2019/03/15

الجهل المقدس


-أتسأل لماذا أصبحنا نُقدس كُل شئ, حتى وصل بنا الحال لتقديس الجهل, ذالك الشئ البغيض, ذلك الشئ أصبحنا نُقدسه, وإن كُنا نُقدس الجهل فهذا لإننا نُقدس ما نحن عليه, فلإننا جهلة فنحنُ نُقدس الجهل.
-لقد كانت مدرسة-كنيسة- الإسكندرية رائدة فى العلم , مطلع القرون المسيحية الأولى, فأصبح كُل من ينتمى إليها يتشرف بها,وهى حقاً تُشرفه, تُشرف كُل من ينتمى إليها لإنها كانت منارة للعلم واللاهوت فى العالم,فكُل من ينتسبُ إليها يتسمُ بما تتسم هى به َ,وإن كانت منارة فمن ينتمى إليها سيُضئ, وإن كانت هى مركز العلم فمن ينتمى إليها سيكون مُتعلم ومُثقف.ولم تُقدس الجهل يوماً
لقد كانت...
-ولكن اليوم هُناك ظاهرة غريبة مُنتشرة جداً فى كنيستى, ففى كنيستى اليوم أصبح للجهلُ مكانٍ, بل وأصبح للجهلُ كُل مكانٍ, ولهذا الكُل توجه له العبادة ,وله نضرب الميطانيات, ونُلبسه الحُلىِ, ونُقبل لِحاهُ.
-وأصبح الواقع ما هو إلا كثيرَ من قِلة الادب. فقلة الادب تتجلى فى تقديس الجهل, وملخص الاحداث هو اننا نُفتى فيما لانفهم, فى أن نتكلم دون ان يكون معنا ادنى معرفة فى مانتكلمُ فيه.
-وتتجلى قلة الأدب فى حديث البعض فى"علم الباترولوجى"او"علم النقد النصى" دون أن يكون لهم أدنى معرفة أو اى مؤهل لاهوتى مُعترف به عالمياً, فأصبحنا نكره ونُحارب من يتعلم ويدرس ويجتهد للحصول على مرتبة علمية, نُحاربه لنأخُذ منه مِنبره,فنبُث فى منابرنا "الجهل".
وهذا هو إنعدام الادب.
-إنعدام الادب هو ان اقف على المنبر واتكلم عن "خاتمة انجيل مرقس" وفى وقت محدش بق يتكلم فيها فى اى دورية محترمة,فالموضوع منتهى تماماً, ومحدش مُحترم,محترم فاهم او دارس يقدر يقول انها موجودة فى اى مخطوط يونانى يعود لما قبل القرن الرابع. وهذا قول العُلماء فاحصى المخطوطات؟
-ما العيب؟ما المُشكل أن يُفقد نص من الإنجيل من المخطوطات,ما وجه الربط بين ضياع نص من مخطوط وبين ضياع النص نفسه عنا؟, فما سبب وعلة الهجوم على من درس وتوصل لضياع الخاتمة؟ولماذا الهجوم عليهم؟ يا سادة إن ضياع مخطوط لنص إنجيلى,او ضياع المخطوط ذاته لايعيبُ الإنجيل, ولايُعنى عدم أصالة النص الموجود بين أيدينا اليوم.
كفى تقديس للجهل-بل- كفانا جهل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق