2023/01/18

اسباب ظهور إقرارات(قانون الإيمان)

 اسباب ظهور إقرارات(قانون الإيمان)


-    من اللافت للإنتباه ان نرى الكنيسة فى شتى بقاع العالم تهتم بوضع قانون إيمان (محلى)، فقبل قانون الايمان النيقوى كان هناك اكثر من قانون ، فنجد قانون إيمان خاص  بإيرينيؤس فى (فرنسا)واخر فى (قرطاجنة) خاص بكبريانوس وغيره لترتليان (شمال افريقيا) واخر لنوفتيان( روما) واخر لغريغوريوس فى قيصرية واخر فى اورشليم لكيرلس...الخ

-    هذا الانتشار والتنوع الجعرافى يعنى ان هناك حاجة ملحة دفعت هؤلاء الاباء لوضع قانون الايمان ،مما يدفعنا اليوم لطرح السؤال (ما الحاجة إلى قوانين الايمان)

-    وهذا السؤال شغل الكثير من باحثى المسيحية المبكرة ابرزهم  (اوسكار كولمن) و (جيفرى بروميلى)وغيرهم، وكان الجواب هو:-


1-   وسيلة هام لتعليم المعمدين اساسيات الايمان ولهذا كانت الكنيسة لاتقبل معمودية احد الا اذا اقر بقانون الايمان قبل الانضمام لجمعة المؤمنين فيقول ق.روفينوس:- "كان على المتقدم لمعمودية قبل نوال نعمة المعمودية ان يقولوا بصوت عالٍ - قانون إيمانهم -يسمعه الجميع " وذلك للتأكد من سلامة إيمانهم[1]

2- ومما سبق يتضح ان قانون الايمان وضع ايضاً للدفاع عن الايمان ضد الهرطقات,فبمجرد وضع التعليم الغريب على مسطرة قانون الايمان يتضح  التعليم السليم من الخاطئ.


3- وايضاَ كان يُستخدم قانون الايمان فى "اخراج الشياطين" وهذا اشاره له ق.يوستينوس كثيراً فى حواره مع تريفون [2],وايضا العلامة اوريجن ضد كيلسوس[3].  وايضاً فى ازمنة الاضطهاد والعبادة الليتورجية..الخ.

 

-     ويلخص كولمان ذلك فى فى كتابه(The Earliest Christian Confessions) بطرد سؤال [ماهو الدافع الذى يجعل المسيحيين محتاجين الى صيغة اعتراف رسولى يتضمن ايمانهم، رغم ان الكتاب المقدس عندهم] [4]وكان الجواب- على مر العصور- [الدفاع عن الايمان، المعمودية ،والعبادة ،واخراج الشياطين ،والضطهاد] [5]

-    ويضيف "جيفري دبليو بروميلي" ان التعليم كان من ضمن قائمة اسباب ظهور قوانين الايمان، لقد كانت وسيلة هام للتعليم فمن يأتى للإيمان المسيحى كان يحتاج لمعرفة أساسيات الإيمان[6]

-    يضيف "كولمان" ملاحظة هامة وهى ان كل قوانين الايمان تأتى فى صيغة مضارع فهى لم تكن حدث قديم-ماضى- كما لو كان مجرد تاريخ، كأن هناك فاصل زمنى بينه وبيننا،ولم يأتى فى صيغة المستقبل ، فنفصل بين ايماننا وبين ما نرجوه،  فهو  فى صغية المضارع، نؤمن به وبفاعليته، ويؤهلنا –لرجاء-المستقبل.[7]

-    اما بخصوص معمودية الاطفال نعم كان الغرب يرى ضرورة ملحة لمعمودية الاطفال، وكان الغرض الاساسى هو عقيدة"وراثة الخطية " مثل العلامة كبريان الذى يربط المعمودية بخطية الطفل،ولم يختلف ترتليان عنه كثيراً، اما فى الشرق فكانت معمودية الأطفال بغرض التقديس والتبنى وشركة الميراث الذى لنا فى الابن[8]



[1] Rufinus . J. N. D. Kelly, Rufinus: A Commentary on the Apostles’ Creed (Westminster, Maryland: The Newman Press, 1955).

[2] Justin . Thomas B. Falls, The First Apology, the Second Apology, Dialogue with Trypho, Exhortation to the Greeks, Discourse to the Greeks, the Monarchy or The Rule of God (The Fathers of the Church, Volume 6), Fathers of the Church (Washington [D.C.]: Catholic University of America Press, 1965),ch 30:3-76:6,

[3] Origen, Against Celsus = Contra Celsum: The Complete English Translation from the Fourth Volume of the Ante-Nicene Fathers, A. Cleveland Coxe, Frederick Crombie, New edition with introduction and notes revised (United States: Ex Fontibus Co., 2013),ch1:3.

[4] Oscar Cullmann, Earliest Christian Confessions, Gary R. Habermas و Benjamin Charles Swan, John Kelman Sutherland Reid (Eugene, Oregon: Wipf & Stock, 2018).64

[5] Cullmann, Earliest Christian Confession, 64.

[6] Geoffrey W. Bromiley, International Standard Bible Encyclopedia, Fully rev (Grand Rapids, Mich.: Eerdmans, 1982).807

[7] Cullmann, Earliest Christian Confessions, 64.

[8] John Chrysostom و Paul W. Harkins, St. John Chrysostom: Baptismal Instructions, Ancient Christian Writers (Westminster, Md., London: Newman Press : Longmans, Green, 1963), 3:6.