2020/07/30

اوريجانوس والبابا ثاوفيلس(ج4)


·      
·       كان ثاوفيلس التاثير الكبير فى تاريخ اوريجانوس,ربما اكثر من ديمتريوس, فبلغ تاثيره على مجمع قبرص الذى عُقد لحرمان كتب اوريجانوس, [1]وكان السبب فى الصراع الذى نشب بين ابيفانيوس,وق.يوحنا ذهبى الفم, وكان له القول الفصل فى حرمه. [2] 
·       يذكر لنا التاريخ ان ثاوفيلس كان من مؤيدى اوريجانوس, فى نقطة"ليس لله هيئة بشرية", وكان يجاهر بذلك, فى رسالته الفصحية للرهبان(399),ويحثهم انه لاينبغى التفكير هكذا. فعلم فريق من النساك المخالفين له بذلك[3].
·       فغضبوا على ثاوفيلس,وتركوا اديرتهم وتجيشوا بكثرة متجهين الى الاسكندرية,وعزموا على الفتك[قتل] بالبطرك-حال رؤيته-فاحتشدوا حول داره يتوعدونه_ويهددونه, فراى ثاوفيلس الغيظ والغضب فيهم,ولكى ينقذ نفسه خاطبهم بود واسكن ثورتهم.مستخدماً اسلوب جسدى فى وصف الله قائلا:ـ " عندما اراكم فكما لو كنت ارى وجه الله,فنجح فى تهدئة ثورتهم. [4]
·       لقد ظنوا انها اقتبس رسالته من  تعاليم اوريجانوس,فطلبوه بحرمان اوريجانوس,وكل من يقرا كتبه,والا اعتبروه[ثاوفيلس] مهرطق, [5] ,فإن كان هرطقة معلمه هى طوق النجاة فلما لاء؟فالحى ابق من الميت, فجاء رد ثاوفيلس: "انا ابغض اوريجانوس,واذم من يهتم به"[6]
·       ويا للعجب, فمن كان مُتيم باوريجانوس ابغضه امام السيف والرمح, والأعجب ان ينصاع هذا البطريرك لجماعة من الرهبان يصفهم التاريخ انهم اميين.لايعرفون القراءة ولا الكتابة, فقديماً [ديمتريوس الاممى] واليوم يحدد هؤلاء الجهلاء مصير عالم جليل مثل اوريجانوس, وهم مجموعة من الجهلاء.[7]
·        وبعدما ذهب الرهبان الى اديرتهم,ولخشية  ثاوفيلس من اتباع اوريجانوس[الاخوة الطوال] اذ به يرسم احدهم اسقفا على هرموبوليس, ووكل بعضهم بمهام كنسية,ومع مرور الوقت أدركوا تضررهم الروحى,وان هذا الاسقف يسعى للكسب واقتناء الثورة بشراهة. [8]
·       فرفض الاخوة الطوال البقاء  مع ثاوفيلس, ولكى لايحرجوه,او خشية منه,قالوا له انهم يفضلون حياة الوحدة اكثر من المدينة,ولكنه ادرك السبب الخفى,فهددهم باستعمال كل انواع الضرر ضدهما[9]
·       ويذكر التاريخ عن ثاوفيلس انه لكى ما يشبع مشاعر الحقد والانتقام لديه,لم يتردد ان يغير فى تعليمه, وان لايعادى اوريجانوس واتباعه اكثر,فنجح فى توسيع دائرة الكراهية حول اوريجانوس وكسب صف الكثير  من الرهبان حوله,وقام بتسليح الرهبان ضد اتباع اوريجانوس[10].
·       يا للعجب من رهبان كانوا يمسكون السيف على بطركم بالامس,اليوم يمسكونه ضد اعدائه,ولا مانع لديهم من قتل المخالفين لهم,الا يذكرنا هذا, بما حدث مع الاسقف الشهيد الانبا ابيفانيوس اسقف دير ابو مقار؟ فما كان من اتباع اوريجانوس[الاخوة الطوال] الا الهروب الى القسطنطينية؟,ونتيجة لترحيب ذهبى الفم بهم ,فقد لاقى من  ثاوفيلس ما لم يحتمله احد




[1] Scholasticus, The Ecclesiastical History (Place of publication not identified: NuVision Publications, LLC, 2007), ch, 6.
[2] Scholasticus, (6:15).
[3] سمع هؤلاء الرهبان بامر هذه الرسالة الفصحية,يوم البصخة المقدس,اذ كان هناك ناسك يدعى ايفو,وكان متوحداً,ولاينزل الكنيسة الا يوم البصخة فقط,فسمع الرسالة تقرأ اثناء الصلاة,وبعد نقشات بينه وبين ثاوفيلس,عينه اسقف على ابهنسا
[4] Scholasticus, 6;7.
[5] Scholasticus, 2:7.
[6] Scholasticus, 6;7.
[7] Scholasticus, The Ecclesiastical History, 6;7;5.
[8] Scholasticus, The Ecclesiastical History, 6;7;5.
[9] Scholasticus, The Ecclesiastical History, 6;7;5.
[10] Scholasticus, The Ecclesiastical History, 6;7;5.

2020/07/23

اوريجانوس والقديس ابيفانيوس(ج3)



  • من الغريب انه حتى القرن الرابع, لم يَقُم مجمع كنسى مسكونى بحرمان اوريجانوس بسبب هرطقاته[هذه الحُجة سيستخدمها ذهبى الفم فيما بعد فى دفاعه عن اوريجانوس],سوى مجمع مكانى  لديمتريوس وفيه عُزل اوريجانوس من الكهنوت فقط,لا بسبب هرطقة. فحتى مجئ القديس ابيفانيوس(310-400),لم تحكُم الكنيسة عليه.
  • لقد عقد ابيفانيوس مجمعاً فى قبرص(402م),وبايعاز من ثاؤفيلُس ذهب بقرار المجمع الى القسطنطينية,ليعرضه على المجمع هُناك, ويطالبهم بادانة كتب اوريجانوس [1], فاعترض  أحد الاساقفة يُدعى سيوتيموس(اسقف سكيثيا)[2]
  •   قائلاُ:ـ " لا اوافق على اهانة من مات فى التقوى,ولن اُذنب بهذا العمل [الحرمان] غير التَّقَوِي، فكيف أُدين من لم يُدِنْهُ أسلافُناا[لاحظ أن حتى هذا الوقت لم يُحرَم اوريجانوس لبدعٍ],ولم يرفضوه, فانا  لم اجد عقيدة خاطئة-شريرة-فى كُتب اوريجانوس"[3]
  • ومع صَمْت ابيفانيوس في أن يُعطى ردًا عن سبب الحرمان, اراد سيوتيموس ان يُحرجه اكثر,كما لو كان يقول له "انت تريد حرمانه دون دليل ولكن انا سادافع عنه ومعى الدليل!", ثم اخرج سيوتيموس إحدى كتاب أوريجانوس وقرأ منه,مؤكدا توافقه مع الايمان الارثوذكسى, ومن يتكلم بالشر عن اوريجانوس يهين الكتب المقدسة مصدر اوريجانوس,[4]  
  • لقد كان هذا التصرف صادم لإبيفانيوس,فلم ينطق بِبِنْتِ شَفَهٍ، وما كان يدور بخلده هو كَوْنِ أوريجانوس"وحش وسأحرمه دون سببٍ"، ولكن حظَّه العثر لم يحالفه في أن يُعطى سببًا للحرمان، ويُعلِّق المؤرِّخ سقراط على هذا الموقف قائلاُ: "لم يقدر إبيفانيوس أن يعطى سبب لهذا الحكم، سوى أن هذا مناسب له ولثاؤفيلس في رفض تلك الكتب".[5]  
  • بعد عِدَّة أيام, طلب ذهبى الفم-البطريرك- الصلاة مع ابيفانيوس,فرفض حتى يحرم ديسقورس وأخوته[تلاميذ اوريجانوس] ويُدينأيضاً ما كتب اوريجانوس, وكان مُصمِّمًاعلى ذلك, حتى ولو كان الأمر بلا سببٍ أو دليل
  •  ولكى يخرُج يوحنا من هذا الامر طلب من ابيفانيوس عَقْدَ مجمعٍ مسكونيٍّ، فلم يقدر إبيفانيوس أن يقوم بدعوة مجمع مسكوني ليُدين أوريجانوس، لعل السَّبب وراء ذلك هو نقص الحُجة التي لديه. وجاء رد ابيفانيوس غريب جداً, اذ غضب من يوحنا,وحرم كتب اوريجانوس, واتهم يوحنا بتأييد الهراطقة,وبكل وداعة ارسل يوحنا رسالة له,يوضح له الكثير من اخطأه,ويحذره لكى لايثور عليه الشعب,فانتبه ابيفانيوس فترك الكنيسة وذهب الى قبرص. [6]  
  • وحسب سقراط المؤرخ, كل أفعال إبيفانيوس كانت بتحريض من الامبراطورة, حتى تَنَبَّهَ يوحنا إلى ذلك، فوعظ ضدَّ سلوكها، فغضِبت منه، وكلَّفت ثأوفيلُس بمُحاكمة يوحنا[كنسِيًّا]، وقد كان, فقد بدأ ثاؤفيلس بشن هجومه على يوحنا، وإلقاء التُّهم جُزافًا، وكما يقول سقراط فكل تُهَمِهِ كانت سخيفةً[بلامعنى]، لذلك طلب يوحنا أن يقام مجمعٌ مسكونٌّ، ولكن تأتي الرِّياح بما لا تشتَهِ السُّفن فلم يحدث ما أراد.[7]  
  • والعجيب أن ثأوفيلُس الذي قام بتحريض إبيفانيوس على حرمان كتب أوريجانوس، ظل يقرأ تلك الكتب، حتى سأله البعض ذات يوم عن سبب قراءة الكتب المحرومة، فقال: ـ " أن[كُتُبُهُ]مثل بستانٍ مُمْتلئٍ بأنواعٍ شَتَّي من الزهور، وأنا أقطف الجميل منها، وأتجأوز عن البقيَّة!"..[8]



[1] Scholasticus, The Ecclesiastical History (Place of publication not identified: NuVision Publications, LLC, 2007), ch, 6.
 [2] Jerome Thomas P Halton, On Illustrious Men (Washington, D.C.: Catholic University of America Press, 1999), 131.
أول من ذكره أسقفاً القدّيس إيرونيموس ( 420م ). و قد قال عنه إنه كان راعياً لامعاً و له محبة فائقة لله و الناس ، كما كان لاهوتياً بارعاً و كاتباً موهوباً لا يكلّ. القديس يوحنا الدمشقي يقول عنه إنه كان متواضعاً ، صانع العجائب ، يشفي المرضى بنعمة ربّه . هذا ، وبالنظر إلى كتباته الآبائية ، اعتُبر ثيوتيموس مبدع الفيلوكاليا الرومانية . ولا شك أنه تأثّر بكل من ذهبي الفم  والآباء الكبّادوكيين ، و له كلام جميل في موضوع سكون العقل و القلب .
 [3] Scholasticus, The Ecclesiastical History, (6:12:2).
[4] Scholasticus, (6:12:.
[5] Scholasticus, (6:12:).
[6] Scholasticus, (6:14).
[7] Scholasticus, (6:15).
[8] Scholasticus6:17