2019/12/22

الأرثوذكسية بين الأصالة والأصولية[أزمة الأنبا سيرابيون مع الأصوليين]

الأرثوذكسية بين الأصالة والأصولية[أزمة الأنبا سيرابيون مع الأصوليين]
على الإناث أن لايتحممن قبل الساعة العاشرة, أما الذكور فلايحق لهم حلق الذقن
·       هذه ليست مُزحة[!]بل إنه أمراً رسولياً, وقانوناً فى الديسقولية(ق3-4), ينُص إنه غير مسموح للرجال بحلق اللحية, أما النساء فلايتحممن قبل الساعة العاشرة, ومن لايحفظ هذه الأمور فليتبوأ مقعدة فى الجحيم للأبد.
·       يرفُض العقل الأصولي أى تغيرٍ يحدُث, سواء فى الطقس,او مُمارسته,او اى شئ, فاى تغيرا يحدُث يراه تهاون فى الثوابت, وهى غير ذك, فتمسكه المُستميت بأموراً وعادات قديمة,يجعله يعيش خارج الزمان, فقد ربط زهنه فى زمانٍ بعينه,ويأبى الخروج منه, فمُتعته الوحيدة فقط فى قوقعته فى أيام الجاهلية.
·       وقضيتُنا اليوم,هى تمسُك تلك العقلية بتاريخاً بعينه, ورفض أى تغير فيه, فعيد الميلاد يجب أن يكون يوم(29كيهك),وترتكنُ أصوليته على الديسقولية(ب18&ب29), فنحن لدينا نص, وكفانا به-أصولية- نعمة, وبنفس المنطق فهُناك قوانين فى الديسقولية تُلزم الرجال والنساء بامورا وجب إتِباعِها ,فلماذا نأخذ هذا ونترُك ذاك؟
·       لعل السبب الذى يدفع الديسقولية لمثل هذه الأمور,ليس بالأمر الهين, لعلنا نحسبه تافهاً فى زمنُنا هذا, لكن إن عرِفنا السبب والغرض, فلن نُسفه منه, فالأمر الذى للرجال كان لعدم التشبه بشواذ ذلك الزمان, اما النساء كان لخلو الحمامات-العامة- من الذكور العاملين فى أشغالهم. وهى اليوم أموراً غير مُلزِمة.
·       ونفس الأمر فيما يخُص عيد الميلاد, فإهمالُ الكنيسة الإحتفال أول ثلاثة قرون,وعدولها عن ذلك فى وقتٍ بعينه, يدفعُنا للتفكير فى السبب, وإن فتشنا لوجدنا إن السبب هوانتشار الفرق الغنوصية بصورة فجة, فكان رد الكنيسة هو الإحتفال بعيد الميلادالذى يرفضه الغنوصيين. للتأكيد على حقيقة التجسد.
·       لم تكُن الأرثوذكسية يوماً مُتصلبة ومُتغابية بهذا الشكل . كفانا نوستالجيا, وقوقعة فى الماضى, فالربط بين ما هو ثابت وما هو مُتغير, هو أبشع صور الأصولية الدينية, و مُقارنة الأمور الأساسية بالفرعية مُصيبة كُبرى, تواجه كنيستُنا اليوم,
·    يوماً لم تكن هكذا الأرثوذكسية[!] فالأصالة الأرثوذكسية بكُل بهائُها, تتجلى حينما نُدرك إنها تحيا فينا بتُراثِها وهويتها وقالبها الأبائى, اما نحن فلانعيش فيهمَ[ّ!] نعم نحن لانعيش فى قوالب تاريخية جامدة تعود لعصورةٍ سحيقة. فما التراث وما التقليد سوى حاجبى-جوانب- ضفتى نهر, يُلزمَنا ألا ننحرفُ,و بين ضفَفُها مساحةٍ من الُحرية, تُثري الأرثوذكسية وتقويها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق