2018/08/09

الإصلاح القبطى بات واقعاً \قراءة فى واقع كنيستى القبطية اليوم-.ج3.

لمتابعة الأجزاء السابقة
وفاة القس منيس عبد النور وقرأة فى واقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ج1
مخاضُ الكنيسة-قراءة فى واقع كنيستُنا اليوم(ج2)

ما ان إعتلى قداسة البابا الكُرسى المُرقُسى وامال الاصلاح باتت محققة, فهنك حالة ما فى الكنيسة تحتاج الى تغير واصلاح, ربما وضع التعليم فى الكنيسة او الوضع النُسكى  يحتاج لتعديل, وربما احوال الاباء الكهنة وطرق اختيارهم .
 ومعروف عن الانبا تواضروس  انه شخص تنظيمى بالدرجة الأولى , فحال انتخابه بطريرك تيقنا تماما دخولنا فى عصر تنظيمي بالدرجة الاولى, ودماً ما يكون التنظيم بداية للإصلاح.

وإن تحدثنا عن الإصلاح الكنسى, فهنا. وهنا فقط لابد أن ننظر إلى النموذج البروتستانتى الكاثوليكى, لنتجنب ما فيه من سلبيات وننظر إلى ما يُمكن ان يخدم كنيستنا فى هذا الإصلاح, فالتاريخ يخبرنا إنه لا إصلاح كنسي يحدث من خلال قادة الكنيسة.
 فالإصلاح دوما ما يكون ضد القادة, وهذا عكس الامر الحادث فى كنيسنا اليوم, عكس الإصلاح البروتستانتى الذى بداء بمهاجمة البابا وقادة الكنيسة, اما فى الاصلاح القبطي فهو يبدا من البابا وبعض اساقفته.

وعلينا ان نعلم ان اي إصلاح لابد أن يكون له ثمن, لذلك على البابا توا ضروس ومن معه من اساقفة وكهنة وخدام,على كل هؤلاء ان يتيقنوا إنه مادام لديهم رغبة فى قلوبهم للإصلاح,فلابد من دفع الثمن.
واليوم نرى حقا قادة الاصلاح فى الكنيسة يدفعون الثمن من خلال وصفهم بالهراطقة, او من خلال التلسين والغمز واللمز.او من خلال مجهود يبذلونه من اجل اكتساب المعرفة وإيصالها لغيرهم, وربما حياتهم تكون ثمنا للإصلاح,وهذا ما حدث مع الأسقف الشهيد "الأنبا ابيفانيوس" وغيره من قائمة الاغتيالات المعنوية والروحية. 
وهذا بعينه ما حدث فى كنيسة روما إبان الإصلاح, فوجدنا قتلى وشهداء يقتلون, واخرون تقوم الكنيسة بحرمانهم ,واخرون ينعتون بالهراطقة..إلخ , لذلك علينا ان لانتعجب من وجود تيار مضاد للإصلاح فى الكنيسة.
فالتاريخ يُخبرنا إن المُخطىء دوما مايُعاند ولايعترف بخطئه.لذلك بخلاف ماسبق فنحن فى حاجة الى اصلاح روحى ,وعلى التيار المُضاد  أن يعلم إن قطار الإصلاح بدا يتحرك وإن لم تلحقوا به فمكانكم سيكون فى مكان سئ فى التاريخ. والتاريخ لايرحم.

واخيرا بات الإصلاح امرا ملحوظ, ونحن نعيش فى بداية حقبة الإصلاح ,ربما يتمكن هذا الجيل من القادة والشباب المصلح من فعلها. وربما لانقدر,ولكن على الاقل نترك فتيل الإصلاح مدخن لمن سيخلفنا , ويكمل هو ما نحلم به نحن,والأن علينا أن نُصلى ونتعلم ونُعلم من الرب يسوع المسيح وروحه القدس...وللحديث بقية 

حفظ الرب الكنيسة المقدسة,وحفظ بطريركها ومن عاونه فى الإصلاح 
 

الرب معكم
مينا

2018/08/06

قاعدة لاهوتية هامة, الآن وليس بعد


الآن وليس بعد 

هذه الجُملة تُعد قاعدة لاهوتية هامة جداً, استخدمها كثير من آباء الكنيسة, وايضاً اللاهوتيين المتخصصين فى علم الاسخاتولوجى(الاخرويات), للتدليل على ان المؤمنين يتشاركون بالفعل فى ملكوت لله, رغم ان هذه الشراكة لم تكتمل حتى وقت معين فى المستقبل, فنحن بالفعل مُشاركين فى الملكوت, ولكن لم يكتمل هذا بعد.
وبالتأكيد هذه القاعدة يُمكن أن تُطبق ايضاً على الخلاص, فالخلاص ربما له شقين او اكثر ,هُما(خلاص روحى, وايضاً خلاص جسدى) فهو خلاص من الخطية كميراث روحى, وايضاً خلاص من الالام ومتاعب الجسد. فالخلاص قد تم وعمل المسيح قد تم. ولكن يبق سؤال هام وهو هل نُلنا هذا الأمر وإنتهينا؟ بالتأكيد لا ,فحسب اوريجانوس لم يتحقق بعد, فيقول مع ان خلاصنا اكيد لإيمانا بالمسيح إلا انه يبقى امرا يرتجى [1]
لذلك يقول ق.كيرلس الكبير:" نؤمن بان اجسادنا ستتغلب على الفساد والموت حتى الان هو رجاء لانه ليس حاضراً بعد ولكن سيتم ملياً وبقوة"[2], وايضاً يقول ق.يوحنا فم الذهب: "ان مشورة الشيطان جاءت وتلاها العصيان ثم الموت, فنظرياَ الموت قد بطل الآن, عملياً سيتم فيم بعد, فقد وضع الموت اخر الكل ليُعلن فيه النصرة[3]

علينا ان نعلم ان الخليقة تتوقع استعلان ابناء الله, فنحن ابناء الله نئن فى أنفسنا متوقعين التبنى فداء اجسادنا(رو23:8), يقول ق.امبروسيوس:التبنى هو فداء الجسد كله[4], فالخليقة تئن شوقاً من اجل نوال التبنى فداء للجسد, فالتبنى قد نُلناه فعلاً, الا اننا نتوقع كمال مجد البنوة فى قيامة الجسد من الاموات, ستتغير هيئتنا الجسدية ليكون على صوره مجد السيد الرب(فى21:3).

فهذا الفاسد-الجسد-لابد ان يلبس عدم الفساد,والمائت يلبس عدم الموت(1كو53:15), وهذا سيحدث بعد مجىء الرب الثانى, فنحن بالرجاء قد خلصنا..وان كنا نرجو ما لسنا ننظره فاننا نتوقع  بالصبر(رو24:8-25) فيقول ق.امبروسيوس اصبحنا اهلا للتحرر لذلك خلُصنا, فرجاء ماسياتى لايختلف عما نؤمن به, ويعلق ق.يوحنا ذهبى الفم قائلاً:علينا ان لا نطلب كل شئ هنا بل نترجاه, فالشئ الوحيد الذى قدمناه لله هدية هو الايمان بما وعد به فى المستقبل,بهذه [5]الطريقة وحدها خلصنا 
وبناء على ذلك نقدر ان نفهم ما نُصليه فى صلاة الساعة التاسعة من خلال القاعدة سابقة الذكر"الآن وليس بعد"فصلاة الاساعة التاسعة بالأساس وُضعت فى ذلك الوقت من اليوم لنتذكر البُعد الاسخاتولوجى للمسيح وللكنيسة, ففى هذا الوقت نادى يسوع بصوت عظيم وصرخ"ياابتاه فى يدك استودع روحى"ثم اسلم الروح, لذلك نجد قطع الاجبية تركز على المسيح الذى ذاق الموت بالجسد, ومن اسلم الروح فى يدى الآب, ومن احتمل الموت والصلب, وبموته قتل الموت, واظهر القيامة.
لذلك نقدر ان نفهم ما تقوله الاجبية بمنظور اسخاتولوجى وليس كحدث قد تم فى الماضى, فالاجبية تقول: " يا الله الآب أبو ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح هذا الذي بظهوره خلصتنا وأنقذتنا من عبودية العدو. نسألك باسمه المبارك العظيم أنقل عقولنا من الاهتمام العالمي والشهوات الجسدية، إلى تذكار أحكامك السمائية وكمل لنا محبتك للبشر أيها الصالح".
فالطلبة تتحدث لله الآب, الذى ارسل إبنه ليُخلصنا ويُنقذنا من عبودية العدو, نسأله أن يُكمل لنا محبته, فماذا بعد خلاصه لنا من العبودية وظلال الموت؟(القداس الباسيلى), هُنا نحن نطلب معونته ان يُساعدنا أن نُتمم ايام غُربتنا, هُنا يُكمل الله محبته.نسأله ان يفدى اجسادنا, ويمنحنا التبنى فداء الاجساد, ننتظر تغير هيئة جسدنا الى صوره جسده الممجد, فكما فى ادم خضعنا للموت فى المسيح نتحرر من طغيانه.


[1] تعليقه على رومية 8.
[2] شرح رسالة رومية.
[3] تفسسر كورنثوس الاولى.
رسائل الى الكهنة.52[4]
[5] تفسير كورنثوس الاولى.