2020/05/29

نسطورية ما قبل نسطور-تناول اللاهوت


  • لقد كان فى انطاكية شخصيتين مشهورتين جداً, وهُما المعلم ديودور الطرسوسى(390م)وتلميذه ثيؤدور الموبسويستى,وكان الاخير من اكثر مؤيدى التفسير الحرفى, ويعتبر الاب الحقيقى للنسطورية, فاتجه لمدرسة ليبانيوس الوثنى لدراسة الخطابة والادب.
  • وتشرب ثيؤدور الموبسويستى-النسطورية قبل نسطور - من معلمه ديودور الطرسوسى, وكان يرى ان الكلمة عندما اتخذ جسداً,واتحد به اتحاد خارجى, وهذا الاتحاد قائم على الاتصال لا الاتحاد, [1]وكان دوما يستخدم كلمة    Συνάφεια[2] ليصف طبيعة العلاقة بين الكلمة والجسد, وكان هذاالاتحاد شبيه بذلك الذى بين الزوجيين[3].
  •  لقد كانت الرؤية المشوهة عند ثيؤدور للاتحاد بين الطبيعتين تأثير بالغ على رؤيته للافخارستيا, فكان يراها مجرد جسد ودم-الرب-ولكنها لا تتسم بالخلود والحياة,فحسب ثيؤدور هذا الجسد,لايملك حتى هبة الخلود,وتم هذا فقط  بعد القيامة ,فقد منحه الروح القدس-الخلود- من خلال الاتصال Συνάφεια بالطبيعة الالهية[4]
  • فتأثر نسطور بتلمذته على يد الموبسيوستى, حتى انه كان يرفض ان الله يموت ويتألم, فالذى مات هو رداء اللاهوت فقط, والذى تكفن لم يككن الله,فواهب الحياة لا يموت.فيقول [5]
انهم يفترون على اللاهوت مدعين انه قابل للموت,ويتجاسرون بانزالهم اللوجوس الى مستوى الخرفات..فبيلاطس لم يقتل اللاهوت,ولكنه قتل رداء اللاهوت...ولم يلف يوسف الرامى اللاهوت بالكتان...فواهب الحياة لايموت,والا من الذى اقامه...من تشكل فى رحم العذرا ليس هو الل...الله لم يتالم, ولكن الجسد المصلوب؟[6]
  •  فلا عجب ان يقول نسطور ما قاله ثيؤدور عن الافخارستيا, ولاغرابة فى ان يرفض نسطور ان ما نتناوله ليس هو اللاهوت, فكان يرى ان اتحاد الطبيعتيين هو اختلاط, ويجب ان يكون هناك اتصال لا اتحاد, وعليه فما نأكله فى الافخارستيا هوالجسد,لا اللاهوت, فاللاهوت لايؤكل,لذلك  يقول:ـ
اذا اختلطت الطبيعتين فى واحد,فلماذا نسب الكتاب المقدس للرب؟ الذى قال انه اخذ الخبز وشكر واعطى التلاميذ,وقال خذوا كلوا منه كلكم, لان هذا هو جسدى, لماذا لم يقل هذا هو لاهوتى godhead الذى يكسر من اجلكم ومن اجل الكثيرين؟؟وعندما اعطى الكاس لم يقل هذا هو لاهوتى godhead ولكن قال هذا هو دمى الذى يسفك لمغفرة الخطايا(متى28:26)[7]






[1] Karl Joseph von Hefele, A History of the Councils of the Church: From the Original Documents (Eugene, OR: Wipf & Stock, 2007), 6.
[2] J. N. D KELLY, Early Christian doctrines (London: Adam & Charles Black, 1977), 300–308.
[3] Philip Schaff ,Henry Wace, The Seven Ecumenical Councils (Peabody: Hendrickson, 1999), III.
[4] István Perczel, , The Eucharist in Theology and Philosophy: Issues of Doctrinal History in East and West from the Patristic Age to the Reformation (Leuven: Leuven Univ. Press, 2005), 13.
[5]Perczel, 13.
[6] Karl Joseph von Hefele و Karl Joseph von Hefele, A History of the Councils of the Church, From the Original Documents, by Charles Joseph Hefele. (Edinburgh, T. & T. Clark, 1972), V3,16.
[7] Perczel, The Eucharist in Theology and Philosophy, 10.

