2024/04/24

هل كان نسطورنسطوريا؟ الخلفية التاريحية للكريستولوجى المبكر(ج2)

  •  ظهرت قبل فترة المجامع المسكونية  عدة هرطقات فيما يخص "طبيعة الرب يسوع"ـ على الاقل أول ثلاثة قرون كانت الكنيسة تُعانى من جماعة الابيونيين والدوسيتية وهم من الطوائف الغنوصية، وكل هذه الطوائف مكنش عندهم مشكلة مع"ألوهية الكلمة"بل كانت مشكلتهم منحصرة فى""طبيعة جسد المسيح"،ومن هنا ظهرت فكرة  "جسد المسيح الخيالى"وانه لم يصلب، فالصلب وقع على خيال ، وحسب فكرهم فالمادة شر ولايمكن  لله ان يتحد مع طبيعة شريرة ،لان هذا ينقص من قداسة الله
  • فنجد الكنيسة الاولى كانت تهتم بالاكثر على تأكيد "بشرية يسوع" اكثر من تأكيدها على ألوهيته، فلم يكن هناك أى جدل حول "ألوهية المسيح"فهى حقيقة مثبتة ومؤكدة حيث كان تقدم له العبادة .
  • ولكن الاتحاد بين"الكلمة"الازلى و"الجسد"المخلوق (الشرير)  سبب عثرة لتلك الطوائف الغنوصية،وبالتالى كان السؤال الهام فى ذلك الوقت  "هل كان يسوع بالحق انسان"وليس سؤال"هل كان يسوع الها"،فنجد أن انجيل يوحنا كتب من أجل تأكيد حقيقة الجسد الذى أخذه الكلمة الأزلى.
  • فى هذا الوسط ظهر"نسطوريوس" ووجد  تيارين(لاهوتيين) مهمين للغاية فى الكنيسة  ،وكلاهما يهتم بالطبيعتين دون ان ينقص من الاخرى:-

1- التيار الاولlogos sarxis:-

 ويعبر عنه بالاساس"ق.اثناسيوس"وهذا التيار يرى ان الكلمة قد اتحد بطبيعة بشرية مثلنا  ,وأخلى ذاته(فهو لاهوت تنازلى  اى(الله تنازل)

2-التيار الاخر(الانطاكى)logos anthropos:-

على النقيض كانت(كنيسة انطاكية) ،تقدم لنا لاهوتا تصاعديا مشددا على انسانية يسوع  ،فهو لاهوت تصاعدى يشدد على انسانية يسوع،باعتباره انسان حقيقى تام وكامل


  • لايمكن تقييم افضلية مدرسة على الاخرى،فكلاهما يمثل تيار فكرى قوى للغاية فى الكنيسة الاولى،وكلايهما يبداء من منطلقين مختلفين وكلاهما مقبول،


  • تهتم الدراسات الحديثة بتلك الخلفية التى ظهر فيها نسطوريوس،وتحاول تبرير تعاليمه بصورة متزنة مثل تلك الدراسات التى تحاول تبرئة ""ق.ديسقورس"و"ق.ساويرس 


  • وحسب "دفاع نسطوريوس"المعروف باسم The Bazaar of Heracleides فنجد انه فى ايامه  اظهر بعض الاكليروس(السازج)تعاليم  تتفق مع"الأريوسية"و"الأبولينارية"ورغم ان كلايهما يُنكران لقب"والدة الاله"،الا انهم قبلوه بمنظورٍ ومفهوم خاص يخدم فكرتهم ،اى ان "الكلمة"لم يكن أزلى وكان له بداية ويأخذ بدايته من عذراء،وفكرة عدم وجود  نفس انسانية،وكان رفض"نسطوريوس"لهذا اللقب نابع من مقاومة لتلك البدعتيين.

فنقرا فى "دفاع نسطوريوس" 

[لقدوجدت تعاليم ضالة كثيرة قد أًصابت التعليم الأرثوذكسى،من خلال تبنى مرض(هرطقات)الأبولينارين،والأريوسين،فيقوموا بالخلط بين اللاهوت والناسوت وقت التجسدد،فالبعض من الاكليروس (بجهل)والبعض(اكليروس)عن قصد فاسد،يجدفون على الاله الكلمة الواحد الذى هو مع الاب(فى الجوهر)،ويدعوا ان بدايته(الكلمة) كانت من مريم والدة المسيح...وتحول(جسده)الى الطبيعة الالهية،فهم بذلك يجعلوا بداية الابن الله الوحيد هو وقت بداية جسده،...ويدعوا ان اللاهوت مات مع الجسد،وبذلك يتحدثون عن تأليه الطبيعة الجسدية(تأليه خاطئ)ويتحدثون عن تحول(الجسد)الى اللاهوت،وهم بذلك يجردون  (الجسد واللاهوت)من طبيعتهم...وبالغوا فى تكريم العذراء مريم/كما يكرمون الميح،وجعلوها إلهة،واقصد انهم جعلوها والدة ل(الإله)...فأنا ارى هذا اللقب غير مناسب للعذراء،لأن بذلك يجب ان تكون من نفس طبيعة من تلده(إلهة)،ولكن هذا اللقب(والدة الاله)نقبله فقط اذا قولنا انه (هيكل)الله الكلمة الذى لم ينفصل قط عنه،وهذا(الهيكل)قد أخذه من مريم،وليس من منطلق إنها والدة الله الكلمة(اى مصدر الالوهية)فكيف لها ان تقدر على ولادة من هو كائن قبلها]



