2019/06/12

حرب الكراسى ومادة الأحياء



  • أتذكر أيام دراستى فى الثانوية العامة, إننى كُنت أدرس مع مُدرس أحياء صغير, لم يمضى على تخرجه من الكلية سوى عامين أو أقل, فكان يُسبب قلق وغيرة  لمُدرسى الأحياء-الحيتان الكبار-نظراً لما له من أسلوب وشعبية, هادفاً  فهم الطالب, فما كان من هؤلاء الحيتان إلا أن  يُشنعوا عليه, مُتدعين إنه يشرح مادة ملغية, ولاخبرة له, وإن من يدرسون معه سيفشلون.
  • تذكرتُ هذا المُدرس وأنا أُتابع كمية البيانات التى تصدُر عن "أصحاب الجلالة", فمثلهم  مثل "الحيتان"سالفة الذكر, همهُم لا الطالب ولا نجاحه, فكُل هذا لاقيمة له, فهمهم فقط مكانتهم وكُرسيهم, فالكُرسى له بريق.
  • فأصحاب الجلالة كُلٍ يخشى على كُرسيه من "جيلٍ يقراء ويبحث ويُفكر", فهذا يُهدد كراسيهم, فأصبح كُل ما يُقال بلسانهم على المنابر والكتب خاضع للفحص والتدقيق, بل والنقد, فالخوف هُنا من جيل يقراء, فيكتشف جهلهم , وينفضح أمرهم, فيضيع الكرسى.وإن ضاع الكُرسى ضاع من عليه.
  • فكان الحلُ فى"البيانات" فلا حلٍ سوى البيانات, نتدعى فيها "المعرفة" و"الإستقامة", وما دوننا "مهرطق"او"جاهل", فالتعليم المُستقيم حصرى لدينا, ولايحق لأى حوت أن يُنافسنا.فإن كان البابا هو المُنافس فهو "مُهرطق" وإن كان "ابونا متى"أو"مدرسة الاسكندرية" فالكُل  هراطقة حتى يتثبت كُرسينا. إن -بالوعة-البينات أمرٍ حتمى ومتوقع , نظراً لما يُلاقيه الكُرسى من تهديد, فبقدر التهديد بقدر عدد البيانات.هذا إن دل فيدُل على  أخر مسمار فى نعش الجهل المقيت.