2020/05/23

عفواً يا أنبا روفائيل




عفواً يا أنبا روفائيل
  • لانفع من محاولات ترقيع التعليم-المتكررة, فإما ترك القديم برمته,او التمسك بكب مافيه, فالمثل يقول:  "إيه يعمل الترقيع في الثوب البالي!", فملحوظ لدينا كم التخبط اللاهوتى فى عظات نيافته, حتى انك لاتُنهى عظة فتجد عكسها فى الاخرى.
  • والغريب ان نيافته يعلم احيانا, بل ويرفض تعليم كان يُعلم بها المتنيح الانبا شنودة-ذهبى الفم- وبعد ذلك تجده من اشد المدافعين  عنه [!]فمثلا نيافته مبيرتحش لكلمة "خطية غير محدودة"[1] المنتشرة بشدة فى كتابات الانبا شنودة. وتارة يرفض شرح الثالوث كونه: "عاقل وحى وكائن[2]", وغيره الكثير[3], مما علم به المتنيح .
  • واليوم خرج علينا الأنبا روفائيل ببوست, يوصف بكونه"بوست الموسم", يرفض فيه أن الآب يغضب على الابن. فيقول: " لا يجب تصوير الآب أنه غاضب، والابن جاء ليسّكن غضبه. وأن الآب يتشّفى، ويسكن غضبه، برؤية دم ابنه مسفوكًا.", وهى محاولة حميدة منه, كونه يحاول الخروج من مأزق انقسام اقانيم الثالوث, وهى هرطقة ادركها نيافته.

  • والمدهش أن ما يرفضه نيافته هو ما علم به الأنبا شنودة بالحرف فقد صور-الانبا شنودة- الآب أنه غاضب, والمسيح جاء يعالج غضبه, ويصالحه, بل ان الابن كان على المذبح يحترق بنار العدل الالهى, حتى يتنسم الاب رائحة رضا.  [4]


    فالأن نيافته فى مأزق, اما هو او الأنبا شنودة على صواب, فمُستحيل كلاهما على صواب, وبالمناسبة متخدش كلام من مينا مختار,علشان لمؤخذة خاربها. وعلى اتفاقنا أن لا نُشخص الأمور ونُركز على التعليم أفضل
     


 

الانبا روفائيل
الانبا شنودة(تأملات الجمعة العظيم)
لا يجب تصوير الآب أنه غاضب،
وخطيئة الإنسان كانت لها نتيجتان: أولًا إغضاب الله، وثانيًا هلاك الإنسان. (ص21)
والابن جاء ليسّكن غضبه
وجاء السيد المسيح ليعالج الأمرين معًا. 1- يصالح الله الآب، ويتحمل غضبه، ويدفع ثمن الخطية(ص21)
وأن الآب يتشّفى، ويسكن غضبه، برؤية دم ابنه مسفوكًا.

قد أعد-الآب- مذبح..تقدم المسيح ليصعد عليه...اتقدت فيه االنار...نار العدل الألهى..ظلت النار تتقد..كانت النار تلتهم المحرقة,وصعد دخانها,وتنسم الآب رائحة رضا(ص24-25)
وأن الآب يتشّفى، ويسكن غضبه، برؤية دم ابنه مسفوكًا.
صرخت المحرقة: إلهى إلهى.."إنه تبارك اسمه-الاب-ترك نار العدل الإلهى تتقد فيها حتى النهاية لأرضاء الآب ومصالحته عن كل خطية(ص25)

آلام الغضب الإلهى كانت مبرحة...وكذبيحة إثم تشتعل فيه النار الإلهية حتى تتحول الى رماد,وتوفى عدل الله كاملا