Friedrich Loofs.Nestoriana: Die Fragmente Des Nestorius.170-171 -


 1-فنجد ان التيار الذى كان يواجهه "نسطوريوس"وينعته بـ"الفساد الاكبر الذى حل بالتعليم الأرثوذكسى"هو تيار يضم  هرطقة  "أبوليناريوس"و"أريوس"،فالاول يرى فى لقب"والدة الاله"تأكيد على عدم وجود  نفس انسانية للمسيح ،اما "هرطقة اريوس"فترى ان هذا اللقب يعنى ان "الكلمة الابن"كان له بداية،

2-ولهذا رفض "نسطوريوس" لقب"والدة الاله"بمعناه الاريوسى والابولينارى،وقبله بالمعنى اللأرثوذكسى السليم،مؤكدا على أزلية الابن ، وحقيقة النفس الانسانية للمسيح،ويقبل  المصطلح اذ ما أكدنا على ان مريم "انسانة وعبدة"وانها لم تكن من نفس طبيعة الابن،ولم تمنحه الالوهية،مؤكدا ان الابن كان موجود قبلها،بل وهو خالقها

  

يتبع بتعليق ق.كيرلس على هذا الكلام

 

 


2024/04/22

نسطورية نسطور والعزلة القبطية


  • تتوالى الاحداث فى كنيسة"ام الشهداء" بصورة مدهشة، فمن خناقة"نظرية التطور" الى خناقة"متى المسكين"وغيرها من الخناقات التى تحرق بنزين بلافائدة،واخيرا خناقة"نسطوريوس"
  •  كل تلك الخناقات  لاتدلنا-للاسف- الا على شئ واحد فقط، هو عزلة وغيبوبة قبطية، تضرب وتجتاج  الكنيسة، فمنذ عام541،ونحن قد أغلقنا على أنفسنا الابواب وذهبنا الى غيبوبة لاهوتية، لانريد ان نفيق منها،ولا يهمنا فنحن مكتفين بComfort Zone مكتفين بكام كتاب للمتنيح الانبا بيشوى او البابا شنودة او وكام كتاب قبطى فقط.
  • ولاندرى عن العالم الخارجى شئ، فالعالم بالنسبة لنا  هو"كهف افلاطون"  وما خارجه لاندرى عنه شئ, نرفض ان نعرف عنه اى شئ،فهناك دراسات لاهوتية وعلمية تُنشر،ولكننا فى  Comfort Zone نتأمل خيبتنا الكبيرة،
  • لن تقوم لنا قائمة لو فضلنا باصيين تحت رجلينا، لو لم ننظر خارج الدائرة القبطية مش بقول لك غير فكرك ولا بقول لك حب دا واكره دا،انا كل غرضى هو شوف غيرك بيقول ايه من باب  العلم بالشئ،
  •   فى الدراسات اللاهوتية الحديثة عن "نسطوريوس" بنلاقى مطروح سؤال"هل كان نسطور نسطوريا؟"وفى كتب وابحاث بهذا الاسم،ودى موضوع رسالات دكتوراه كتير فى الغرب،فمتستغربش عزيزى لما تلاقى بوستات بهذا العنوان
  • مش غرض البوست ان أحلى نسطور أو اقبح ق.كيرلس فى عينك،فأنا من أشد المحبيين لكيرلس(ورسالة الماجستير عنه)ولكن غرضى هو افتح عينك على الفكر اللاهوتى المعاصر،غرضى اقول لك بص حوليك،انت مش عايش لوحدك فى الساحة اللاهوتية،كفاياك انغلاق وجهل،وروح بص على الكتب والدراسات الحديثة عن"نسطوريوس والنسطورية"مش بقول لك غير رؤيتك لكيرلس كقديس،ولا بقول لك قدس نسطور،لا انا كل ال حابب اقوله شوف غيرك بيقول ايه وبيفكر ازاى.
  •  فالدراسات اللاهوتيةالحديثة منذ القرن الثامن عشر وحتى يومنا هذا تنظر الى"نسطوريوس"بصورة مغايرة لما تعودنا عليه فى مجتمعنا القبطى"المنغلق"، دراسات وصلت الى حد تبرئة "نسطوريوس" مما نسب اليه
  • فى كتابNestoriana : die Fragmente des Nestorius يسجل لناFriedrich Loofs خطاب من نسطور يمكن ان نعتبره ملخص لفكره اللاهوتى،ولوفس هو لاهوتى ألمانى وأستاذ تاريخ الكنيسة،
  • و  اعتقد ان مفيش ورقة اكاديمية تخص"نسطوريوس"ممكن تخلوا من ذكرل"لوفس"الدراسة دى وغيرها،بتسرد لينا اجزاء  كبيرة من"دفاع نسطور"المعروف باسمThe Bazaar of Heracleides 
  • وفيه استخدم نسطوريوس اسم مستعار"هيراقليدس الدمشقى"من أجل الدفاع عن نفسه ومهاجمة "ٌق.كيرلس"و"ق.ديسقورس"والتأكيد صحة تعليمه،هذا العمل تم اكتشافه عام (1895)
  • هذا الاكتشاف ادى الى تراجع الكثير من العلماء  عن رأيهم التقليدى،فهل نحن على دراية بما يجرى فى الساحة اللاهوتية الخاريجة؟ام مازلنا قابعيين فى تراب الماضى،حاصرين الكريستولوجى فى اثبات لاهوت المسيح وعمل كتب دفاعية خايبة؟
  •  الدراسات الحديثة  تبرىء نسطوريوس من النسطورية، كما تبرىء ق.ديسقورس وق.ساويرس  ،اذ ترى النسطورية كهرطقة بعد(قبل) نسطور مغايرة تماما للفكر اللاهوتى لنسطوريوس

2024/03/23

هرطقة المذنبات

 هرطقة المذنبات 

  • كانت الكنيسة فى العصور الوسطى تعتقد بان "المذنبات"عبارة عن "رجم"يلقيها الاله الغاضب لرجم"العالم الشرير" بقصد ردعه واخافته،الفكرة دى كانت عند أسقليبيوس(أسقولابيوس)واخدها العلامة اوريجين،ودخلت جزيرة العرب،وفى الاخر استقرت فى العصور الوسطى للكنيسة.


  •  كانت فكرة متجزرة للغاية فى الكنيسة،وكان اى حد يشك فيها كان ممكن يتبهدل من محاكم التفتيش [حماة الايمان] فلما اى عالم يفكر مجرد تفكير انه يقول ان المذنبات دى مجرد حركة فى النظام الشمسى كانت الكنيسة تطلع وتقول (تؤء) دى هرطقة 

  • ولان الفكرة دى انت كبيرة للغاية قويةجدا،فالاصلاح البروستانتى لم يقدر ان يغير الفكرة دى وبنلاقى لاهوتيين كبار كانوا مؤمنين بالموضوع دا زى [ميلانكثون][زوينجلى] تخيل ميلانكثون اكثر المصلحين اعتراضا على الفكر الكاثوليكى مقدرش انه ينكر الفكرةدى


  • المشكلة تكمن فى [التفسير اللاهوتى]لكل شئ واى شئ فلا قيمة لراىء العلم حنفسر لاهوت يعنى حنفسر لاهوتى وهنحشر مناخيرنا فى كل شئ


  • وبقيت اى محاولة لتغيير الفكرةدى بقت مصيبة، حتى ان الكنيسة قامت بشت[الحرب المقدسة]حسب تعبير اندرو ديكسون  على هرطقة المذنبا


  • فمثلا واحد بطنه وجعاه فنفسرها لاهوتيا يا اما دا (تجربة من ربنا) علشان يختبر ايمانك -او دا (عقاب الهى) لانك امبارح كنت بتشتم-طب مش يمكن بسبب انى اكلت طبق ملوخية حمضان مثلا او سندوتش كبدة لا (هنفسر المغص لاهوتيا)، ويوم ماربنا يكرمنا شوية ونرتقى فكريا فاى مرض بكل يقين هو[تاثير ششيطانى]وطبعا لازم تتوب علشان الواوا تخف،وسيبك من المضاد الحيوى والهرى دا


  • وطبعا فى وحل العصور الوسطى انتشرت دراسات لاهوتية مثل فقة الز**ط ،ووجوب تناول الحائط من عدمه.،وهل ينفع اكمل صلا وانا  عامل تيت ولا مينفعش ولازم استحمى...ألخ وحاجةخيبة خالص كد


  • نجت الكنيسة الكاثولكية فى تجاوز الصراع بين اللاهوت والعلم ولكن هذا الصراع جاء الينا اليوم فى مصر وبقينا نفسر كل شئ باللاهوت المشكلة دى كانت من 500سنة او700سنة واحنا مبنتعلمش من غيرنا احنا كاقباط مصممين نعيد اختراع العجلة

 Reinventing the wheel 


  • فتلاقى نفس رد فعل (عتالين الايمان) اليوم فى كنيستنا القبطية هو نفسه رد فعل اللاهوتيين الكاثوليك فى العصور الوسطى 

  • فهل نحتاج ل500-700سنة لنجتاز هذا العته العلمى؟ اظن فى ظل وجود شخص مثل البابا تواضروس على الكرسى المرقسى،وفى ظل التقدم التكونولوجى والمعلوماتى الهائل ستجتاز "ام الشهداء" تلك المحنة بكل سهولة وتلفظ"عتالين الايمان"وصبية حماة الايمان بكل سهولة


2024/03/19

تاريخ الصراع بين العلم واللاهوت وحماة الايمان تحليل موضوعى

  • ان هرطقة القول بدوران الارض هى ابشع ضروب الهرطقة جميعا واكبرها ضررا وشرا واكثرها افتضاحا وافتراءئ.ان الاعتقاد بثبات الارض هو اعتقاد مقدس بالغ القداسة.ان العفو عن القول بانكار خلود (الروح او وجود  الله او تجسد المسيح) اهون من العفو عن القول ببرهان تثبيت الار(الاب اليسوعى ملشيور انشوفر)
  • كان تصريح الاب "ملشيور "هو حال الكنيسة الكاثوليكية قديما،فى مواجهة اى علم وكل علم،ولم يتيغر موقف الكنيسة امام نظرية"التطور" ،فكما كفرت "جاليلو"وعذبته واجبرته على التوقيع على اعتذار،هكذا فعلت ل"داروين"لقد صرح "ويلبرفورس"ان دارون مذنب  يريدطمس مجد الله فى الخلق"ومبدأالانتخاب الطبيعى مناقض لكلمة الله، ونعتوه انه "مُبشر القاذورات"
  • وفى عام 1885 نشر"لى"كتاب  يعلن فيه ان لو صحت نظرية التطور"فلا مكان لله"وقال "ان الدارونية تقلب الوحى الذى انزله الله راسا على عقب"،فكل مخاوف حماة الايمان فى العصور الوسطى هى  ما نشره "لى"

  • فالقضية هى حماية الايمان والحفاظ عليه، ففى خضم الصراع بين اللاهوت والعلم نجد تصريحات مثل  "ينبغى اعداد المعركةواشعال نيرانها ليرى الناس من الذين يقفون فى جانب الله،ومن الذين يقفون فى جانب الشيطان والقرود"[احد تصريحات مجلة امريكية تهاجم التطور-اوردهاأندرو ديكسون وايت]

  • فالخوف (على الله) لا(من الله)هو المحرك الاساسى لكل حماة الايمان عبر كل العصور،فنحن نخاف على اصنامنا من التأكل والضياع،فنجد "ريتشارد بوزارث"يكتب ان التطوريُحطم كلياً ونهائياً سبب حياة يسوع على الأرض...يحطم ادم وحواء والخطية الاصلية....لو ان يسوع لم يكن فادياً ...وهذا مايقوله التطور...عندئذ تكون المسيحية لاشئ


  •  لم يكن حماة الايمان(او جماعة الامة القبطية الارهابية- سابقا) سوى حلقةوصل فى تاريخ هذا الصراع،فكما كان هكذا هُم،فالجهل والغرور والانعرة الكذابة، تملء انوف كل حماة الايمان،فى كل زمان وماكن(فى كنيستنا القبطية،وايضا فى كنيسة روما )قديما قبل ان تقوم بالمراجعات الفكرية وتقديم الاعتزارات من باباوات روما عن عصور الظلمة
  • لم يعد خفى ان كل من يهاجم البابا واباء الكنيسة(اعنى جماعة حماة الايمان)لم يعد خفى انتماء هؤلاء الى(الانبا اغاثون والانبا موسى)ـبل وملحوظ تماما مدى تنظيم ومنهجية تلك الجماعة فى الهجوم على اى فكرة تطرح فى الساحة القبطية،فعندما غير البابا طريقة طبق الميرون(مغيرش السر نفسه)قاموا عليه،وكأنطريقة عمل القهوة يدويا او من خلال ماشين مصيبةكبرى
  •  واخيرا ومن اجل الحبكة يقول زعيم جماعة الامة القبطية ان هذا"يقدم تعليما يخالف الايمان الارثوذكسي السليم "وسؤالى :"ماهو المعيار الارثوذكسى الذى يمكن ان نستخدمه لنقد او تأييد اى نظرية علمية،على سبيل المثال "نظرية التطور"ابحث ولن تجد يا زميل،فكل ما تقوله هو"خيش متهرئ،وقش متهافت"هى مجرد فرقات لفظية لبهلوان تم تصديره الى المشهد ليحمى الايمان



2024/03/04

لعن يسوع و تبجيل قيصر (المسيحية المبكرة)

-فى رسالة بلينى الشهيرة الى تراجان  يخبرنا  أن المسيحى لو  لعن يسوع(سبه وأنكار ربوبيته) كان بيطلق سراحه، ولو رفض كان بيموت ،وبنلاقى كتير فى سير الشهداءActs of the Martyrs ان كان بينطلب منهم"لعن يسوع"واطلاق الاناثيما ،ولو رفضوا بيتعدموا(بوليكاربوس مثال).


 -ودا كان عبارة عن استجواب( امتحان)من خلال  بيعرفوا بيه المسيحيين،،وربما ما ورد عن ق.بطرس فى إنكاره للمسيح  كان من هذا النوع καταθεματίζειν


 فبنلاقى ق.بولس بيقول أن محدش بيتكلم بالروح ممكن يقول"يسوع اناثيما"وبرضه محدش يقدر يقول يسوع رب الا بالروح (1كو3:!2)-


 -وبنلاقى هنا "يسوع رب"مقابل"يسوع اناثيما" ،الاعتراف بربوبية يسوع مقابل ربوبية قيصر،(اى لعن يسوع)، فبنلاقى كتير جدا فى "أعمال الشهداء" أنهم أنكروا سيادة قيصر " وأكدوا ربوبية ييسوع


 - يسجل لنا الأدب المسيحى المبكركتير جدا من محاولات التهديد والوعيد، فقط من أجل أطلاق مصطلح"الرب"على قيصر،وكانوا بيرفضوا،فى الوقت  دا كانت عبادة قيصر نوع من الولاء الوطنى للأمبراطورية،فكانت عبادته لازمه حتى يتحقق السلام الرومانى Pax Romana -


-  كانت مشكلة الرومان   فى"الحصرية الالهية" اى فى انحصار العبادة فى اله واحد فقط،والمشكلة دى كانت بتواجه اليهود والمسيحيين،لان اليهود بيعبدوا يهوة والمسيحيين بيعبدوا يهوة المتجسد،فكانت الحصرية اشبه بخيانة الدولة الرومانية،فالرومان بيبصوا للقضية من الناحية السياسية بينما المسيحين شيفنها نوع من التوحيد الواجب ليهوة وحده 


-مكنش عند الرومان مشكلة مع المسيحيين انهم يعبدوا المسيح لكن اعبدوا قيصر(وباقى الالهة) مع "المسيح" ودا علشان نضمن ولائكم للدولة ومنعتبركوش خونة وجواسيس 


- يعنى لما المسيحيين يرفضوا يلقبوا قيصر بلقب الرب"كيريوس"وتيجى انت تقول لى ان كلمة "الرب"فى العهد الجديد ممكن تتقال على البشر ومنقدرش نستنتج من اطلاق كل كُتاب العهد الجديد كلمة"الرب"على يسوع  اى كريستولوجىيا سامى High Christology عن المسيح، مفروض اقول لك ايه 


- اة ممكن "كيريوس"تتقال على اى شخص، ولكن الفيصل هنا هو  الفهم المسيحي  لهذا المصطلح،والكيفية التى  طبقوا بيها هذا المصطلح على يسوع و

2024/01/30

الثالوث بين اللاهوت الشرقى والغربى،المونارخية بين "توماس توراس" و "يوحنا زيزيولاس"(ج2)


  • الله لم يراه احد قطμονογενὴς Θεὸς ،الابن/الاله الوحيد(بردية66/75) الذى هو فى حضن الابن هوأخبر)(أعلن.لنا،وكشف لنا)ἐξηγήσατο(يوحنا18:1)
  • هدف التجسد هو أن يخبرنا الأبن عن الله، وأن نختبر تلك المعرفة،اختبار حقيقى، فلايمكننا ان (نفهم/نقترب/نختبر) الله الثالوث إلا من خلال التجسد وسر التدبير.
  • وعليه ألزم اباء الشرق  على أنفسهم  التميز(لا الفصل) بين كل ما يخص الله -أزليا-فى جوهره(أىΘεολογία)، وبين  كل مايخص الله فى تدبيره Οικονομία(داخل الزمن).
  • هذا التميز لايقوم على الفصل،كما يفعل الهراطقة(كل الهرطقات التى ظهرت فى الشرق)،وعلى خلاف الهراطقة فقد تميز اباء الكنيسة الشرقية بالتميز لا الفصل، وهذا مانراه فى لاهوتق.كيرلس،وق.اثناسيوس.
  • لم يدرك الغرب  ذلك التمييز (الشرقى) فأنتج لنا مايعرف ب"سيادة الجوهرουσίοκρατια"،ونتيجة لذلك مشكلة الأنبثاق المزدوجFilioque،كما هو معروف عند اغسطينوس.
  • ونتيجة لمبدأ "سيادة الجوهرουσίοκρατια"، كانت بداية "اللاهوت الغربى" برمته من  الجوهر -الطبيعة الواحدة-لينتطلق نحو الأقانيم الاخرى،وهما مايعرف بSubstantial
  •  بينما اباء الشرق ينطلقوا من  الشخصانية التى للأقانيم نحو الطبيعة الواحدة،فالثالوث وحدة(مونديا) والوحدة(مونديا)  ثالوث.
  • بينما كل "خوالج"الكنيسة الشرقية"،بكل ماتعنيه الكلمة،هو اتجاه "شخصانىpersonal"،لقد تفوق "الاباء اليونان"على أنفسهم فى نقطة"التمييز،وأبدع اثناسيوس فى ذلك،وتبعه فى ذلك "الاباء الكبادوك"وعلى رأسهم ق.باسليوس.
  • فلم تكن المشكلة فى الغرب "معضلة اللانبثاق المزدوج"فقط ، بل اعلاء قيمة "التاريخ"على حساب"الاخراويات"ونتيجة لذلك، تفضيل"Christology"على حساب"البنفماتولوجى"
  • وعليه ظهرت مشكلة Anthropomorphism،وعليه غاب "اللاهوت التنزيهى(Apophatic theology)" عن الغرب/وعن لاهوت اغسطينوس الثالوثى،فقام بتوصيف الله"بتوصيفات بشرية.مما انتج نوع من "الجراءة" نحو شرح كل مايخص الله فى جوهرهΘεολογία،مثل قضية "الانبثاق الازلى"

  • بينما يتجاهل الشرق(عن قصد) التوصيف والتنظير الالهى،فعندما سُئل أثناسيوس عن الفرق بين "الولادةوالانبثاق" كان جوابه الشهير["لآأعرف"،لأن الكتاب المقدس-انفاس الله-لم يوضح الفرق"]ونفس الامر عند يوحنا الدمشقى،اذ أوضح أن هناك فرق بين "الولادةوالانبثاق" ولكننا نجهل ماهيته،هكذا الكبادوك ايضا.
  • ف "الرؤية الشرقية" للتنظير الثالوثى واضحة،وهى رؤية  أكثر شخصانية و أكثر واقعية،لأنها رؤية تنزيهية بالاساس، لم تضع اطلاقا الاشخاص قبل الطبيعة.     
  • وبالمناسبة "اغسطينوس" فى الغرب ومعه "هيلارى"، وفى الشرق "اثناسيوس" و"الكبادوك" تصدوا "للاريوسية" وبقاياها ،فلم يميل اى منهم للهرطقة الاريوسية ولا اتهمهم احد بالاريوسية

2024/01/29

الثالوث مثال البشرية الصالحة كاليستوس وير

  •  واخيرا فان عقيدة الثالوث ابعد من ان ندفع بها فى ركن بعيد ونعاملها كقطعة عويصة من التنظير اللاهوتى الذى لايعنى به إلا المتخصصون، بل يجب أن يكون لعقيدة الثالوث اثرها على حياتنا اليومية، ذلك الأثر الذى ينبغى أن لايقل عن أن يكون أثراً ثورياً، فالبشر إذ هم مخلوقون على صورة الله الثالوث، مدعوون أن يُظهروا على الأرض سر المحبة المتبادل التى يحياها أقانيم الثالوث فى السماء.

  • فلنحب بعضنا  بعض حتى إننا بذهن واحد نعترف بالاب والابن والروح القدس، الثالوث الواحد فى الجوهر، لاحظوا هذه الكلمات"حتى إننا"، إن الاعتراف الاصيل بالايمان بالاله الثالوث فى واحدلايمكن ان يقوم به إلا أولئك الذين، بحسب مثال الثالوث ،يظهرون محبة الواحد نحوالاخر، هناك صلة وثيقة بين محبتنا الواحد للاخر وايماننا بالثالوث ، فالمحبة شرط أساسى للايمان بالثالوث والايمان بالثالوث بدوره يعطى كامل القوة والمعنى للمحبة


المونارخية بين "توماس توراس" و "يوحنا زيزيولاس"(ج1)

 المونارخية بين "توماس توراس" و "يوحنا زيزيولاس"

مقدمة وتمهيد
1-طرح هذا الموضوع على الساحة القبطية هو نوع من التقدم اللاهوتى ،فتحول النقاش اللاهوتى من"الدفاع" فى حقل مقارنة الاديان،وتحوله الى نقاش مسيحى مسيحى،ابائى، هو حراك لاهوتى ملحوظ على المستوى الشعبى لا الكهنوتى،فالشباب اليوم مختلف عما سبق،لذا اشيد بهذا النقاش وذاك الحراك الفكرى اللاهوتى الملحوظ بين الشباب القبطي

2-الخلاف بين"توماس تورانس"وبين "يوحنا زيزيولاس" دا خلاف لاهوتى قديم جداً،طرحه العديد من اللاهوتيين يجى من(50-60سنة)،لكنه لم يصل الى"ايجيبت" الا فى(2024) فى معرضة الكتاب،

3-والموضوع معمول عليه ابحاث ودراسات مهولة بمعنى الكلمة، فمتجيش انت كشخص عربى. تضعف وتتفه من الموضوع، لأنى بقول لحضرتك فى ناس عملوا دراسات لنوال درجة الدكتوراه فى الموضوع دا،فهو فعليا مش تافه

4-وموضع الخلاف ليس الثالوث فى حد ذاته، بل هو تنوع -او قول -تطور فى الشرح اللاهوتى،وهذ لا مشكل فيه،ويدخل فى اطار "تطور العقيدة" ,وبعيد تماما عن"جوهر العقيدة"

5-الموضوع بعيد عن الآريوسية تماماً-وال يقول لك غيركدة يبق بيهبد - فالاريوسية ملهاش علاقة بالمونوارخيةولا حتى بالديوارخية،

٦-فضلا ان الخلاف اساسه مش "توماس تورانس"ولا حتى"يوحنا زيزيولاس" بل هو قائم بالاساس على الفرق بين"اللاهوت الشرقى"و"اللاهوت الغربى"فى شرح الثالوث

٧-الخلاف بين شرح ورؤية اغسطينوس للثالوث،مقابل الاباء الكبادوك وعلى رأسهم باسليوس،واباء الاسكندرية دول فى حتة تانية خالص

٨-والمسألة دى دخل فيها لاهوتيين كتير مثل"كارل بار" و "كارل بارت "و "،ومولتمان " و "وكاثرين لاكوجنا " و "فلهارت "،فدا خلاف من ايام "اغسطينوس"و"باسليوس"بس احنا فى ايجيبت"عايشين فى "مياه اللفت"ومنعرفش حاجة عن الخناقة دى.

٩-فانت لو قريت فالموضوع دا اوعدك هتتصدم فى نص التعليم المستلم لك من"كتاتيب مدارس الاحد"

١٠-وبالمناسبة جوة"اللاهوت الشرقى"فى اختلاف وخلاف حول"المونارخية"،والموضوع جدلى للغاية،ومعقد فوق ما تتخيل،ومش هيتحل بشوية اقتباسات للاباء او العلماء.

١١-و متنساش ان توماس تورانس وزيزيولاس دول اتنين علماء تقال جدا جدا، لدرجة ان مناظراتهم اتعمل عليها دراسات ورسايل دكتوراه.فمتجيش انت عالفيس تهبد

١٠-محتاجين نتعلم ازاى تختلف و نقبل الاختلاف بعيد عن شيطنة الاخر.ونفرق بين ماهو ثابت(عقيدة الثالوث) وبين ماهو متغير(شرح العقيدة)

١١-فانت ممكن تختلف مع "الفكرة" زى ما فيه "سكولارز" كتير مختلفة معاها ا، لكن الاختلاف ميوصلكش تقول ان"المونارخية للاب"دى اريوسية،لانك كدة بتضرب فى اباء كتير من مدرسة الاسكندرية وكبادوك.وبالمناسبة فى اباء مع واباء ضد "مونارخية الاب"

2024/01/14

كتاب دموع التوبة، للقديس أفرآم السرياني (قيثارة الروح القدس)


"... اشفني يا رب فابرأ أيها الطبيب المتحنن أتوسل إلى صلاحك أشف جراحات نفسي وأضئ عيني ذهني لأتأمل تدابيرك كل حين،

 

ماذا أقول يا ذا العلم السابق الفاحص القلوب والكلى، أنت وحدك قد عرفت أني مثل أرض لا ماء لها
قد عطشت إليك نفسي.لا تعرض الآن عن طلبتي فإني إياك أطلبك وحدك، فمنذ الآن أرسل نعمتك سريعًا لتوافي لإغاثتي وتشبع جوعي وتروي عطشي. إليك أشتاق أيها السيد الذي لا يشبع منه

 

لأن من يستطيع أن يشبع منك إذا أحبك بحق وعطش إلى نورك يا معطي النور اعطني طلبتي واقطر في قلبي نقطة واحدة من نعمك وليتقد فيه لهيب محبتك كالنار في الغابة ليأكل الأفكار الخبيثة

 

أعطني بلا عدد كما يليق بالإله المعطي الإنسان. ويا من أشبعت خمسة آلاف أشبع فقرى من صلاحك.

