى أمامنا حقيقة إيمان القمص متى المسكين بوحى وقانونية كل كلمة خطها ق.مرقس؟.المُدقق فى علم النقد النصى يُدرك إن هُناك الكثير من الأجزاء المفقودة فى المخطوطات ,بل إن غالبية(إن لم يكُن الجميع)من المخطوطات التى خطها كتبة الإنجيل مفقودة ولا نملك منها شئ.اللهم بعض البرديات التى تُنسب إليهم,رغم عدم جزم علماء النقد بهذا النسب.


 ويُكمل القمص متى قائلا:[وقد أُعيد كتابتها بواسطة أحد التلاميذ السبعين المُسمى بأريستون,وهذا التلميذ عاش فى القرون الأول],فيكون قصد القمص  إن ما فُقد من الإنحيل الذى دونه ق.مرقس.قد دونه ق.أريستون.وهذا الشخص من التلاميذ السبعين المُلقبيين بال[الرسل السبعين] ,فأين الخطأ فى هذا؟وما الغضاضة فى ضياع جزء من مخطوط الإنجيل المدون بالروح القدوس على يد التلاميذ؟هل من يرفض ضياع أجزاء مُعينة فى ذلك الوقت,يقدر أن يدِلنا على مخطوط أصلى خطة أحد التلاميذ المدونين للعهد الجديد؟لعلهم يصطدموا بحقيقة ضياع كل المخطوطات الآصلية.ولعلها صدمة تُفيقهم من لغطهم..

 

-ويُكمل القمص متى قائلاً:[وهذه الآيات الاثنتا عشرة جمعها أريستون من إنجيل ق.يوحنا وإنجيل ق.لوقا ليكمل بها القيامة]وهُنا يفعل أريستون ما فعله ق.لوقا فى مُستِهل إنجيله,إذ نجده يقول بالحرف:ـ [رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ]لعل هذا الآمر كان مُتبع بصورة كبيرة فى القرون الأولى أن يتتبع الشخص كل شئ بالتدقيق حتى فى الأمور المُتيقنة عنده.وهذا ما قام به أريستون تتبع ما هو مُتيقن عنده,من خلال ما دونه ق,يوحنا وق.لوقا.وبجانب هذا التتبع فلا نُكران لدور الوحى الذى يتمثل فى عمل الروح القدوس فى الرسل.وإن كان أريستون رسول,فله سلطان الوحى.وإن كان له سلطان الوحى فله حق الكتابة,وفى قولنا بإنه تتبع بالتدقيق ما دونه الأنجيليين الآخرين عدم إهانة لروح الله,لإن الوحى فى المسيحية يعتمد على الإنسان وما يملكه من قدرات بجانب عمل الروح القدوس فى الإنسان[4].


-وهذا هو تعريف الوحى حسب المفهوم الآرثوذكسى:ـ [فالوحى حسب المفهوم الآرثوذكسى هو إستخدام الله الأمكانيات البشرية المختلفة فيترك الكاتب يعبر بالاسلوب الذى يتميز به ولكن يعصمه الروح القدوس فلا يخطئ...الله يبارك الارادة البشرية والعقل البشرى والمعاملات بين الرسول ومخدوميه فيتركه يرد على اولاده ويكتب لهم ولكن يعصمه من الذلل][5]


-فحسب ما سبق أين الخطأ؟أين الهرطقة؟أين إنكار الوحى؟أم إنها إتهامات مُجردة من أى حق؟يُكمل القمص متى المسكين قائلا: [هذه الآيات لم نعرض لها ولم نشرحها.ولكن أعطينا عوضاً عنها شرحاً مفصلاً لمعنى القيامة وحقيقتها الروحية بل وسرها أيضاً] وهذا ما فعله [6]


-ولإننا لم نكتُب رداً بل نكتب توضيح ,وهذا فقط غرضنا. فلكى نفهم ما قاله القمص متى المسكين نُعطى مثالاً للإيضاع: [إن كان لدينا مخطوط بيد البابا شنودة قد كتب  فيه الثلاث كلمات الشهيرة له (ربنا موجود ,كله لخير, مصيرها تنهتى )وكتب كل كلمة على حِدة فى صفحة منفصلة,أى فى ثلاث صفحات,وبعد مرور السنين ولأسباب معينة فُقدت الصفحة الأخيرة المدون فيها أخر جمله للبابا,هل حينها نقول إن ما قاله البابا قد فُقد؟؟ثم جاء شخص من الكنيسة بتتبع ما كتبه البابا ودقق(نقد)لكى ما يصل الى ما هو مفقود وتوصل فعلاً وجاء وكتب اخر صفحة المكتوب فيها مسيرها تنهتى].


- فهل هذا تشكيك وانكار لما دونه البابا؟او هذا اتهام ؟كلا فنحن لا يهمنا من الذى كتب بل يهمنا ماذا كتب.و تدقيق أريستون أكثر دقة وقوة لأنه يُدقق ويتتبع بقوة وإرشاد الروح القدوس .كما قولنا أنفاً,وكما يقول ق.بولس[تكلم أناس الله مسوقين بالروح القدوس].


-وقد أحضر احد الاشخاص نقلاً عن (الدكتور غالى )اراء لكثير من العلماء تؤكد أصالة النص,والعجيب ان هذا الشخص كنا نظنه من دارسى النقد النصى,ولكن ما قد دونه يثبت خطأ ظننا.فالكثير  ان لم يكن الغالبيه من العلماء يؤكدون بما لا يدع مجال للشك( اصاله هذه الايات).ولكن لا يوجد عالم واحد من علماء النقد النصى على يقين بان مرقس هو مدونها.وهذا ما قد سجله (الاب متى ).


-لست اعلم  إن كان الذى سجل هو (ق.مرقس) او (ق. اريستون ) فما المشكلة؟اليس لكل منهما السلطان الرسولى؟فان سجله أى منهم .فكلاهما لا غضاضه في شخص ,.فكما ان موسى هو من سجل (سفر التثنية )ورغم نسبة السفر له فلا يقدر أحد أن يقول إن الإصحاح الأخير منه هو من تدوين موسى النبى بل هو من تدوينات يشوع تلميذه.فما المشكلة ان كان موسى هو من كتب او يشوع .مرقس او اريستون؟هل تركنا الله واصبحنا ندقق فى اشخاص؟فليكتب من يكتب ولكن الأهم من أوحى لهم بتلك الكتابة وما الغرض الا ان نتعرف على قصد الله؟يحتاج هؤلاء ان يتعلمون قصد الوحى ومعناه.


-هل حينما يتوقف القمص متى عن شرح هذه الأعداد أصبح يُنكرها ؟فإيمان القمص متى بهذه الأيات مُثبت فى كثير من كتاباته[7].وعلى غرار هذا التوقف نؤكد إن هذا التوقف إسلوب مُتبع للقمص متى المسكين فى كتابات أُخرى له مثل [تفسير لسفر أعمال الرسل]فقد توقف عند الإصحاح ال15.لإنه قد تطرق لبقية السفر فى كتابه [ق.بولس الرسول,حياته لاهوته,أعماله],ولعل هذا نفس السبب فى ما فعله فى خاتمة مرقس.


ل يقدر هؤلاء أن يُخطئ كل من ق.[كيرلس الأورشليمى,أثناسيوس,غريغوريوس..]حينما يتكشف إن هؤلاء يرفضون بعض الأسفار ويقبلون بعض؟.إنهم بذلك يحكمون على أباء العقيدة أنفسهم بالخطأ.


-فالقديس كيرلس الأورشليمى لم يذكر (سفر الرؤيا)كسفر قانونى فى قانون العهد الجديد.فهل هو مهرطق .مخطئ.أم إن الكنيسة التى أعطته لقب قديس هيا مُخطئة؟[8]


-وهل فى استثناء ق.اثناسيوس للاسفار القانونية الثانية فهل فى هذا يقدر أحدهم بالتلفظ بلفظ (هرطقة)وهل لهم القدرة  على تخطئةق. اثناسيوس؟ليحكم القارئ [9]

فهل أثناسيوس مخطئ عندما لم يذكر  الاسفار القانونية الثانية؟وسمح فقط ان تكون قراءات روحية راجع قانونية اسفار العهد القديموالجديد لاى عالم مدقق..


ونفس الامر ينطبق على ق غريغوريوس النيزينزى , فهو ايضا أستثنى وأستبعد سفر الرؤيا من قانونيته .ويؤكد فى فهرس اسفار الكتاب المقدس  إن( هذه ليديكم الكل اى شئ خارج هذه ليس من الاسفار الاصلية).وغيرهم من أباء الكنيسة واضعى وشارحى اللاهوت.


-فعل هؤلاء أن يتعلموا متى نُهرطق شخص,ومن ننسب له القدسية.على هؤلاء معرفة أصول النقد النصى,والآدبى المُتبعة لتقنين أسفار الكتاب المقدس.فهذه كُلها أراء شخصية لقدسين عُظماء فى الكنيسة,لهم دوافعهم الشخصية التى تدفعهم لهذه الآراء,وإن كان هؤلاء الآباء مُخطئيين فى مُشكلة لدينا فهُم بشر,وإن كان الآب متى مُخطئ أيضا لا مُشكلة فهو ايضاً بشر.ولكن بحسب منطق هؤلاء فهو أقل خطأ من القدسين المذكورين أنفاً.فهو لم يُنكر سفر أ, وحى.بل كُل جريمته قوله إن القديس مرقس قد كتب إنجيله,ولكن هُناك جزء قد فُقد منه وقام شريكه فى الخدمة الرسولية.القديس أريستون بتدوين هذا الجزء.ففى قوله بضياع وفقدان أجزاء من الإنجيل(الذى دونه مرقس)فهذا شئ مباح فى علم النقد النصى فأنا الان اقدر أن أقول إن كل شئ كتبه( لا مرقس فقط بل الثمانية كتبة الانجيليين) فقدت فهل نحن نملك مخطوط اصلى؟فعلى هؤلاء طريقيين يا اما الدراسة والتدقيق او الاعتراف بخطائهم 


-ونختم مقالنا هذا بما دونه القمص عبد المسيح بسيط[أستاذ النقد النصى والكتابى ] [وهكذا يتبين لنا أصالة(قانونية)ووحى ورسولية خاتمة الإنجيل للقديس مرقس,سواء كان كاتبها هو مرقس أو أريستون فالاثنان فى مرتبة رسوية واحدة والاثنان من رسل المسيح فلا يوجد فرق بين رسل ااالمسيح وشهود العيان.فليستد كل فم يقول بغير ما قاله هؤلاء الاباء العظام وعلماء الكتاب المقدس الذين يقدمون الدليل الوثائقى الذى يتفق مع المنطق والعلم والعقل,وقد قالوا جميعهم بصة ووحى وقانونية الآيات(مر9:16-20)[10].




تم بنعمة الله
مينا فوزى



[1] راجع بحث فادى عاطف فى نهاية إنجيل مرقس.

[2] الإنجيل بحسب القديس مرقس دراسة وتفسير.ص622.
 [3] المرجع السابق. 627-631.
 [4] راجع بحثنا عن الوحى المقدس.

[5] القمص بطرس بطرس,كتاب الوحى الإلهى .مفهومه.صوره. مراجعة الانبا بيشوى مطران دمياط.ص13.
 [6] الإنجيل بحسب القديس مرقس دراسة وتفسير.ص627-631.

[7] راجع بحث فادى عاطف فى نهاية إنجيل مرقس.

[8] راجع بحثنا حول قانونية أسفار العهد الجديد.ق كيرلس الآورشليمى.

[9] راجع الرسالة الفصحية39,التى تعود لعام 369.


[10] هل كتب القديس مرقس الانجيل الثانى .إثبات صحىة. ووحى .ونسب الانجيل للقديس مرقس ص138 .