2024/05/04

هل كان بابياس يعرف الرسول يوحنا ؟ الرد علي كتاب بارت ايرمان يسوع قبل الاناجيل؟ Dr michael j kruger

 

هل كان بابياس يعرف الرسول يوحنا ؟ الرد علي كتاب بارت ايرمان يسوع قبل الاناجيل؟ Dr michael j kruger

gosple

هل كان بابياس يعرف الرسول يوحنا ؟ الرد علي كتاب بارت ايرمان يسوع قبل الاناجيل؟

Dr michaeljkruger

هل كان بابياس اسقف هيرابوليس في اوائل القرن الثاني يعرف يوحنا؟وهذا السؤال هام لان بابياس يوفر لنا مصادر واشارات اوليه عن اناجيل مثل مرقس ومتي .فمن من اتي بابياس بمعلوماته ؟ وهل يمكننا ان نثق في هذه المعلومات ؟

ويكتب بارت ايرمان في كتابة الاخير Jesus Before the Gospels قائلاً “لا ,لا يمكن ان نثق في هذه المعلومات .لماذا؟ لان بابياس لم يكن هو بنفس شاهد عيان لحياة يسوع ولم يكن يعرف شهود العيان ” (112, emphasis mine).

لكن هل بارت يتكلم بشكل صحيح؟ تناول Shanks الامر في كتابه .مؤكداً ان عدد من الدارسين الاخرين قبل هؤلاء اكدوا انه في الحقيقة ان بابياس حصل علي معلوماته ومصادره من مصدر موثوق وهو يوحنا نفسه. وانا شخصياً اتفق مع هذا الكلام وسالقي بعض الضوء فقط علي الادله :-

1-كان ايريناؤس في الغالبية العظمي من كتاباته حول بابياس اكد ان بابياس عرف يوحنا الرسول  (Shanks, 288-291) .فشهادات ايرناؤس لها ثقل لانها تسبق يوسابيوس وتنص علي ان بابياس سمع مباشرةً من يوحنا . (Haer. 5.33.4)

2-وعلي الرغم من ثقة يوسابيوس ان بابياس لم يكن يعرف جون Hist. eccl. 3.39 .لكن في اعماله المبكره يؤكد ان بابياس فعلا كان يعرف يوحنا (Shanks, 111-113).فمن الواضح ان يوسابيوس قد غير رأيه وهو لم يكن معتاد ليوسابيوس .

3-بابياس نص بنفسه انه قد تعلم من الشيوخ Hist eccl. 3.39.3 .وبعد بضعة جمل فصل كلماته بانه تعلم من ما قاله اندراوس وبطرس وفيلببس وتوما ويعقوب ويوحنا ومتي او اي من تلاميذ الرب .ومنهم Aristion والشيخ يوحنا من تلاميذ الرب الذين تكلمو . Hist. eccl. 3.39.4 بعبارة اخري استخدم بابياس كلمة الشيوخ للاشاره الي الرسل .

4-يوسابيوس اعترف ان بابياس تعلم مباشرتاً من الاب يوحنا .المذكور في الاقتباسات السابقة التي وضعناها .وعلي الرغم ان يوسابيوس كان يعتقد ان جون جاء بمحتوي بخلاف الرسل .فيبدوا انه من المرجح اساء فهم كلام باببياس هنا.وعندما يذكر بابياس اسم يوحنا مره ثانية .فان هذا افضل طريقة لفهم علاقة بابياس بالرسول يوحنا .وخصوصاً ما اشار اليه من القاب مثل شيخ .

5-كان بابياس معاصر وصديق لبوليكاربوس .وبوليكاربوس كان علي صله بيوحنا فمن المحتمل جداً ان يكون بابياس كذلك.

وان لم يكن اي من النقاط السابقة مقنعة .الي الرغم انها تشكل حجة جماعية توحي ان بابياس اخذ معلوماته من يوحنا الرسول مباشرتا. وان لم يكن الامر كذلك فلم يؤثر هذا علي القانونية مطلقاً .

كيف إستطاع آباء الكنيسة الأولى أن يقرروا , أى الكتب هى التى سوف يتم إعتبارها من كتب إنجيل العهد الجديد القانونية “الموحى بها من الله”

 

كيف إستطاع آباء الكنيسة الأولى أن يقرروا , أى الكتب هى التى سوف يتم إعتبارها من كتب  إنجيل العهد الجديد القانونية “الموحى بها من الله”

اشراف فريق اللاهوت الدفاعي

ترجمة اشرف ناجح

لائحة الأسفار القانونية تصف لنا , أى الكتب قد تم قبولها بأعتبارها قد تقررت بشكل رسمى “من الكنيسة” و تم تضمينها داخل قائمة أسفار العهد الجديد .

كان للكنيسة الأولى ثلاثة معايير معتبرة و هامة لتحديد أى الكتب سيكون داخل لائحة كتب العهد الجديد  :

  • “أولا .. الكتب , لابد أن يكون لها سلطان رسولى بمعنى أن تكون قد كتبت بواسطة الرسل أنفسهم الذين كانوا شهود عيان لكل ما يكتبونه أو من خلال أتباع الرسل “الذين رأو بأنفسهم أو سمعوا من الرسل أنفسهم” .

  • “ثانيا .. كان هناك معيار المطابقة و الإنسجام لما يعرف بقانون الإيمان “قانون الإيمان المسيحى الذى يحدد و يرسم للكنيسة إيمانها و عقيدتها و الذى كان موجود قبل ان تكتب اية اناجيل او رسائل .. ذلك القانون الذى كانت الكنيسة تحيا به” .  وهذا يعني، ان الوثيقة تتطابق و تنسجم مع التقليد المسيحي الأساسي  “اقانون الإيمان الذى تعترف به الكنيسة و تضعه كمعيار سليم للإيمان المسيحى” .

  • “و ثالثاً .. معيار القبول المستمر و الدائم للكتب بجانب إستخدامها من الكنيسة كلها .

و مما هو جدير بالملاحظة .. هو أنه على الرغم من أن “هامش” لائحة الأسفار الخاصة بالعهد الجديد  ظل لفترة من الوقت معلق “غير مقرر بشكل نهائى”      إلا أنه هناك في الواقع وجود لدرجة عالية من الإجماع بشأن الجزء الأكبر من العهد الجديد في القرنين الأولين .

وكان هذا صحيحا و متفق عليه بين التجمعات المختلفة جدا من المسيحيين  و المنتشرة  على مساحات واسعة  “ذلك حتى تم عمل لائحة كاملة بأسفار العهد الجديد فيما بعد و التى كانت بالفعل تؤمن بها الكنيسة  و تقرها .. تلك التى كان اباء الكنيسة الأوائل يعتبرونها انها كتب العهد الجديد الموحى بها من الله ” فما حدث هو تقرير ما كانت الكنيسة تعيش به فى صلواتها و طقوسها و نظامها و حياتها التعبدية طوال وجودها حتى وقت تقرير عدد و أسماء أسفار العهد الجديد”

أيضا و لنلاحظ :

“أنه منذ البداية المبكرة جدا للمسيحية ، لقد احتضن المسيحيين الأناجيل الأربعة ، وأعمال الرسل، ورسائل بولس  و رسالة واحدة على الأقل من رسائل يوحنا الحبيب” .

أيضا لنلاحظ أنه حتى لو كانت هذه المجموعة من الكتب فقط , كانت هى الوثائق الوحيدة التي تمثل شهادات شهود العيان حول يسوع ، فإن كل الحقيقة الجوهرية للإيمان المسيحي  تبقى سليمة تماما لم تتغير أو  تتبدل او تنسخ أو يلغى بعضها البعض الآخر او يعبث بها أحد”

المراجع

How the Early Church Leaders Did Decided Which Books Would Be Included in the New Testament Canon?

المفتاح الاساسي لفهم تطور قانونية العهد الجديد دكتور مايكل كروجر بتصرف

 

المفتاح الاساسي لفهم تطور قانونية العهد الجديد دكتور مايكل كروجر بتصرف[نقلا عن مدونة memrayhwh ]

Capture

المفتاح الاساسي لفهم تطور قانونية العهد الجديد  دكتور مايكل كروجر بتصرف

يتناول دكتور كروجر الافكار الخاطئة حول القانونية ويضعها في اربع مباحث رئيسية كمدخل لاي باحث عن قانونية الاسفار .

كيف ومتي تم الاعتراف في وقت مبكر بقانونية كتب العهد الجديد 27 .ولماذا اعتبرت هذه الكتب وليس غيرهم من القانون .سؤال قد يحضر في ذهن اشخاص عده ولسوء الحظ ان حتي المهتمين بالقانونية باعلي درجة يبقي لديهم العديد من المفاهيم الخاطئة حول القانونية .فنجد ان الشخص الذي لديه الاستعداد للبحث عن القانونية يعتمد علي الانترنت المعبأ بالاساطير والاخطاء وسوء الفهم حول القانون باكملة حقاً .

وايضا لا يوجد علاج سريع لمحو هذه المفاهيم الخاطئة لكن هناك مفتاح واحد ضروري وهام يساعد حقاً في محوها بعيداً عن متاهات البعض التي تشبه خيوط العنكبوت  وهذا المفتاح هو فهم المسيحية المبكرة ورؤيتها  وتصنيفها  للكتب المبكرة .

ونحن الان نميل الي ان هناك فئتان من الكتب وتنقسم للكتب التي يمكن ان نسميها “قانونية ” او الكتب التي هي غير قانونية .لكن المسيحين الاوائل كانوا اكثر دقة من هذا وقسموا الكتب الي اربع فئات .وفهم هذه الفئات واضحة عن سوء الفهم اليوم عن  كيفية تطور القانونية  .

سنتحدث عن الفئات الاربعة االتي وضعها المؤرخ المعروف يوسابيوس في القران الرابع  . eccl. 3.25.1-7

المبحث الاول : الكتب المعترف بها “القانونية ” .في حديث يوسابيوس والمعترف بقانونيتها منذ زمن طويل تشمل علي الاناجيل الاربعة  وسفر اعمال الرسل ورسائل بولس شاملة الرسالة الي العبرانين ويوحنا الاولي وبطرس الاولي وسفر الرؤيا فيعترف يوسابيوس ب 22 كتاباً من العهد الجديد من اصل  27 في المسيحية في وقته .

ما المفاهيم الخاطئة التي يجب ان تمحي ؟ بعض الباحثين زعموا عدم وجود القانونية حتي القرن الرابع او الخامس .لكن مع وجود هذه النواه من الكتب التي تم الاعتراف بها يظهر ان الامر ليس كما زعموا .وان الكتب التي اشار اليها يوسابيوس كانت ثابتة الي اجيال ولم يكن هناك نزاع مبني عليهم .وهناك ما قبل يوسابيوس ولم تكن القانونية تعتمد علي قائمة واحده او شخص واحد .

المبحث الثاني :الكتب التي تاخر الاعتراف بقانونيتها هذه الكتب التي تعرضت لتاخير في الاعتراف بالقانونية لكنها لا تزال تعتبر قانونية وهي تشمل كتب يعقوب ويهوذا ورسالة بطر الثانية ويوحنا الثانية والثالثة وهذه الكتب بالاضافة الي الكتب الاساسية تشكل لدينا  27 كتاباً قانونياً .

ما المفاهيم الخاطئة التي يجب ان تمحي ؟ ان هذه الكتب التي تاخرت قانونيتها استغرقت بعض الوقت من الكنيسة حتي تصل الي توافق تام حول قانونية هذه الكتب .فالقانون لم ينزل علي الواح ذهبية من السماء ولكن وضع من خلال العمليات التاريخية العادية .وهذا يثبت تاني الكنيسة في استكشاف القانونية .

المبحث الثالث الكتب المرفوضة عندما يستخدم يوسابيوس مصطلح رفض يعني ان هذه الكتب هي كتب هراطقة وهذه الكتب يتم رفضها من مركز القانونية .ولدينا كتابات ارثوزكسية مفيده ولكن ليس لها سلطان الكانون مثل الراعي لهرماس الديداخي انجيل العبرانين .

ما المفهوم الخاطئ الذي ينبغي ان يمحي ؟بعض الناس لديهم الانطباع بان الكنيسة ليس عليها ابداً ان تستخدم اي كتاب سوي الكتب القانونية . ولكن المسيحين الاوائل لا يشاركوا هؤلاء الناس هذا الانطباع .فلم يكن لديهم اي اشكاليه من استخدام كتب مثل انجيل العبرانين وفي نفس الوقت  مؤكدين ان الاناجيل الاربعة فقط هم المتعارف عليهم .ومن هؤلاء كليمندوس السكندري هو خير مثال علي هذا النمط .ولكن كان من الواضح تماما انه لم يستقبل سوي متي ومرقس ولوقا ويوحنا ككتب قانونية .

المبحث الرابع كتب الهراطقة  هذه الكتابات التي دار حولها اشكاليات لاهوتية كانت مصدر ايجابي للكنيسة فهي كتب مزوره اعتبرها يوسابيوس انها شر واثم وهذه الكتب تشمل انجيل توما وانجيل بطرس وانجيل متياس واعمال اندراوس واعمال يوحنا .

ما المفهوم الخاطئ الذي يجب ان يمحي ؟يقول بعض الباحثين ان كتب مثل انجيل توما كانت لها رواج مثل الاناجيل القانونية الاربعة ولكن يوسابيوس لا يوافق علي ذلك ولا يضع هذا الكتاب في الفئة المتاخر عليها القانونية او حتي المرفوضة لكن توضع في فئة الهراطقة .

وباختصار فان الفئات الاربعة هي خطوة اساسية لازالة المفاهيم الخاطئة حول القانونية .

المرجع

An Essential Key to Understanding the Development of the NT Canon

قانونية العهد الجديد :الاناجيل الاربعة كانت ثابتة ومستقره في نهاية القرن الثانيMichael Kruger

 

قانونية العهد الجديد :الاناجيل الاربعة كانت ثابتة ومستقره في نهاية القرن الثاني [نقلا عن مدونة memrayhwh ]

قانونية العهد الجديد :الاناجيل الاربعة كانت ثابتة ومستقره في نهاية القرن الثاني .
عندما يتعلق الامر بحقائق اساسية حول قانونية العهد الجديد .يجب علي المسيحين ان يتذكروا, واحدة من اهم التصاريح من قبل ايريناؤس اسقف ليون نحو سنة 180 ميلادية.
اقتباسليس من الممكن ان الاناجيل يمكن ان تكون اكثر او اقل من العدد الذي هم عليه,لان هناك اربع اقسام من العالم الذي نحن نعيش فية .واربع رياح رئيسية والشاروبيم ايضاً كانت لها اربع اوجهة “”[1]
يؤكد هنا ايريناؤس ليس فقط علي قانونية الاربع اناجيل,لكن هو حريص انو يشير الي ان هناك اربع اناجيل فقط تم ادراجهم بواسطة الكنيسة,في الواقع ايريناؤس متاكد ان قانونية الاناجيل انتهت.انه يستطيع القول بأنها راسخة منذ انشاء الخليقة تمامااربع اقسام من العالم اربع رياح رئيسية.,الخ…..
للحد من انعكاسات تصريح ايريناؤس.بعض الدارسين اقترحوا ان ايريناؤس وحده تولي هذه الرأي,وهو بالتالي تصور علي ان الاناجيل الاربعة وحيدة ومعزولة فهل هذه الفكرة هي ابتكار ايريناؤس ؟ ليس حقيقي وهناك عديد من الاعتبارات التي تثير الشكوك حول ابتكار ايريناؤس لهذا الموضوع وهي :
1-في كتابات ايريناؤس عندما كان يتكلم عن الانجيل الرباعي في كتاباتة هو لم يعطي دلالة انه يقدم فكرة مستحدثة.او يسأل القارئ عن مفهوم جديد ..! علي العكس من ذالك .نجد انه يتحدث بطريقة تدل علي معرفة القارئ لهذه الاناجيل, ومتابعتهم لهذه الاناجيل نفسها .هو كان يتحدث اليهم بشكل طبيعي غير قابل للاعتذار.باختصار ايريناؤس لم يكتب مثل شخص يدافع عن وضع ديني لهذه الكتب.
2-المعاصرين لايرناؤس :فكرة اني ايريناؤس كان وحدة يصطدم في تحدي كبير .بذكرة الاربع اناجيل يعني ذالك انه لم يكن هناك كُتاب اخرين في نهاية القرن الثاني الذين اكدوا الاربع اناجيل بشكل حصري.! وهذا غير صحيح فنجد شهادات من قانون المخطوطة الموراتورية The Muratorian fragment.والقديس كليميندوس الاسكندري .و ثاؤفيلس الانطاكى وهي امثلة فقط.ف يبدو ان شهادة ايريناؤس لم تكن الوحيدة التي تعكس انطباع الكنيسة عن وجود اربع اناجيل.
بالاضافة الي ذالك ينبغي علي المرء اني ينظر الدياتسرون لتتيان 170 ميلادية الذي فيه جمع توفيقي للأناجيل الاربعة .يشير الي انها كانت معروفة ومستعملة.وهذا يخبرنا عن موثقيتهم الذي يجعله يضمهم للتوافق بينهم.فكيف سيضم اناجيل تناقض بعضها البعض او غير موثوقة؟
3-السابقين لايرناؤس :علي الرغم من ان الادلة قبل ايريناؤس قد تكون غير واضحة.ألا اننا ما زلنا قادريين ان نري الالتزام بالاربع اناجيل .علي سبيل المثال يوستين الشهيد كتب سنة 150 م يشير الي تعددية حينما ذكراقتباس ” الاناجيل“.[2]والنقطة التي تضع اشارة فيماذا يفكر عندما وصف هذه الاناجيل بقوله اقتباس“رسمها الرسل والتابعين لهم”[3] هذه اللغة قد تدل علي انه علي الاقل ان اثنين من الانجيل كتبها الرسل والاثنين الاخرين كتبها التابعين لهم.ومن المفهوم الطبيعي فقط لدينا اربع اناجيل قانونية .[4]
وهذا ما تؤكدة الحقيقة اني يوستين الشهيد استشهد من الثلاثة اناجيل الازائية ,[5] ويستشهد بانجيل يوحنا يوحنا 3 : 3 اقتباس” باستثناء اذا تكونوا ولدتوا مرة اخري انتم لن تدخلو ملكوت الله “[6] والحقيقة ان يوستين كان المعلم لتتيان .الذي عمل الدياسترون او الانجيل الرباعي.وهذا سبب اخر بالاعتقاد بايمان يوستين الشهيد باربع اناجيل.
في النهاية هناك اسباب عديدة كافية لرفض ان ايريناؤس كان مخترع قانونية الاربع اناجيل في زمنه.ليس فقط ما اشرنا اليه من معاصريه ولكن لمن قبله .لذالك يجب ان ندرك ان ايريناؤس كان يقول حقيقة عندما يقول ان الاناجيل اربعة يشير الي شيئ “صادر” له. [7]

Michael Kruger

Translated by aghroghorios بتصرف

.

References


[1] Haer. 3.11.8.

[2] 1 Apol. 66.3.

[3] Dial. 103.

[4] G. Stanton, “The Fourfold Gospel,” NTS 43 (1997): 317–346.

[5] E.g., Dial 100.1; 103.8; 106.3-4. Koester, Ancient Christian Gospels, 38, declares that the citations in Justin “derive from written gospels, usually from Matthew and Luke, in one instance from Mark.”

[6] 1 Apol. 61.4.

[7] Haer 3.1.1.

حكاية الـ٢٧ "عن أسفار العهد الجديد" جورج دميان

 

حكاية الـ٢٧ "عن أسفار العهد الجديد"


كمسيحيين عشنا وكبرنا في كنايسنا – على إختلاف اسماءها وطوايفها – وإحنا بنقرا وبنسمع العهد الجديد اللي بيبني ويكمل على كتابات العهد القديم. إتعلمنا منه عن إيماننا ودرسنا حياة المسيح: وعظه وتعليمه عن مملكته إللي جاي يأسسها، وكلامه عن موته وقيامته، وإزاي كلِّف الرسل بمأمورية هتمتد لنهاية الأيام، وإللي هييجي فيها مرة تانية ويكمل وقتها مملكته إللي حط حجر أساسها قبل كده ويقضي تمامًا على الشر.    

ويكمل العهد الجديد ويحكي إزاي الرسل كانوا حجر الأساس للكنيسة في كل العالم المعروف وقتها من خلال شهادتهم وشرحهم للي آمنوا بيه عن المسيح: هويته وعمله وتعليمه. ولحد النهاردة كتابات العهد الجديد الـ ٢٧ أو أسفار زي ما بنسميهم، هما معيار عقيدتنا والقانون (عشان كده بنسميها أسفار قانونية) اللي بيحدد ملامح إيماننا المسيحي الأساسية.

لكن يا ترى...

  • إزاي المسيحيين زمان آمنوا واقتنعوا إن الـ ٢٧ سفر هما كل الكتب المقدسة، ووحدها مصدر الإيمان، طبعًا مع العهد القديم؟
  • هل المعيار أوالطريقة إللي إستخدموها عشان يوصلوا للقناعة دي متاحة لنا دلوقتي بتفاصيلها بعد ٢٠٠٠ سنة؟
  • ولو التفاصيل الدقيقة إللي وصلتهم للقرار ده مش معروفة لنا، فهل يصح إننا نستنتج بنفسنا معايير هما نفسهم ما تكلموش عنها في كتاباتهم؟
  • وهل معنى إنهم متكلموش عن المعايير دي بالتفصايل إن مفيش دليل قاطع يقنعنا إن الـ ٢٧ سفر هما وحدهم المعيار الوحيد للعقيدة والإيمان؟

نبتدي منين الحكاية؟

في رأيي كواحد من المسيحيين، بيحاول يدرس ويعقلن إيمانه، إن التفاصيل الدقيقة لإختيار الأسفار القانونية مش معروفة لنا. أقصد تحديدًا إن كتابات المسيحيين الأوائل – على حد علمي – مسجلتش تقرير مفصل عن الأسباب إللي أقنعتهم بالـ ٢٧ سفر للعهد الجديد بنفس الطريقة المتبعة في تقارير لجان تقصي الحقائق المعروفة في عصرنا حاليًا. مع ذلك، فمنطقي نفكر إنهم كانوا في وضعية أفضل مننا بكتير عشان يوصلوا للقناعة دي، على الأقل بحكم قرب الفترة الزمنية والتواصل مع إللي سبقهوهم. إللي يدعم المنطق ده، سبع حقايق سجلها علماء درسوا كتابات العهد الجديد والكتابات المسيحية وغير المسيحية في القرون الأربعة الأولى بالذات. وبيقدمولنا فيها شهادة كافية لاقناعنا إن اختيار الـ٢٧ سفر كمعيار إيماننا المسيحي مكانش أبدًا اختيار عشوائي أو من غير سبب. ولا كان نتيجة صراع إنتصر فيه الأقوى بس لإنه الأقوى وإللي بالتبعية كتب التاريخ.  

عشان كده، في باقي المقال هنتكلم عن الحقايق دي وإللي بتدعم صحة موقفنا بخصوص العهد الجديد. طبعًا وللأمانة، مفيش حقيقة أو سبب واحد لوحده هيكون كافي، لإنها – أقصد الحقايق دي – أشبه بشهادات بيقدمها "شهود الاثبات" في قضية معينة، تراكمها واتفاقها مع بعض هو اللي بيقود القاضي للدليل عشان يحكم حكم عادل ومنطقي، خصوصاً لو شهادات "شهود النفي" كانت ضعيفة ومتناقضة. النوع ده من الأدلة بيُسمى "دليل تراكميCumulative Evidence وهو خلاصة تراكم حقايق كتير بتدعم قرار التاريخ حسمه وفصل فيه قبل كده، تمام ذي قرار الكنيسة المسيحية بخصوص أسفار العهد الجديد.

خلينا نسمع الشهود في قضيتنا، والحقايق اللي هيقولوها؟

الحقيقة الأولى

كتابات العهد الجديد هي أقدم كتابات مسيحية معروفة لنا، وكلها تقريبًا من القرن الأول.

الحقيقة دي بتتكلم عن زمن وتاريخ كتابة الأسفار في المقام الأول. والواضح إن فيه اتفاق كبير على إن تدوين أسفار العهد الجديد عملية تمت في القرن الأول. يمكن نقرا لعدد قليل أوي من العلماء بيجادل بخصوص كتاب اسمه "إنجيل توما"، إنه ممكن يكون اتكتب في القرن الأول. وده إنجيل اتفق أغلب العلماء على إنه "أبوكريفي أومزيف" أو زي ما بيقول عنه علماء العهد الجديد: "إنجيل منحول"، وهنقول ليه اقتنعوا بكده في الحقيقة التانية من نفس المقال. لكن اللي يهمنا دلوقتي إنهم مقدموش أدلة مقنعة على رأيهم بخصوص إنجيل توما حتى لأغلب العلماء المتحررين في فكرهم.

كمان فيه أقلية من علماء العهد الجديد مختلفة على زمن كتابة عدد محدود من رسائل بولس الرسول (رسالتين لتيموثاوس ورسالة لتيطس معاونين بولس في خدمته في أفسس وكريت على التوالي) وبيقترحوا إن تدوينهم حصل في القرن التاني، والكتاب كانوا من تلاميذ بولس. وبرغم إن كاتب المقال ده ضد رأيهم، لكن خلينا نفرض جدلاً صحة فكرتهم دي، ونشوف الفرض ده هيودينا فين.  في النهاية، وفي أسوأ الظروف، عندنا أربع بشاير لرسل المسيح ومعاونيهم: بشارة متى ومرقس ولوقا ويوحنا.  وعالأقل أربع رسائل لبولس الرسول اللي أكثر المدارس المتحررة في فكرها اعترفت إن بولس كاتبهم: غلاطية، ورومية ورسالتين لأهل كورنثوس. العقائد الأساسية للمسيحية موجودة في الرسائل دي اللي في رأيي هي أعمدة الفكر المسيحي في العهد الجديد، وتاريخ الكتابات دي من غير جدل يذكر هو القرن الأول. أرجو إن اللي بيقرا كلامي ميفترضش إني موافق رأيهم إن بولس كتب أربع رسائل بس، أبدًا! لكني بقول إن أكثر رأي متطرف في تحرره ظهر في المدارس النقدية مقدرش يشكك في أصالة أربع رسائل لبولس هنلاقي فيهم مع الأناجيل الأربعة أساسات العقيدة المسيحية (هوية يسوع المسيح كالمسيا ابن الله والمساوي له في الجوهر، موته على الصليب وحقيقة قيامته عشان نتحرر من الخطية والموت... راجع (١كورنثوس ١٥:‏١‑١١)، وبوفرة كمان!

لكن ليه الحقيقة الأولى مهمة؟ وإيه أهمية إن الكتابات دي من القرن الأول؟  وللإجابة أقول إن دي معلومة مهمة تضمن لنا إن كتاب الأسفار دي كانوا شهود عيان (أعمال ١:‏٢١، ٢٢)، أو تعاملوا مع شهود عيان لخدمة المسيح الجهارية وقيامته (غلاطية ٢؛ ١كورنثوس ١٥)، وكانوا لسه أحياء وقت تسجيلهم للي كتبوه... راجع مثلاً اللي قاله لوقا في (لوقا ١:‏١‑٤)، وخصوصاً جملة: "سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ".

وفي نهاية كلامنا عن الحقيقة الأولى، ضروري نفهم إن مش المقصود إن أي كتاب يرجع للقرن الأول هو كتاب قانوني، لكن العكس صحيح؛ بمعنى إن كل الكتابات المسيحية القانونية اللي بين إيدينا تاريخها يرجع للقرن الأول.

الحقيقة التانية

كل الكتابات اللي رفضها المسيحيين الأوائل كانت من القرن التاني أو بعده.

في الحقيقة دي هنناقش تاريخ تدوين الكتابات الأبوكريفية أو المنحولة للعهد الجديد، واللي رفضها المسيحيين الأوائل. كمثال:"إنجيل بطرس، إنجيل توما اللي اتكلمنا عنه في النقطة اللي فاتت، وأعمال يوحنا....إلخ". كل الكتابات دي، باتفاق العلماء المتحررين في فكرهم، واللي بعضهم حتى غير مسيحي، من إنتاج القرن التاني، وكثير منها مكتوبة في القرن التالت والرابع. لما نفكر في الحقيقة دي مع الحقيقة الأولى اللي قبلها عن الكتابات المسيحية القانونية هنلاقيهم بيكملوا بعض، وبيساعدونا شوية شوية نجمع خيوط القضية اللي بندرسها مع بعض عشان نقتنع أكتر.

طبعاً هنا ممكن حد يعترض ويقول: "ليه لازم تكون دي نقطة ضعف للكتابات الأبوكريفية؟ ليه مش ممكن تكون هي الأصح بالرغم من إنها مكتوبة في القرن التاني أو بعده؟"

وللإجابة مهم نعرف إن ده احتمال وارد. لكن لوحده مش كافي؛ محتاج شواهد تانية تسنده وتدعمه عشان نقبل إن الكتابات الأبوكريفية أوالمنحولة للعهد الجديد كان محتمل تكون قانونية. فالسؤال هنا: هل الشواهد دي موجودة؟

 بثقة أجاوب وأقول: بالعكس! الحقيقة إن كل الأدلة مش في صف كتابات الأبوكريفا أبداً، لكن ضدها، مثلًا:

  1. انتحال كاتب الإنجيل الأبوكريفي لاسم واحد من رسل المسيح زي بطرس أو يوحنا أو غيرهم بيشككنا بخصوص مصداقيته ومحتوى اللي بيقوله.
  2. ​كثير من الكتب دي فيه طابع أسطوري أو فقرات كإنها مكتوبة بشفرة سرية. مثلًا: في إنجيل بطرس المزيف، يسوع وهو خارج من القبر بعد قيامته قام زي وحش عملاق رأسه بتخبط في السحب، وكان فيه صليب بيمشي وراه، الصليب ده نفسه نطق بعد كده واتكلم! وفي نهاية إنجيل توما، بيقول سمعان بطرس للمسيح:  "دع مريم تتركنا، لإن النساء لسن مستحقات للحياة."  قال يسوع: "أنظر إنني سوف أقودها كي أجعلها ذكرًا من أجل إنها يمكن أن تصبح روحًا حية، تماثلكم أنتم يا رجال. لأن كل امرأة تجعل نفسها رجلاً سوف تدخل ملكوت السموات." والفقرة دي هي اقتباس حرفي للإصحاح الأخير في إنجيل توما اللي في بدايته– قصدي الإنجيل – مكتوب إنه أقوال سرية للمسيح. ده غير إن في كل الإنجيل –ده يعني لو صح نسميه إنجيل بمعنى بشارة – مفيش أي حدث تاريخي مكتوب! كلها أقوال متبعترة من غير أي ربط مع أحداث حياة المسيح المعروفة لنا في الأناجيل الأربعة!  ده مجرد مثال، وممكن اللي بيقرا المقال ده يطّلع بنفسه على الأناجيل اللي ذكرتها وغيرها من الأناجيل المزيفة.
  3. أخيراً اللي بنتأكد منه يوم بعد يوم أن الكتابات وأسلوبها المشفر تعبير واضح عن الهرطقة الغنوسية (هرطقة يعني فكر مرفوض من الكنيسة المسيحية)، واللي انتشرت في القرون من التاني للخامس الميلادي ومش ممكن تكون امتداد لفكر يسوع المسيح وتلاميذه اللي من أصول يهودية. لإنها مثلاً بتعلم إن اللي خلق العالم ده إله شرير، وإن المادة في حد ذاتها شر، وإن الخلاص بالمعرفة (كلمة غنوسية من الكلمة gnosis بمعنى معرفة)! وطبعًا ده ضد كل الفكر الكتابي اليهودي والمسيحي اللي بيقول إن الله الصالح خلق العالم، وقال وقت ما كمل خلقه عنه "حسن جدًا."

والنقطة الأخيرة دي عن تناقض فكر الكتابات الأبوكريفية مع فكر رسل المسيح ومعاونيهم هتقودنا للحقيقة اللي جاية، الحقيقة التالتة.

الحقيقة التالتة

كتابات العهد الجديد هي– عموماً – كتابات رسولية.

الحقيقة دي بتتكلم عن شخصية الكُتَّاًب نفسهم. بشكل عام، كل كتاب الـ ٢٧ سفر من رسل المسيح بالمعنى الأوسع للكلمة. المقصود بالمعنى العام لإننا نقول عن سفر أو إنجيل إنه رسولي، إن رسول يكون هو اللي كتب بنفسه أو أشرف على عملية الكتابة، وصدق عليها. المفيد في الحقيقة دي إنها بتساعدنا نفهم ليه الهراطقة في القرون من التاني للرابع نسبوا كتاباتهم لرسل المسيح عشان يدّوها وزن، زي "إنجيل توما"، و"إنجيل بطرس"، و"أعمال يوحنا"، وحتى "إنجيل الاثنى عشر." وبالتالي، فبدلًا من تشكيكنا في الطابع الرسولي للعهد الجديد، ساعدونا من غير ما يقصدوا في التأكيد على أهميته!

الشهادة الداخلية كلها للعهد الجديد بتأكد الحقيقة دي. مثلاً: اعتبر بولس رسول المسيح إن إنجيل لوقا بنفس قوة أسفار العهد القديم، لإنه استخدم تعبير اصطلاحي بيستخدم في العهد الجديد حوالي ٥١ لوصف الكتابات الموحى بها من الله في العهد القديم. وبيوصف بيه إنجيل لوقا وسفر التثنية بالتساوي (١تيموثاوس ٥:‏١٨ مع تثنية ٢٥:‏٤ ولوقا ١٠:‏٧). وده يقولنا إن بولس مكانش شايف إن فيه مشكلة في إنه يوصف إنجيل لوقا ككتاب موحى به من الله. كمان بطرس بيعترف بكتابات بولس في نَصّ تاني (٢بطرس ٣:‏١٥، ١٦). ده غير إن كتابات العهد الجديد من الرسايل اتوزعت على الكنايس عشان تتقري كجزء أساسي من العبادة المسيحية (كولوسي ٤:‏١٦ و١تسالونيكي ٥:‏٢٧).

الحقيقة الرابعة

بنهاية القرن التاني، كان الاقتناع بالأناجيل الأربعة قضية محسومة.

بيكتب واحد من قيادات الكنيسة في نهاية القرن التاني اسمه الأسقف إيريناوس، وتحديداً سنة ١٨٠ م ويقول في كلامه ضد الهراطقة الغنوسيين اللي اتكلمنا عن فكرهم في الحقيقة التانية إن المسيحيين عندهم أربع بشاير ذي اتجاهات العالم الأربعة. الملفت للنظر في التشبيه ده، إن إيريناوس مش بيشرح ليه الأربع أناجيل هما بس القانونيين، لإن في الوقت ده كانت الأناجيل الأربعة فرضت نفسها تلقائياً على المشهد. وبالتالي إيريناوس اللي بيكتب في وقته وبيقول إنه عارف أسماء الأساقفة اللي الرسل عينوهم بالاسم في كل العالم، ميعرفش أناجيل قانونية غير الأربعة: متى ومرقس ولوقا ويوحنا. وده زى معرفته بالاتجاهات الرئيسية الأربعة للرياح في الخليقة المعروفة لنا.

البعض حاول يشكك في إن شهادة إيريناوس كافية لاقناعنا. عشان كده مهم نعرف إن إيريناوس مش بيعبر عن رأي شخصي بينفرد بيه، لكن ده كان إجماع المسيحيين الحقيقيين في وقته. مثلاً:  المعاصرين لإيريناوس زي كلمندس السكندري وثيؤفيلوس الأنطاكي أمثلة تانية على انتشار القناعة دي على وجود أربع أناجيل، وأربعة بس. وده اللي خلى كاتب مسيحي اسمه "تاتيان" كتب سنة ١٧٠ م كتاب اسمه "الدياطسرون"، وده واحد من الكتابات المسيحية الكلاسيكية، اللي كان أول شرح مسيحي مفصل لتوافق الأناجيل الأربعة مع بعضها برغم إنها مختلفة في تفاصيل سردها لحياة وتعليم المسيح. فكر معايا لو سمحت، إيه اللي يخلي كاتب يقضي كل الوقت والمجهود ده في عصره واللي قطعاً واضح لأي دارس لكتاب "الدياطسرون"، إلا لو كان مقتنع إن الأناجيل دي هي بس اللي ليها مصداقية وسلطة، واللي مستحيل تكون متناقضة، وبالتالي يجتهد لإظهار توافقها مع بعض. الجميل إن تاتيان، تمام زي إيريناوس مش مفترض وجود إنجيل خامس أو سادس محتاج يظهر توافقه أو اختلافه مع باقي الأناجيل الأربعة: متى ومرقس ولوقا ويوحنا، وده متماشي مع تلقائية قبول المسيحيين الأوائل لشهادة الأربع أناجيل بس. دليل أخير على صحة الفكرة دي، هو اكتشاف لايحة اسمها "لائحة موراتوري" تاريخها بيرجع لنهاية القرن التاني، تقريباً سنة ١٧٠م.  اللائحة دي ماتكلمتش عن أي إنجيل غير الأناجيل الأربعة.

الحقيقة الخامسة

اختلاف المسيحيين الأوائل على قانونية عدد محدود جداً من كتب العهد الجديد حقيقة محاولوش يخفوها، ولها مبرر، وعمرها ما هتوصلنا لمسيحية مختلفة غير المسيحية التاريخية.

في الحقيقة دي ضروري نفهم إن عدد الأسفار اللي أخدت وقت طويل من التفكير والمناقشة في الكنيسة الأولى كان عدد محدود جداً. مثلاً: العلامة المسيحي أوريجانوس من القرن التاني بيقول إن رسائل بطرس التانية، ويوحنا التانية والتالتة، ويعقوب كان فيه اختلاف بين المسيحيين في عصره على قانونيتهم. كمان بنقرا عن ديونيسيوس الكبير من القرن التالت إن البعض قبله شكك في إن يوحنا هو كاتب سفر الرؤيا وعشان كده مش المفروض يكون سفر قانوني (مع ذلك ديونيسويس الكبير نفسه اقتنع إن الشكوك دي ضعيفة، لدرجة إنه كتب تفسير لسفر الرؤيا!).  وحتى لائحة موراتوري اللي اتكملنا عنها في الحقيقة الرابعة ذكرت ٢٢ سفر من أصل الـ ٢٧ المعروفين لنا حالياً لإن كان النقاش حوالين باقي الأسفار غير منتهي. ولينا هنا شوية تعليقات:

أولًا: حقيقة إن الخلاف كان مُعلن بتوضح إن محدش في الكنيسة كان شايف إن ده أمر غريب أو شاذ، ولا حتى تهديد لمضمون البشارة المسيحية (هوية يسوع المسيح باعتباره المسيا ابن الله، معنى صلبه وحقيقة قيامته من الموت عشان يحررنا من الخطية والموت...إلخ) (راجع ١كورنثوس ١٥:‏١‑١١).

ثانيًا: من المبالغة في رأيي إننا نضخم من حجم الاختلاف على عدد محدود من أسفار العهد الجديد، واللي على أكتر تقدير ٥ رسائل، وننسى الاجماع المسيحي المبكر على ٢٢ سفر.

ثالثًا: الافتراض اللي كتير بيتصوره البعض هو إن الإيمان بصحة العهد الجديد مش ممكن إلا لو كل المسيحيين في كل وقت اتفقوا على الـ ٢٧ سفر من البداية للنهاية! ومحدش بيحط في اعتباره وهو بيفترض ده إن بعض الرسائل دي أخدت وقتها عشان تنتشر وتتقري كويس جداً ويتأكد الباقي من إن اللي كاتبها واحد من الرسل أو معاونيهم. وطبعاً كل ده في القرن الأول؛ قبل وسائل الاتصال الحديثة، يعني محتاج وقت مش قليل! بس يا ترى الافتراض ده جاي منين؟ هل دي طريقة الله في الكتاب المقدس وخصوصاً العهد الجديد؟ الإجابة: طبعاً لا!  بحسب إيماننا كمسيحيين، الله الظاهر في الجسد، قدم نفسه لشعبه ولتلاميذه وكشف عن هويته لتلاميذه ورسله بطريقة متدرجة. على مدار ثلاث سنين كانوا بيكتشفوا هويته ويتقدموا أكتر في معرفتهم بيه. وفي يوم من الأيام سألهم يسوع: الناس بتقول عليا مين؟ وردهم كان: ناس بتقول إنك إيليا، وناس بتقول يوحنا المعمدان، أو أرميا أو واحد من أنبياء في العهد القديم. وفي الآخر سأل: وإنتم بتقولوا عليا إيه؟ ولما رد عليه بطرس قائد الرسل، وقاله "إنت المسيح ابن الله الحي" أكد على كلامه وأيد إيمانه. (راجع متى ١٦:‏١٦‑١٩). ومع ذلك، فوقت الصلب كلهم هربوا وبطرس أنكره! وبعد القيامة، رجع يأكد لهم هو مين ويشرحلهم من العهد القديم ليه كان لازم يتألم ويموت ويقوم من الموت ويفكرهم بكل اللي قاله قبل صليبه (راجع لوقا ٢٤:‏١٣‑٤٧).  وأنا هنا بسأل: "ليه بنفترض إن اكتشاف الأسفار القانونية يكون بشكل آلي أوتوماتيكي من غير نقاش ولا تفكير ولا حيرة؟" إزاي الله اللي صار إنسان وسمح للبشر يتعرفوا عليه ويآمنوا بيه من خلال كل الآلام والمعاناة لحد الموت يكون بيغير أسلوبه فجأة ويقرر مثلاً ينزل كلامه مكتوب على لوح ذهب كل اللي يقرب منه بأذى تجيله بلعنة؟!

مع ذلك بأكد إن مجمل الرسائل المختلف عليها مش هتغير أي عقيدة مسيحية واحدة.

الحقيقة السادسة

كتابات المسيحيين الأوائل تقتبس من كل كتابات العهد الجديد تقريباً.

الحقيقة دي بتقول إن الكتاب المسيحيين الأوائل كانوا دائماً بيتعاموا مع الأسفار الـ ٢٧ باعتبارها مرجع لإيمانهم، مش مجرد كتابات مفيدة ممكن تصيب وممكن تخطيء زي ما أي كاتب بيقتبس من كتاب مؤثرين في عصره.  لدرجة إن إيريناوس اقتبس حوالي ٩٤٦ مرة من كل العهد الجديد، ٧١٣ مرة من رسائل بولس، و٥٣٢ من الأناجيل الأربعة، و١١٢ مرة من باقي العهد الجديد. وكمان كلمندس السكندري، اللي مشهور بكونه فيلسوف مسيحي، بيقتبس من إنجيل متى لوحده ٧٥٧ مرة!

الملاحظة دي مش بس بنستنتجها من كتابات المسيحيين اللي إيمانهم حقيقي. لكن كمان في الجدل اللي كان بيحصل بخصوص عقيدة معينة. على سبيل المثال، في الجدل حوالين طبيعة المسيح، كان القديس الشهير أثناسيوس السكندري، هو والهرطوقي آريوس بيرجعوا لمناقشة نفس النصوص! مفيش غيرها هي المعيار الآخير والنهائي واللي مصداقيتها أعلى من أي تفاسير وشروحات للعقيدة، وده اعتراف ضمني بقانونيتها.

الحقيقة السابعة والأخيرة

قانونية أسفار العهد الجديد مكانتش أبداً من اختصاص مجمع نيقية أو غيره من مجامع الكنيسة.

الحقيقة إن فكرة إن المسيحيين اتجمعوا في مجمع كنسي زي نيقية مثلاً أو أي مجمع تاني عشان يقرروا أي كُتِب هي القانونية وأيها غير كده فكرة منتشرة بس على صفحات الانترنت و في الكتابات الشعبية اللي بتهاجم المسيحية تحت تأثير ما يعرف بنظرية المؤامرة. الفكرة دي كان "دان براون" في روايته "شفرة دافنشي" سبب من أسباب انتشارها، ودي فكرة استخدمها ماخترعهاش لإنه ببساطة مكانش بيكتب تاريخ موثق، لكن رواية.   والحقيقة إن القانونية عمرها ما كانت اختصاص أي مجمع مسيحي.  لكن كانت قائمة أسفار الكتاب المقدس بتذكر فيها كأمر واقع.  "بارت إيرمان" نفسه كواحد من أشرس المهاجمين للمسيحية، أقر الحقيقة دي في كتابه Lost Christianities، وفي صفحة ٢٣١ قال تحديداً إن الاقرار بقانونية الأسفار اللي بين أيدينا كمسيحيين مش بيرجع لقرارات مجمعية أو اعترافات سلطة مؤسسة مسيحية فرضته على الشعب المسيحي كفرض، لكن من خلال اجماع تلقائي فرض نفسه على المشهد، وكان متوافق مع الإيمان المسيحي المسلم مرة (يهوذا ٣).

القصة وما فيها

خلاصة الكلام إن الدليل التراكمي في صالح تأييد تاريخية وقانونية أسفار العهد الجديد الـ ٢٧  كأصدق تعبيرعن الإيمان المسيحي أقوى بكتير من أي رأي تاني معارض. القضية مش قضية احتمالات وافتراضات ممكن أي شخص يفكر فيها، وهو بيتصور إن المسيحيين اللي انتشروا في كل قارات العالم القديم وقتها على مدارعشرات السنين، وانتشرت معاهم كتاباتهم المقدسة وعلى رأسها الـ ٢٧ سفر كانوا مجموعة من السذج ممكن يُخدعوا. أو حتى هما نفسهم يخططوا لمؤامرة كونية مش معروف إمتي ولا ليه ولا إزاي خططولها، وقدروا ينفذوها ببراعة وسط صمت تام من كل اللي بيكتبوا التاريخ. حقيقي مفيش حد يقدر يمنع حد من إنه يحط احتمالات.  لكنها بتفضل احتمالات نظرية تفتقر لشواهد...وذي ما بيقولوا: "البينة على من ادعى."

طب ولو اكتشفوا سفر أو إنجيل ممكن يكون اتكتب في القرن الأول هيكون موقفنا إيه كمسيحيين؟

الحقيقة إن ده سؤال مشروع وخلال العشر سنين اللي فاتوا كان فيه اكتشاف لإنجيل اسمه "إنجيل يهوذا" قرب نجع حمادي في صعيد مصر. واللي حصل إن الدارسين المتخصصين قدروا يقروه ويقدروا زمن كتابته ويفهموا محتواه.  والاكتشاف ده كان معلن، مكانش سر ولا حاجة. كل الناس عرفت بيه، وعرفت معاه من خلال دراسات علماء زي Simon Gathercole أستاذ العهد الجديد في جامعة كامبردج إنه "إنجيل غنوسي" زي الأناجيل اللي اتكلمنا عليها في الحقيقة التانية؛ إنجيل بطرس وغيره.

بصراحة إنت محتاج إيمان ملهوش أي مبرر مقنع عشان تصدق إن كانت فيه مسيحية تانية غير المسيحية اللي اتعلمنا عنها من الـ ٢٧ سفر في العهد الجديد، وأنا حقيقة معنديش الإيمان الكافي ده اللي يخليني أصدق افتراض أصعب بكتير من الإيمان المعقول بتاريخية العهد الجديد، إيماني وإيمان الكنيسة من ٢٠٠٠ سنة.