 

أعط عبدك طلبته لأن ها الهواء يتباهى والطيور تبدل نغماتها والأرض كلها لابسة حلل الأزهار الملونة التي نسجت بغير أيد بشرية

 

ها البحر يزداد من نعمتك أيها القابل فلسي الأرملة أقبل طلبة عبدك وامنحني سؤالي لأصير هيكلًا لنعمتك وتسكن في وتعلمني كيف أرضيك

 

أيها القابل فلسي الأرملة أقبل طلبة عبدك وامنحني سؤالي لأصير هيكلًا لنعمتك وتسكن في وتعلمني كيف أرضيك.

 

أيها المسيح مخلصي الصالح أمطر في قلبي قطرات نعمتك، وكما أن الأرض المزروعة لا تستطيع أن تربي من ذاتها الغلات بغير افتقاد خيرتيك

 

هكذا قلبي لا يستطيع أن ينطق بالصالحات إلا بنعمتك

 

ماذا أقول الآن فإن صلاتي ضعيفة ومآثمي قوية وعظيمة وخطاياي وأمراضي توجعني، فيا من فتحت عيني الأعمى أفتح عيني ذهني لكيما أتأمل كل حين جمالك.

 

ويا من وضعت لجًا للبحر بكلمة أمرك ضع على قلبي لجامًا بنعمتك لكي لا يجنح يمينًا أو يسارًا عن جمالك،

 

ويا من أعطيت ماء في القفر للشعب الذي لا يذعن أعط نفسي تخشعًا وعيني دموعًا فأبكي ليلًا ونهارًا على أيام حياتي.

 

أعطني من زرع قداستك حتى أقدم ثمارًا مملوءة خشوعًا وأشكر صارخًا المجد لك أيها المعطي.

 

اسمع يا رب صلاة عبدك بشفاعة كافة قديسيك يا من لم يزل مباركًا إلى الدهر

 

آمين.

2024/01/09

نصوص ابائية(ج1) ق. إيرينيؤس أسقف ليون (الكتاب الثالث من كتاب ضد الهرطقات)

يمثل ايرنيؤس تقليد أولى للمسيحية المبكرة(من140-200م)وشهادته هامة فى هذا الشأن

يخبرنا ايرنيؤس،ان من كتب الانجيل الواحد فى أربعة أحرف,أو أربعة صور هم (متى،مرقس،لوقا،يوحنا)وكانت تلك الاناجيل متداولة ومعروفة فى الكنيسة

1. لم نتعلم من أحد خطة خلاصنا إلا من أولئك الذين جاء إلينا الإنجيل عن طريقهم، والذي أعلنوه علنًا في وقت ما، وفي فترة لاحقة بمشيئة الله، لقد تم تسليمه(خطة الخلاص) إلينا في الكتب المقدسة، ليكون أساس إيماننا وعموده. لأنه لا يجوز القول بأنهم بشروا قبل أن يمتلكوا المعرفة الكاملة، كما يتجرأ البعض على القول، مفتخرين بأنهم محسنون للرسل. لأنه بعد أن قام ربنا من بين الأموات، حصل [الرسل] على قوة من الأعالي، عندما نزل الروح القدس [عليهم]، وامتلئوا من جميع [مواهبه]، وكان لهم معرفة كاملة، فانطلقوا إلى أقاصي الأرض، يبشروا بالخيرات [المرسلة] من الله إلينا، ويعلنوا سلام السماء للناس، الذين(التلاميذ) يمتلكون جميعًا إنجيل الله بالتساوي وبشكل فردي. كما أصدر متى إنجيلًا مكتوبًا بين العبرانيين بلغتهم الخاصة، بينما كان بطرس وبولس يكرزان في روما ويضعان أسس الكنيسة. وبعد رحيلهم، سلمنا مرقس، تلميذ بطرس ومترجمه، كتابيًا ما بشر به بطرس. كما سجل لوقا، رفيق بولس، في كتاب الإنجيل الذي بشر به. وبعد ذلك، نشر يوحنا تلميذ الرب، الذي اتكأ هو أيضًا على صدره، إنجيلًا بنفسه أثناء إقامته في أفسس في آسيا.

Irenaeus, Haer. 3.1.2.